الكرملين يهاجم واشنطن لاعتبارها القرم «هدفاً مشروعاً لكييف»

دخان يتصاعد من جسر القرم لدى استهدافه في 8 أكتوبر 2022 (أ.ب)
دخان يتصاعد من جسر القرم لدى استهدافه في 8 أكتوبر 2022 (أ.ب)
TT

الكرملين يهاجم واشنطن لاعتبارها القرم «هدفاً مشروعاً لكييف»

دخان يتصاعد من جسر القرم لدى استهدافه في 8 أكتوبر 2022 (أ.ب)
دخان يتصاعد من جسر القرم لدى استهدافه في 8 أكتوبر 2022 (أ.ب)

وجّه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس الأحد، انتقادات شديدة للولايات المتحدة، على خلفية تصريحات لمسؤولة أميركية رأت أن شبه جزيرة القرم تعد هدفاً مشروعاً لأوكرانيا.
وجاءت تصريحات بيسكوف رداً على تعليقات أدلت بها وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، قالت فيها إن الولايات المتحدة ترى وجوب نزع سلاح شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، وأن واشنطن تدعم شن هجمات أوكرانية على أهداف عسكرية فيها.
وأوضح بيسكوف في تصريحات نشرتها وكالة «تاس» للأنباء، أن الولايات المتحدة تعد «محرضاً رئيسياً» على تأجيج التوتر الدولي، لتغاضيها عن هجمات على القرم؛ مشيراً إلى أن التصريحات الصادرة عنها بخصوص شبه الجزيرة تبرز عمق الخلاف بين البلدين. وقال بيسكوف: «تنتمي نولاند إلى معسكر كبير يضم أكثر (صقور) السياسات الأميركية عدائية. هذه وجهة نظر نعرفها جيداً».
في سياق متصل، قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أمس الأحد، إن واشنطن تحاول شيطنة موسكو، وتأجيج الأزمة في أوكرانيا، عن طريق اتهام روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وجاءت تصريحات السفير أناتولي أنتونوف رداً على ما قالته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، السبت، من أن إدارة الرئيس جو بايدن خلصت رسمياً إلى أن روسيا ارتكبت «جرائم ضد الإنسانية» خلال غزوها لأوكرانيا المستمر منذ ما يقرب من عام.
وكتب أنتونوف في بيان على حساب السفارة الروسية على تطبيق «تلغرام»: «إننا نعتبر مثل هذه التلميحات محاولة غير مسبوقة لشيطنة روسيا، في إطار الحرب الهجينة التي تُشن ضدنا».
وتابع قائلاً: «ما من شك في أن الغرض من مثل هذه الهجمات من قبل واشنطن هو تبرير أفعالها لتأجيج الأزمة الأوكرانية».
وتقول الحكومة الأميركية إن منظمات تدعمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وثقت أكثر من 30 ألف جريمة حرب منذ الغزو.
وقال مسؤولون أوكرانيون إنهم يحققون في قصف لمدينة باخموت يوم الخميس، باعتباره جريمة حرب محتملة.
وتقول لجنة التحقيق المدعومة من الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، إنها رصدت وقوع جرائم حرب لكنها لم تخلص بعد إلى كونها تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.
وتحل يوم الجمعة ذكرى مرور عام على بدء الغزو الروسي الذي تصفه موسكو بأنه «عملية عسكرية خاصة» بهدف «نزع سلاح» أوكرانيا و«تحريرها من النازية».
ويقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفاء كييف الغربيون، إن الغزو استيلاء إمبريالي غير مبرر على الأراضي. ولا تلوح نهاية للصراع في الأفق.
من جهة أخرى، انتقدت موسكو، أمس الأحد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقاداً لاذعاً، لتصريحه برغبته في أن يشهد هزيمة روسيا، قائلة إنها ما زالت تتذكر مصير نابليون بونابارت. كما اتهمت دبلوماسية ماكرون مع الكرملين بأنها قائمة على الرياء.
وكان ماكرون قد قال لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» إن فرنسا تريد أن تلحق الهزيمة بروسيا في أوكرانيا؛ لكنها لم ترغب قط في «سحقها».
وردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قائلة: «بالنسبة للفظة (قط): لم تبدأ فرنسا بماكرون، ورفات نابليون الموقرة على مستوى الدولة راقدة في قلب باريس. وعلى فرنسا وروسيا أن تدركا ذلك». وتابعت «بشكل عام، ماكرون بلا قيمة»، مضيفة أن تعليقاته أظهرت أن الغرب أجرى مباحثات حول تغيير النظام في روسيا، بينما دأب ماكرون على السعي إلى عقد اجتماعات مع القيادة الروسية.
وأثار ماكرون انتقادات بعض الشركاء في حلف شمال الأطلسي، بسبب توجيه رسائل مختلطة فيما يتعلق بسياسته إزاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا؛ إذ تعتبر بعض الدول باريس حلقة ضعيفة في الحلف الغربي.
وحث ماكرون الحلفاء يوم الجمعة على زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا؛ لكنه قال أيضاً إنه لا يؤمن بتغيير النظام، وإنه يجب أن تجري مفاوضات في مرحلة ما. وقال ماكرون: «لنكن واضحين. لا أؤمن للحظة واحدة بتغيير النظام، وحينما أسمع كثيراً من الناس ينادون بتغيير النظام أسألهم: لأي تغيير؟ من التالي؟ من زعيمكم؟».
ولتوضيح هذه التعليقات، قال ماكرون للصحيفة، إنه لا يعتقد أن حلاً ديمقراطياً سيظهر من داخل المجتمع المدني في روسيا، بعد أعوام من تشديد موقف موسكو. وأضاف أنه لا يرى بديلاً لبوتين الذي تجب إعادته إلى طاولة المفاوضات.
وقال ماكرون: «تبدو جميع الخيارات عدا فلاديمير بوتين في المنظومة الحالية أسوأ بالنسبة لي».


مقالات ذات صلة

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية- رويترز)

ترمب عن الـ«ناتو»: يدفعون أقل مما ينبغي لكي تحميهم الولايات المتحدة

حضّ ترمب أعضاء حلف «الناتو» على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5 % من إجمالي ناتجهم المحلي، مقابل «حماية الولايات المتحدة».

«الشرق الأوسط» (مارالاغو (الولايات المتحدة))
أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)
ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)
TT

استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)
ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس، استقالته من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أعوام، موضحاً أنه سيواصل أداء مهامه إلى أن يختار حزبه خليفة له.

وقال ترودو، أمام الصحافيين في أوتاوا: «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أتت الخطوة بعدما واجه ترودو خلال الأسابيع الأخيرة ضغوطاً كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية، إذ تراجعت شعبيته في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من عدة محاولات لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته، منتصف الشهر الفائت، البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تَلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.