يستأنف مانشستر سيتي الإنجليزي سعيه نحو إحراز باكورة ألقابه في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يحل ضيفاً على لايبزيغ الألماني في ذهاب ثمن النهائي اليوم، بينما يستقبل إنتر الإيطالي بورتو البرتغالي، طامحاً في العودة لمنصة التتويج الأوروبية بعد غياب لأكثر من عقدين.
ويستعدّ لايبزيغ للوقوف ندّاً أمام العملاق الإنجليزي، متسلّحاً بعودة مهاجمه الفرنسي كريستوفر نكونكو، وعلى أمل استغلال الاضطراب الذي يعانيه رجال المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا خارج ملعبهم.
لاعبو بورتو خلال التدريب قبل موقعة الإنتر في ميلانو (أ.ف.ب)
ويبدو مانشستر سيتي منطقياً مرشحاً للفوز، وتحصين نتائجه في المسابقة التي لم يخسر فيها إلا مرة واحدة في 13 مباراة. غير أن نكونكو سيكون مصمماً على التسجيل في ثالث مباراة له توالياً في المسابقة القارية.
وتألق الفرنسي في آخر مباراة للايبزيغ في الدوري الألماني، والتي فاز فيها على فولفسبورغ بثلاثية نظيفة؛ حيث صنع هدفاً للنمساوي كونراد لايمر بعد 98 يوماً من الغياب، بسبب إصابة حرمته أيضاً من المشاركة في مونديال قطر 2022.
21 دقيقة كانت كافية لعودته إلى التشكيلة الأساسية، إذ قال مدربه ماركو روزه، إن ذلك يُظهر مدى أهمية المهاجم بالنسبة لآمال لايبزيغ. وقال روزه بعد فوز السبت: «يمكنك أن ترى كم كانت عودة كريستوفر جيدة لنا. بوجوده في أرض الملعب، نصبح فريقاً لا يمكن التنبؤ بما يقوم به».
وكان نكونكو تعرّض لإصابة بالركبة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في آخر حصة تدريبية لفرنسا قبل المغادرة إلى قطر، في واحدة من سلسلة إصابات طالت منتخب «الديوك» وصيف بطل العالم قبل انطلاق البطولة.
نكونكو مهاجم لايبزيغ وورقته الرابحة (غيتي)
وعلى الرغم من غيابه عن 5 مباريات في الدوري، لا يزال نكونكو يتربع على عرش قائمة هدافي لايبزيغ هذا الموسم برصيد 12 هدفاً، ويبعد بفارق هدف واحد عن صدارة هدافي «البوندسليغا» التي يحتلّها نيكلاس فولكروغ لاعب فيردر بريمن. لذلك، تعد عودته حاسمة لآمال لايبزيغ بإحداث مفاجأة العبور من دور الـ16 للمرة الثانية في تاريخ النادي.
لكن المهمة لن تكون سهلة أمام سيتي، على الرغم من تذبذب نتائج الأخير محلياً؛ فبعد أن بدا أنه وجّه رسالة في الدوري الإنجليزي بانتصاره على آرسنال 3-1 في عقر دار الأخير منتزعاً منه الصدارة الأسبوع الماضي، عاد بعد 4 أيام وفقدها بسقوطه في فخ التعادل مع نوتنغهام فورست 1-1.
ووصف المدافع كايل ووكر تنازل فريقه عن صدارة الدوري بأنه «غير مقبول»، وقال في هذا الصدد: «في بعض الأحيان يكون الأمر متعلقاً بكرة القدم، وفي بعض الأحيان بالعاطفة. كل مباراة يجب دخولها بالطريقة ذاتها مثل نهائي الكأس».
وقد يتحوّل فارق النقطتين الذي يفصل آرسنال عن سيتي إلى 5، في حال فوز آرسنال على إيفرتون في مباراة مؤجلة.
وتعاني كتيبة غوارديولا من عدم استقرار في المستوى الفني، قبل خوض غمار المسابقة القارية التي يلهث وراءها في السنوات الأخيرة ولم يتوج بها إطلاقاً، كما أن غوارديولا تحديداً المتوّج مرتين وهو مدرب لبرشلونة، لم يفعل ذلك منذ 2011 في موسمه قبل الأخير في «كامب نو». وكان سيتي وغوارديولا قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب القاري بالوصول لنهائي 2021؛ لكنه خسر أمام جاره تشيلسي بهدف نظيف.
وستكون مهمة هجوم لايبزيغ صعبة في اختراق دفاع سيتي الذي تلقى هدفين فقط هذا الموسم بدوري الأبطال، وهو أقل عدد من الأهداف في تاريخ المسابقة إلى جانب بايرن ميونيخ الألماني.
كما أن الفريق الإنجليزي متسلح بالعملاق النرويجي إرلينغ هالاند الذي سجل 32 هدفاً في 31 مباراة منذ انتقاله إلى ملعب «الاتحاد» من غريمه بوروسيا دورتموند الصيف الماضي.
وسجل هالاند أهدافاً أكثر في مرمى لايبزيغ، خلال فترة وجوده في ألمانيا أكثر من أي منافس آخر، إذ هزّ شباكه 6 مرات في 4 مباريات، منها هدفان في فوز دورتموند في نهائي كأس ألمانيا 4-1 على لايبزيغ في موسم 2020-2021.
لكن روزه يعرف هالاند جيداً أيضاً، بعدما درّبه حين كان في الثامنة عشرة من عمره في سالزبورغ النمساوي، ثم في دورتموند لاحقاً. وأكد الرجل المكلّف مبدئياً بمراقبة هالاند اليوم، وهو قائد لايبزيغ وقلب دفاعه المجري ويلي أوربان، ثقته في قدرة فريقه على تحييد مهاجم مانشستر سيتي.
وقال أوربان: «بالطبع، سيكون تحدياً كبيراً لنا. لكن يمكننا القيام بذلك. نتطلع إلى مباراة رائعة. نريد أن نلعب ونفوز». ويرى حارس سيتي «البرازيلي» إيدرسون، أن الفريق لا يحتاج للتحفيز، وقال: «نسعى للفوز بدوري الأبطال، نحن نلاحق هذه البطولة منذ سنوات. أعتقد أننا مجموعة رائعة، وهذا يظهر مدى تطور النادي على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية، مع ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز، والألقاب في كأس الرابطة وكأس إنجلترا ودرع المجتمع».
وأضاف: «لذا، فإن هذا اللقب هو ما يحتاجه النادي. إنه ما نحتاجه نحن اللاعبين، وغوارديولا، وهنا في النادي أيضاً. هذا العام، سنبذل كل جهدنا للتتويج».
وعلى ملعب «سان سيرو» يستضيف إنتر ميلان المتوج بالبطولة الأوروبية 3 مرات، مواجهة شائكة أمام بورتو البرتغالي المتوج باللقب مرتين.
ويحتل إنتر ميلان المركز الثاني في الدوري الإيطالي حالياً؛ لكن بفارق 15 نقطة خلف نابولي المتصدر، ولا شك في أنه يوجه تركيزه بشكل كبير نحو المنافسة الأوروبية، كما هي الحال في بطولة كأس إيطاليا التي تأهل فيها للدور قبل النهائي.
لكن مهمة إنتر ميلان لن تكون سهلة أمام بورتو صاحب المركز الثاني في الدوري البرتغالي الممتاز، والمنتشي بعشرة انتصارات متتالية في كل المسابقات.
وكان بورتو قد تأهل من صدارة المجموعة الثانية متفوقاً على كلوب بروغ البلجيكي، وباير ليفركوزن الألماني، وأتلتيكو مدريد الإسباني، بينما صعد إنتر ميلان لدور الستة عشر من المركز الثاني في المجموعة الثالثة التي تصدرها بايرن ميونيخ، وكانت تضم معهما برشلونة الإسباني وفيكتوريا بلزن التشيكي.
ويتطلع الإنتر لاستغلال عاملَي الأرض والجمهور، والخروج بنتيجة إيجابية ذهاباً، ربما تعزز من حظوظه في حصد لقب غائب عن خزائنه منذ عام 2010. ويتسلح الفريقان بدفاعات قوية، ما ينذر بمواجهة قليلة الأهداف اليوم. من وجهة نظر إنتر، تمثِّل مباراة الذهاب فرصة على طريق حسم التأهل، وسيكون رجال سيموني إينزاغي سعداء بأي أفضلية يحققونها قبل الإياب في البرتغال.
على الورق، فإن إنتر الذي لم يهزم في مبارياته الخمس الأخيرة ويبدو صلباً دفاعياً، هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في مباراة الذهاب، ومع الغيابات التي تطال الفريق البرتغالي، فقد تكون الأمور أسهل للبلجيكي روميلو لوكاكو، والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، لخطف هدف أو أكثر.