هل يستطيع اليابانيون توقّع الزلازل؟

رجال إنقاذ ينقلون جثة إحدى الضحايا في زلزال تركيا (أ.ف.ب)
رجال إنقاذ ينقلون جثة إحدى الضحايا في زلزال تركيا (أ.ف.ب)
TT

هل يستطيع اليابانيون توقّع الزلازل؟

رجال إنقاذ ينقلون جثة إحدى الضحايا في زلزال تركيا (أ.ف.ب)
رجال إنقاذ ينقلون جثة إحدى الضحايا في زلزال تركيا (أ.ف.ب)

سلط زلزال تركيا وسوريا الذي خلّف أكثر من 45 ألف قتيل، الضوء على ضرورة البحث عن أي وسائل محتملة للتنبؤ بهذا النوع من الكوارث الطبيعية والاستعداد لها بشكل جيد.
وقد تصدرت التجربة اليابانية هذا النوع من النقاش بين العلماء والباحثين، حيث باتت اليابان دولة رائدة في مجال التعامل مع الزلازل، نظرا لتعرضها المتكرر لها ووقوعها في بؤرة حزام الزلازل.
فقد تعرضت اليابان على سبيل المثال في الفترة ما بين 5 و14 فبراير (شباط) إلى ما لا يقل عن عشرة زلازل تراوحت قوتها ما بين 4.1 و5.8 درجة، وفقا لما ذكرته الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، إلا أن هذه الزلازل وغيرها من الهزات الأرضية الشديدة التي تعرضت لها الدولة لم تتسبب في خسائر بشرية كبيرة بالمقارنة مع زلازل ضربت باقي دول العالم، وذلك باستثناء الزلزال الذي دمّر طوكيو في 1923 وخلّف أكثر من 100 ألف قتيل، وكارثة زلزال 11 مارس (آذار) 2011 الذي بلغت قوته 9.1 درجة وضرب هونشو أكبر جزر اليابان، وتسبب في موجات تسونامي ضربت السواحل الشرقية لليابان، وأسفرت عن مقتل أكثر من 18 ألف شخص.
لكن بعد كارثة زلزال 2011 تمكنت طوكيو إلى حد كبير من التعايش مع قسوة الطبيعة عموماً والزلازل على وجه التحديد، والوقاية من آثارها، خصوصاً من خلال هندسة البنايات المقاومة للزلازل.

هل يمكن لليابانيين التنبؤ بالزلازل؟

تقوم شبكة رصد ومراقبة الزلازل اليابانية باستمرار بتقييم الخطر الزلزالي المحتمل، أي رصد أي انزلاقات صدوع نشطة، وتحديد أماكن الصفائح التكتونية، بحيث يتم تقييم المخاطر لكافة المناطق، وتحديد أكبر نشاط زلزالي يمكن أن يحدث بها.
ويدير شبكة رصد ومراقبة الزلازل عالية الحساسية في اليابان المعهد الوطني لبحوث علوم الأرض والوقاية من الكوارث، ولها نحو 800 قاعدة في البلاد ونظام شبكة رصد بالأقمار الصناعية، كما يدير شبكة مراقبة قاع البحر المكونة من 150 قاعدة للزلازل والتسونامي على طول خندق اليابان، والتي تساهم أيضا في الكشف عن مجموعة متنوعة من الزلازل المحتملة في اليابان.

مسؤول في وكالة الأرصاد الجوية اليابانية يقدم إحاطة إعلامية في أعقاب أحد الزلازل (أ.ف.ب)

واستنادا إلى المعلومات التي يتلقونها من هذه الشبكات، يقوم المسؤولون والعلماء اليابانيون بفحص خصائص ومميزات الأبنية والمنشآت بشكل عام، وأماكن التجمعات السكنية؛ لوضع سيناريوهات للتصدي للزلازل في الأماكن الأكثر عرضة للخطر.
وأطلقت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية خدمة الإنذار المبكر بالزلازل في عام 2007 لتنبيه السكان باحتمالية وقوع هزة أرضية حتى يتمكنوا من الاستعداد بشكل مناسب لها.

ما الخطوات المتخذة في اليابان للاستعداد للزلازل؟

اليابان معروفة بأبنيتها المضادة للزلازل، حيث إن لديها قانونا يحدد خصائص معينة ينبغي أن تتوافر في المباني لمقاومة للزلازل، وقانونا آخر يتعلق بناطحات السحاب والمباني الشاهقة، يؤكد على ضرورة وضع «عوازل زلزالية» تمتص طاقة الزلزال.
وتعني «العوازل الزلزالية» وضع طبقات من المطاط السميك تحت الأعمدة الحاملة للمبنى لتحمل الصدمات أو امتصاصها.
وبالإضافة إلى هذه المباني المضادة للزلازل، عادة ما تجري المدارس والشركات اليابانية تدريبات للتعامل مع حالات الطوارئ في الأول من سبتمبر (أيلول)، الذكرى السنوية لزلزال 1923، والذي أصبح الآن معروفاً باسم «يوم الوقاية من الكوارث».
علاوة على ذلك، وزعت حكومة مدينة طوكيو كتيباً يحمل اسم «دعونا نستعد»، على جميع مواطنيها، يحدد كيفية استعداد الناس وتعاملهم مع الكوارث المختلفة.
وتضم مدينة طوكيو أكبر فريق إطفاء في العالم، تم تدريبه خصيصاً لمنع أنواع الحرائق السريعة التي تنتشر بعد الزلازل.
وتم تعزيز البنية التحتية لمترو طوكيو بشكل جيد للتعامل مع الزلازل، حيث تتوقف القطارات فوراً في حالة وقوع أي هزة قوية.

منع النشاط الزلزالي:

على الرغم من هذه الخطوات، يؤكد الخبراء أن النشاط الزلزالي لا يمكن منعه، لكن يمكن تخفيف أخطاره واتخاذ الإجراءات اللازمة للاستعداد له.
وأشار الخبراء لشبكة «نيبون» اليابانية، إلى أنه لا توجد طريقة للتأكد من حدوث زلزال في وقت معين. ولكن فور بدء الزلزال، فإن معرفة ما إذا كان سيتطور إلى هزة أرضية هائلة في غضون ثوان يمكن أن يساعد في إنقاذ الأرواح، وهذا ما تفعله خدمة الإنذار المبكر بالزلازل التي أطلقتها وكالة الأرصاد الجوية اليابانية في عام 2007.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

الولايات المتحدة​ رجل يحمي نفسه من المطر أثناء سيره على طول رصيف شاطئ هنتنغتون (أ.ب)

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

ألغت الولايات المتحدة التحذير من خطر حدوث تسونامي، الذي أصدرته في وقت سابق الخميس في كاليفورنيا، بعدما ضرب زلزال بقوة 7 درجات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس )
شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كاشمر في شمال شرقي إيران يونيو الماضي (أرشيفية - إيسنا)

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب غرب إيران

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة ضرب غرب إيران، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا عمارات على النيل في وسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

هزة أرضية بقوة 4.8 درجة تضرب شمال مصر

سجلت مصر اليوم هزة أرضية بقوة 4.8 درجة على بعد 502 كيلومتر شمالي دمياط في شمال شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

يعكف علماء على مراقبة سلوك الحيوانات باستخدام أجهزة تعقب متطورة تُثبّت على أجسادها، وترتبط بقمر اصطناعي جديد يُطلق العام المقبل

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».