ابن كيران: موجة الغلاء بالمغرب تنذر بتدهور اجتماعي وعلى الحكومة تدارك الوضع

عبد الإله ابن كيران
عبد الإله ابن كيران
TT

ابن كيران: موجة الغلاء بالمغرب تنذر بتدهور اجتماعي وعلى الحكومة تدارك الوضع

عبد الإله ابن كيران
عبد الإله ابن كيران

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية»، ورئيس الحكومة السابق، إن موجة الغلاء في المغرب وصلت مستوى خطيراً ينذر بتدهور اجتماعي ما لم تتدخل الحكومة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين. وأوضح ابن كيران خلال اجتماع للمجالس الجهوية للحزب، بفاس، المنظم تحت شعار: «تعبئة نضالية لمواجهة ارتباك المسار الديمقراطي والفشل الحكومي»، أن حزب «العدالة والتنمية» يتبنى معادلة «تنتقد الأوضاع مع الحرص على المحافظة على الاستقرار»، لكن هذه «معادلة صعبة» في الوقت الراهن، وما يزيدها صعوبة هو رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وقال ابن كيران إن على رئيس الحكومة تدارك الأمر قبل الوصول إلى وضعية صعبة «حينها لن ينفع شيء». وأوضح ابن كيران أنه يعرف أخنوش لأنه عمل معه سابقاً في الحكومة، مشيراً إلى أن «الإنسان التاجر لا يهمه سوى الأرباح، ولا ينتبه لحالة الناس».
وخاطب ابن كيران أخنوش قائلاً: «عليك أن تنتبه لحالة الناس الذين يخرجون لانتقاد ارتفاع أسعار الخضراوات، والمحروقات... عليك أن تشفق على الناس وتتخذ تدابير للتخفيف عليهم، عليك أن تشرح للناس وتوضح لهم بصدق». وأضاف: «لن أسألك لماذا تضاعفت ثروتك؟ رغم أن أسباب ذلك قد تكون غير مناسبة». ودعا ابن كيران أخنوش لوضع حد لتضارب المصالح، في إشارة إلى هيمنة شركة المحروقات «أفريقيا غاز»، التي يملكها أخنوش على السوق.
وانتقد ابن كيران تصريحاً سابقاً لأخنوش قال فيه إن حكومته حققت في سنة ما لم تحققه الحكومات السابقة في 10 سنوات، في إشارة إلى الحكومتين اللتين قادهما حزب العدالة والتنمية خلال الولايتين السابقتين. ورد عليه ابن كيران قائلاً: «إن لم تستحِ فافعل ما شئت... ماذا ينفعك قول ذلك، هل سيحل مشكلة الأسعار؟»، مضيفاً: «هذا كذب وبهتان». وتساءل ابن كيران: «كيف أن حكومة لم تمضِ سوى سنة واحدة من عمرها تدعي تحقيق ما لم يتحقق في 10 سنوات. ودعا أخنوش إلى انتظار إكمال ولاية الحكومة خلال 5 سنوات إذا تمكن من إكمالها».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.