الصين تنفي عزمها على إمداد روسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا

وزير الخارجية الصيني لدى اجتماعه مع نظيره المجري في بودابست أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني لدى اجتماعه مع نظيره المجري في بودابست أمس (أ.ف.ب)
TT

الصين تنفي عزمها على إمداد روسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا

وزير الخارجية الصيني لدى اجتماعه مع نظيره المجري في بودابست أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني لدى اجتماعه مع نظيره المجري في بودابست أمس (أ.ف.ب)

نفت بكين، أمس الاثنين، عزمها صحة تصريحات أميركية تحدثت عن بحث الصين إمكانية إمداد روسيا بأسلحة لحربها ضد أوكرانيا، مؤكدة الدعوة إلى الحوار لوضع حد للنزاع.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال، الأحد، إن الصين «تدرس الآن توفير دعم فتاك» لموسكو، يراوح بين «الذخيرة والأسلحة».
ورداً على سؤال بشأن التصريحات الأميركية، قال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين، في مؤتمر صحافي دوري، أمس الاثنين، إن «الولايات المتحدة هي التي ترسل أسلحة إلى ساحة المعركة دونما توقف، وليس الصين». وأضاف: «نحث الولايات المتحدة على التفكير في تصرفاتها، وبذل المزيد لتحسين الوضع وتعزيز السلام والحوار، والتوقف عن التهرب من المسؤولية ونشر معلومات زائفة». وتابع وانغ وينبين: «واضح للمجتمع الدولي من الذي يدعو للحوار ويقاتل من أجل السلام، ومن يصب الزيت على النار ويشجع على المعارضة»، مكرراً الدعوة إلى دعم مقترح صيني لإنهاء الحرب.
ويشكل الهجوم الذي تشنه موسكو في أوكرانيا مسألة حساسة لبكين التي سعت إلى اتخاذ موقف حيادي، مع تقديم دعم دبلوماسي لروسيا، حليفتها الاستراتيجية. وقالت الصين، السبت، إنها ستعرض الأسبوع الحالي مقترحاً للتوصل إلى «حل سياسي» للأزمة الأوكرانية؛ إذ أعلن وزير الخارجية أن بلاده تقف «إلى جانب الحوار». وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، إن الصين تعارض شن هجمات على منشآت للطاقة النووية، وتعارض استخدام أسلحة بيوكيميائية، وعلى استعداد للعمل «مع جميع الأطراف».
وفي وقت لاحق، أمس الاثنين، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الصين، من تزويدها روسيا بأسلحة لحربها في أوكرانيا. وقال بوريل إنه أبلغ وانغ يي أنه «بالنسبة لنا سيكون خطاً أحمر في علاقتنا. وقال لي إنهم لن يقوموا بذلك، وإنهم لا يخططون للقيام بذلك؛ لكن سنبقى يقظين».
وتمسك الاتحاد الأوروبي بموقفه الداعم لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها قبل نحو عام، وزوَّد كييف بأسلحة ومساعدات مالية بمليارات اليوروات. وحذر وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم من أنه إذا بدأت الصين في إمداد روسيا بالأسلحة «فسيكون لذلك بالتأكيد تداعيات». كما قال وزير الخارجية الإستوني أورماس راينسلو: «علينا أن نضغط بكل الوسائل، ونحذر الصين من أن المجتمع الدولي لن يقبل بذلك في أي حال من الأحوال».
وأتت تحذيرات بلينكن لبكين بينما تفاقم التوتر القائم أصلاً في العلاقات بين القوتين العظميين، بعدما أسقطت واشنطن منطاداً قالت إنه صيني لأغراض التجسس، في وقت سابق هذا الشهر. وحذرت الولايات المتحدة الصين مراراً من توفير الدعم لروسيا في حربها بأوكرانيا التي تقترب من دخول عامها الثاني.
وصرح بلينكن في مقابلة مع «سي بي إس» الأحد، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن سبق أن حذر نظيره الصيني شي جينبينغ في مارس (آذار) الماضي من إمداد روسيا بالأسلحة. وقال مسؤول أميركي مطّلع على الملف، إن الصين مذّاك «تحرص على عدم تخطي ذاك الخط، لا سيما بالامتناع عن بيع منظومات أسلحة فتاكة معدة للاستخدام في ساحات المعركة».
وفي ميونيخ، تواجه بلينكن ووانغ يي بشأن مسألة إسقاط واشنطن منطاداً صينياً كان يحلق في أجوائها. وخلال ذلك اللقاء تحدث بلينكن «بشكل مباشر عن الانتهاك غير المقبول لسيادة الولايات المتحدة والقانون الدولي، من جراء منطاد المراقبة (الصيني) على علو مرتفع في مجال الولايات المتحدة الجوي»، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس.
كذلك، حذر بلينكن وانغ من «تداعيات وعواقب في حال قدّمت الصين دعماً مادياً لروسيا، أو مساعدة تنطوي على التفاف منهجي على العقوبات»، وفق برايس. وفي المقابل قال وانغ لبلينكن إن العلاقات بين بلديهما تضررت من كيفية تعاطي واشنطن مع المنطاد، الذي كررت الصين أنه منطاد مدني مخصص لأبحاث الطقس انحرف عن مساره. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن وانغ يي «أوضح موقف الصين الجاد بشأن ما يسمى حادث المنطاد... وحض الجانب الأميركي على تغيير موقفه والإقرار بالأضرار التي سببها الاستخدام المفرط للقوة، للعلاقات الصينية الأميركية، وإصلاح تلك الأضرار».
وكان وانغ يي قد دان، السبت، خلال منتدى ميونيخ، رد الفعل الأميركي على تحليق المنطاد، معتبراً أنه «هيستيري وسخيف».


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».