المغرب: نقابة الصحافيين تحتج على وزارة الإعلام بإرجاع البطاقات المهنية

وكالة الأنباء تؤكد أن توقيف صحافية جاء بقرار من المجلس التأديبي

المغرب: نقابة الصحافيين تحتج على وزارة الإعلام بإرجاع البطاقات المهنية
TT

المغرب: نقابة الصحافيين تحتج على وزارة الإعلام بإرجاع البطاقات المهنية

المغرب: نقابة الصحافيين تحتج على وزارة الإعلام بإرجاع البطاقات المهنية

أعاد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، و12 عضوا في مكتبها التنفيذي أمس بطاقاتهم المهنية لوزارة الإعلام، وذلك للاحتجاج على التعسفات التي تعرض لها صحافيون مغاربة في الأشهر الأخيرة، بسبب ممارسة النشاط النقابي أو أداء مهام صحافية.
وكان عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، قد توعد الجمعة الماضية خلال اجتماع استثنائي لمكتب الجمعية بالتصعيد في حالة إذا لم يتم إرجاع الصحافية فاطمة حساني المطرودة من وكالة المغرب العربي للأنباء (الوكالة الرسمية بالمغرب) إلى عملها يوم الاثنين، وإرجاع الصحافي عبد القادر حجاجي من نفس الوكالة إلى منصبه، وفتح تحقيق حول تعرض الصحافي رضوان الحفياني للضرب من طرف رجال سلطة بالمحمدية خلال تغطيته لعملية هدم بناء عشوائي.
وتعتبر النقابة أن قرار التوقيف النهائي للصحافية فاطمة حساني، نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة، من عملها بوكالة الأنباء الرسمية في يونيو (حزيران) الماضي كان نتيجة تصفية حسابات بسبب نشاطها النقابي. كما اعتبرت تجريد الصحافي حجاجي من منصب المسؤولية الذي عين فيه بوكالة المغرب العربي للأنباء انتقاما من مواقفه ونشاطه النقابي.
وفي بيان توضيحي أشارت وكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن توقيف الصحافية فاطمة حساني تم عن طريق المجلس التأديبي للمؤسسة بسبب ارتكابها لخطأ جسيم، تمثل في خلطها بين صفات وتصريحات دبلوماسيين أفارقة خلال تغطيتها لنشاط دبلوماسي في الرباط يوم 24 مايو (أيار)، الشيء الذي «ترتب عليه ردود أفعال وشكايات رسمية اضطرت معها الوكالة للرد والاعتذار»، حسب بيان الوكالة.
وحول الخطأ المنسوب لها قالت الصحافية فاطمة حساني إن «الأمر يتعلق بجنسية أحد الدبلوماسيين المشاركين في الحدث»، مشيرة أن مثل هذا الخطأ شائع في الصحافة ولا يمكن اعتباره خطأ فادحا يستحق التوقيف النهائي من العمل. وترى حساني أن السبب الحقيقي وراء توقيفها هو تصفية حسابات بسبب نشاطها النقابي.
من جهة أخرى، أعلنت النيابة العامة في الدار البيضاء فتح تحقيق في حادث الاعتداء الذي تعرض له الصحافي رضوان الحفياني، عضو المجلس الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة، قبل أسبوع في المحمدية، خلال تغطيته لعملية هدم محل تجاري عشوائي من طرف رجال سلطة. وكان الحفياني الذي نقل إلى المستشفى عقب تعرضه للضرب من طرف باشا المدينة وعدد من معاونيه، قرر رفع قضيته أمام القضاء.
وفي موضوع آخر يتعلق بالصحافي علي المرابط، الذي ترفض السلطات المحلية بتطوان منحه شهادة السكنى (الإقامة)، صرح محمد حصاد، وزير الداخلية، بأن المرابط المقيم بإسبانيا لا يتوفر على الشروط القانونية للحصول على هذه الشهادة لأنه غير مقيم في المغرب. وقال حصاد إن «القانون واضح، وإنه لا يمكن تسليم شهادة سكنى لمواطن إلا إذا أثبت أنه قد قطن لمدة ثلاثة أشهر على الأقل خلال السنة الماضية في العنوان الوارد في طلبه». وأضاف أن «المشكل هو أن علي المرابط يريد الحصول على شيء غير قانوني»، مشيرا إلى أن المرابط «لم يمض أكثر من شهر متواصل في المغرب خلال سنة 2014».
ونفى حصاد أن يكون موقف السلطات ناتج عن الرغبة في التضييق على العمل الصحافي للمرابط، مشيرا إلى أن المرابط يدير موقعا إلكترونيا «لم يسبق أن خضع للرقابة»، وأن قرار السلطات المحلية بمدينة تطوان لا علاقة له، إذن، بنية المعني بالأمر إنشاء صحيفة.
وأشار حصاد إلى أن المرابط الذي يحمل الجنسيتين المغربية والفرنسية، ليس لديه أي مشكل خاص بشأن التنقل والسفر، لأن بإمكانه الحصول، في ظرف ثلاثة أيام، على جواز سفر جديد لدى قنصلية المغرب ببرشلونة حيث يقيم.



الحكومة المصرية ترفض اتهامات بتوسيع الاقتراض الخارجي

وزير المالية المصري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب (مجلس النواب المصري)
وزير المالية المصري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب (مجلس النواب المصري)
TT

الحكومة المصرية ترفض اتهامات بتوسيع الاقتراض الخارجي

وزير المالية المصري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب (مجلس النواب المصري)
وزير المالية المصري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب (مجلس النواب المصري)

رفضت الحكومة المصرية اتهامات برلمانية وحزبية وُجّهت لها بتوسيع الاقتراض الخارجي، معلنةً انخفاض الدَّين الخارجي للعام المالي الحالي بواقع 3 مليارات دولار حتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ووافق مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، خلال جلسته العامة، الاثنين، على اتفاقيات حصول وزارة المالية على تسهيلات تجارية بقيمة ملياريْ دولار أميركي من خلال بنك «الإمارات دبي الوطني كابيتال ليمتد»، وبنك «ستاندرد تشارترد»، وبنك «الإمارات دبي الوطني (ش.م.ع)» وبنوك أخرى.

وقال وزير المالية المصري، أحمد كجوك، خلال الجلسة العامة: «نرفض الاتهامات الموجهة للحكومة بتوسيع الاقتراض»، مؤكداً أن مؤشر الدين العام في انخفاض.

وسجَّل الدين الخارجي لمصر بنهاية الربع الثاني المنتهي في يونيو (حزيران) الماضي نحو 152.9 مليار دولار، نزولاً من 160.6 مليار دولار بنهاية الربع الأول، بعد أن وصل إلى ذروته البالغة 168 مليار دولار في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.

برلمانيون مصريون خلال جلسة مناقشة حصول وزارة المالية على تسهيلات تجارية بقيمة ملياريْ دولار أميركي (مجلس النواب المصري)

وقال وزير المالية إن «الاتجاه تنازلي، والقول بعكس ذلك كلام غير دقيق»، متابعاً: «سددنا 7 مليارات ونصف المليار دولار أقساطاً، والاقتراض كان 5 مليارات ونصف المليار دولار». وتابع: «لا يخفى على أحد تخفيض الاقتراض الخارجي، نخّفض الدين الخارجي قدر المستطاع، ونُسدد أكثر من الاقتراض، والدين يقل ولا يزيد».

ولجأت مصر إلى الاقتراض الخارجي خلال السنوات الأخيرة، في ظل أزمة اقتصادية، وتبني الحكومة برنامج إصلاح اقتصادي.

وعقّب وزير المالية على الموافقة على تسهيلات تجارية بقيمة ملياريْ دولار أميركي، قائلاً: «كان الرقم أكبر من ذلك، إلا أننا أخذنا قراراً بتخفيض الرقم»، مشيراً إلى أن الأمر يخضع لتوازنات داخلية ومستلزمات الإنتاج.

وكان مجلس النواب، قد وافق، الأحد، على قرار رئيس الجمهورية بشأن اتفاق تسهيل القرض الخاص بآلية مساندة الاقتصاد الكلي، وعجز الموازنة بين مصر والاتحاد الأوروبي بقيمة مليار يورو كمرحلة أولى، إلا أن اعتراضات واجهت هذه الموافقات، حيث أبدى نواب انتقادهم معلنين رفضهم هذه القروض.

ورأى النائب ضياء الدين داود، عضو مجلس النواب، في بيان، أن قرض الـ2 مليار دولار بمثابة «الكارثة»، مشيراً إلى أن «الحكومة تغامر وتقامر بمستقبل الشعب المصري»، على حد وصفه، مؤكداً أن «الاقتراض الخارجي يرتهن القرار السياسي والاقتصادي للدولة المصرية»، عادّاً ذلك «يهدد سلامة الدولة».

كما أعلن النائب أحمد فرغلي، عضو المجلس، رفضه للقرض، منتقداً الحكومة لتوسُّعها في الاقتراض، متسائلاً: «هل تَوَقَّفَ عقل الحكومة عن سد عجز الموازنة على الاقتراض فقط؟ مش شايفين (لا يرون) أي حاجة من الحكومة إلا الاقتراض فقط؟».

في المقابل، دافع النائب محمد سليمان، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، خلال الجلسة العامة، عن لجوء الحكومة للاقتراض، قائلاً: «عندما تتم مناقشة هذه الأمور نجد البعض يصيبه الذعر ولا داعي ذلك». وأضاف: «لماذا تلجأ الدول للاقتراض، لأسباب عدة وهي؛ إطالة عمر الدين العام، وتخفيض تكلفة الأموال المقترضة، وتمويل عجز الموازنة، ودعم الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصري، وتخفيض الدين العام».

وأجرت بعثة «صندوق النقد الدولي» زيارة لمصر، الشهر الماضي، لإتمام المراجعة الرابعة من برنامج التمويل الموسع الذي يسمح بصرف الصندوق 1.3 مليار دولار للحكومة المصرية من قيمة قرض الـ8 مليارات دولار، الذي تحصل عليه مصر عبر دفعات، بينما لم يقر مجلس «الصندوق» صرف الشريحة الجديدة حتى الآن.

ويرى الدكتور عصام خليل، رئيس حزب «المصريين الأحرار»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاقتراض ليس أمراً سيئاً، فكثير من الدول الكبرى والنامية تقوم بالاقتراض، لكن الأهم هو وجهة هذه القروض، فمن الضروري استخدامها وتوجيهها لصالح مشروعات تنموية، فما كان يعيب القروض في العهود السابقة هو استغلالها استغلالاً سيئاً، وتخصيصها من أجل دعم السلع الغذائية أو دعم المحروقات، وهو ما أدى إلى تراكم الديون على مصر».

وتابع: «توجيه الاقتراض يجب أن يكون إلى المشاريع التنموية التي تدر عائداً، ومع عملها وإنتاجها أسدد من عائدها القروض، مع مراعاة أن تكون نسبة الفوائد بسيطة، مع مراقبة المصروفات في هذا القرض من جانب البرلمان».

وعن الانتقادات بشأن رؤية الحكومة للاقتراض، قال: «الأجدر بالمعارضين للقروض أن يرشدوا ويقدموا وسائل أخرى للحكومة من وجهة نظرهم، فنحن في وطن واحد يجب أن نتكاتف جميعاً فيه في ظل الظروف المحيطة بنا».

في المقابل، يرفض ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» «الاقتراض الخارجي بأي صورة وبأي شكل من الأشكال»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «التنمية يجب أن تكون بالاعتماد على الذات، وتجنُّب تلقي المنح والمعونات، مع ترشيد الإنفاق العام، فالقروض الخارجية وصلت إلى مستوى لا تتحمله الموازنة العامة للدولة، وخدمة الدين تلتهم الميزانية».

وأضاف: «يتوجب على الحكومة الحالية أن تستجيب لما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي من ترشيد الاقتراض الأجنبي، وعدم التوسع فيه، لكن الموافقات الأخيرة، هي مبلغ ضخم يأتي عكس ما طالب به الرئيس، وبالتالي الحكومة تحمِّل الأجيال الجديدة عبء عدم قدرتها على إدارة أمور البلاد؛ لذا نرفض هذه السياسة الحكومية شكلاً وموضوعاً، وإذا كان وزير المالية يقول إننا نُسدد أكثر من الاقتراض، فنحن نطالب الحكومة بأن نسدد ولا نقترض».