دشنت وزارة الثقافة عدداً من الفعاليات احتفاء بـ«يوم التأسيس»، منها مجلس تُقام به ندوات وجلسات ثقافية للتعريف بالتاريخ السعودي، بجانب إحدى أكبر المكتبات العامة في البلاد، و«ليوان» يجتمع به المواطنون للاحتفال بتاريخ عريق يمتد لثلاثمائة عام، بين ناطحات السحاب، وعرض غنائي مسرحي يحكي قصة اللبنات الأولى لتأسيس الدولة السعودية في قلب الدرعية التي انطلقت منها.
المجلس
ويتضمن «المجلس» برنامجاً علمياً ثرياً يركّز على موضوعات شتى من تاريخ وثقافة وتراث السعودية، في «مكتبة الملك فهد الوطنية»، حيث أُقيمت في اليوم الأول محاضرتان، هما: «تأسيس الدولة السعودية الأولى» للدكتور طلال الطريفي، و«القلاع والحصون في عصر الدولة السعودية الأولى» للدكتور علي آل القطب، كما شهد عَقْد لقاءين حواريين؛ أولهما بعنوان: «الدرعية عاصمة الثقافة»، سيتحدث فيه كل من الدكتور علي البسام، والدكتورة منال المريطب، والثاني عن «المخطوطات والمكتبات» يتحدث فيه الدكتور أيمن الحنيحن، والدكتور حمد العنقري، ويديرهما يوسف العوفي.
في «المجلس» أركان للرسم تدعم الفنانين المحليين (الشرق الأوسط)
وعلى مستوى ورش العمل، شهد اليوم الأول إقامة ورشتين: الأولى يقدمها الدكتور سعد العريفي، بعنوان «القصص والروايات»، والثانية يقدمها الدكتور محمد العبد اللطيف عن «الأكلات الشعبية في عصر الدولة السعودية الأولى».
وفي اليوم الثاني سينظّم «المجلس» محاضرتين؛ يتحدث في الأولى الدكتور عبد المحسن الرشودي عن «الفروسية في عصر الدولة السعودية الأولى»، بينما تتناول المحاضرة الثانية قصة «الإمام محمد بن سعود»، يتحدث فيها الدكتور سعد العريفي.
ويحتضن مقر المكتبة، بالتزامن مع المجلس، معرض «يوم التأسيس» الذي تقدم فيه الوزارة محتوى معرفياً غنياً عن «يوم التأسيس»، عبر 4 أقسام، يأتي الأول منها بعنوان «فنان من بلدي»، وهو معرض جداري يستعرض لوحات فنية مرتبطة بالدولة السعودية، وثقافتها، وتاريخها العريق بالتعاون مع رسامين محليين. والثاني «ألحان من بلدي»، يتضمن معزوفة من الألحان الموسيقية السعودية. أما الثالث «فنون الخط»، فيجسّد جمال الخط العربي بالرموز الأصيلة من شعار «يوم التأسيس»، بينما يستعرض قسم «تاريخنا بعيوننا» كلمات الملوك وولي العهد عن يوم التأسيس، إضافةً إلى عرض مجموعة من الصور التاريخية.
الليوان
وانطلقت فعالية «الليوان» بشكل رئيسي من «مركز الملك عبد الله المالي» (كافد) بالرياض، ومتصلة بباقي المدن عبر برنامج ثقافي موحّد يمتد 3 أيام، ويعكس مدى التنوع الثقافي والحضاري الذي تتمتع به المملكة في مناطقها المختلفة، حيث تفتح الفعالية أبوابها للزوّار وتقدم باقة متنوعة من الأنشطة والعروض الحية، مثل عروض الحرف التقليدية التي كان يزاولها الأجداد منذ القدم، ومنها صناعة الفخار، والسعف، ودباغة الجلود، وعروض حياكة السدو، وغزل الصوف، وحياكة البشوت.
وتستضيف الفعالية المصممين وأصحاب المشاريع وصنّاع العطور والعود والبخور والبهارات والعطارين ليعرضوا منتجاتهم المستلهَمة من التراث السعودي، هذا إلى جانب فنون الطهي السعودية، من خلال مجموعة من المطاعم والمقاهي المحلية التي تقدم نكهات أصيلة من المطبخ السعودي، إضافة إلى القهوة السعودية. وفي قسم مخصص للمكتبة الرقمية، تقدم الفعالية محتوى معرفياً للزوّار يطّلعون من خلاله على أهم المعلومات التاريخية عن المملكة، عبر شاشات العرض، ويتضمن هذا المحتوى أهم الأزياء التراثية، ووصفات الطهي السعودي، ومعلومات وقصصاً عن «الدولة السعودية الأولى».
يحتفي المواطنون بهذا اليوم بارتداء الملابس الشعبية السعودية (الشرق الأوسط)
وتُتيح الفعالية مساحة مهمة للفنون الأدائية، والموسيقية، عبر عروض يقدمها موسيقيون وفرق شعبية متخصصة في الموروث الشعبي داخل «الليوان»، على منصة المسرح الرئيسي، إضافة إلى مساحة تفاعلية تسمح للزوّار بمعايشة تجارب ثقافية حية، من خلال المعرض التفاعلي، ومعرض الصور، والعرض السينمائي، والأفلام الوثائقية، وعرض الأزياء المحلية النادرة، وعرض مسرحي بعنوان «حداء الأرض»، ومجسّم فني تركيبي تفاعلي، وتجربة اختبار معلومات الزوّار عن أبرز الأحداث التاريخية، وقصص التأسيس، إلى جانب ورش العمل عن الفنون الحرفية، وندوات ثقافية يتحدث فيها مؤرخون عن تاريخ المملكة.
ملحمة صهيل
كما تقدم الوزارة ملحمة «صهيل» في حي الطريف التاريخي بالدرعية، المُدرج ضمن «مواقع التراث العالمي» في منظمة «اليونيسكو»، وهي عبارة عن مسرحية غنائية تاريخية تستعرض قصة التأسيس ورجالاته، والتضحيات التي قدموها من أجل رفعة الدولة السعودية وتطوّرها، وتسلط الضوء على الإرث التاريخي والثقافي الذي تزخر به المملكة، وإبراز دور أطياف المجتمع السعودي في بناء تاريخها وحاضرها ومستقبلها.
ويُقدّم العرض المسرحيّ الغنائيّ حكايته في قالب مُبتكر، يتّخذُ من الشعر في جزيرة العرب طريقاً ومدخلاً لكشف رموزٍ وأيقونات شامخة في المسيرة الملحميّة للبلاد عبر ثلاثة قرون، مستعرضاً رحلة تأسيس الدولة، وتوحيدها، وصمودها، وبنائها، وصولاً لنهضتها الكبرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.