كيري يزور القاهرة لترؤس فعاليات الحوار الأميركي ـ المصري الاستراتيجي

بينما أعلنت الخارجية الأميركية، ظهر أول من أمس، أن جون كيري وزير الخارجية سيزور مصر الأحد المقبل، لمقابلة نظيره المصري سامح شكري، وترؤس فعاليات «الحوار الأميركي - المصري الاستراتيجي»، أشار خبراء أميركيون إلى أن هذا الحوار سيكون الأول منذ سنة 2009، أي منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وقالت الخارجية الأميركية إن اللقاء «سيؤكد شراكة الولايات المتحدة الطويلة والمستمرة مع مصر، وسيوفر فرصة لمناقشة جل المواضيع السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والثقافية».
وأوضح جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، في مؤتمر صحافي، أن هذه المواضيع «مهمة لكل من الجانبين، ولمواصلة قيمنا، وأهدافنا، ومصالحنا المشتركة»، معلنا أن كيري سيسافر بعد محطة مصر إلى الدوحة للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وأنه «سيناقش معهم مواضيع مختلفة حول قضايا الأمن في ربوع المنطقة، بما في ذلك الاتفاق الإيراني النووي»، مضيفا أن هذه الزيارة، التي تستمر ثمانية أيام، تشمل أيضا سنغافورة، وفيتنام، ودولا أخرى في جنوب شرقي آسيا.
ولتفسير عدم زيارته لإسرائيل، رغم أنها جارة قريبة من مصر، قال وزير الخارجية الأميركي إن ذلك لا يعني إهمال إسرائيل، موضحا أنه يتحدث بصورة مستمرة مع القادة الإسرائيليين.
من جانبه، قال أمس إتش آي هيليار، وهو خبير في مركز «بروكنغز» بواشنطن، إن زيارة كيري إلى مصر «يمكن أن تحقق إنجازات. لكن ذلك يحتاج إلى إجابات عن أسئلة كثيرة وصعبة من طرف الجانبين حول الطريق الذي تسلكه مصر، وحول التزام الولايات المتحدة تجاه مصر». ومن هذا المنطلق توقع ألا يسفر اللقاء عن أجوبة شافية عن هذه الأسئلة. وأضاف موضحا أنه «يجب على مصر أن تتنافس لكسب انتباه أميركا، وذلك بسبب مواضيع أخرى في المنطقة تشغل بال الأميركيين، خاصة بعد ظهور تنظيم داعش، وتركيز الأميركيين على محاربة الإرهاب في المنطقة، وبعد زيادة حالة عدم الاستقرار في العراق وسوريا، وليبيا».
وحسب تقرير أصدره معهد واشنطن للشرق الأدنى، فقد عقدت الدولتان آخر حوار استراتيجي سنة 2009، وبعد ذلك بأقل من سنة، وقعت ثورة 25 يناير (كانون الثاني). وبهذا الخصوص قال ديفيد شينكار، أحد خبراء هذا المعهد، إنه «بعد عام صعب يبدو أن الحكومة الأميركية قررت التعايش مع الانقلاب بمصر ومع الرئيس السيسي. لقد أنهت إدارة الرئيس أوباما حظرا طويلا على بيع الأسلحة، وأرسلت عشر طائرات هليكوبتر (أباتشي) إلى مصر.. لكن يمكن أن يؤجل إلى ما لا نهاية إنهاء الحظر على بيع أسلحة أخرى، ومنها 12 طائرة مقاتلة من نوع (إف 16)، خاصة إذا نفذت مصر أحكام الإعدام في حق قادة (الإخوان المسلمين)».
وأضاف شينكار أنه «رغم ضغوط الولايات المتحدة، فإن المصريين يرفضون في عناد واضح استعمال المساعدات الأميركية لتأمين الحدود المصرية مع ليبيا.. ورغم انتقادات وجهت للنظام الجديد في البداية، فقد قررت إدارة الرئيس أوباما دعم الرئيس السيسي اقتصاديا. وأشادت بإصلاحات الدعم الحكومي التي أجراها». كما أرسل الرئيس أوباما وزير خارجيته كيري إلى قمة شرم الشيخ، التي عقدت في مارس (آذار) الماضي لتشجيع الاستثمار في مصر. غير أن شينكار استدرك قائلا إن «هذا لن يفيد في شيء إذا استمر الوضع الأمني في التدهور، ومن دون التحول إلى مواجهة الإرهاب بطرق حديثة سيكون هذا عقدا صعبا في مصر».
وقبل أسبوعين، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» افتتاحية رئيسية انتقدت فيها القوانين الجديدة على الحرب ضد الإرهاب التي أصدرتها الحكومة المصرية مؤخرا، وقالت إن هذه القوانين «ستزيد ممارسات الدولة البوليسية، وستشجع المتطرفين لأنها ستمنع المواطنين من التعبير عن مشاكلهم». كما انتقدت الافتتاحية الحكومة الأميركية لأنها «تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان مقابل المساعدات التي تقدمها».