40 قتيلاً وعشرات الجرحى بألغام الحوثيين خلال أسابيع

«المشروع السعودي» نزع 380 ألف لغم زرعها الحوثيون في اليمن (مسام)
«المشروع السعودي» نزع 380 ألف لغم زرعها الحوثيون في اليمن (مسام)
TT

40 قتيلاً وعشرات الجرحى بألغام الحوثيين خلال أسابيع

«المشروع السعودي» نزع 380 ألف لغم زرعها الحوثيون في اليمن (مسام)
«المشروع السعودي» نزع 380 ألف لغم زرعها الحوثيون في اليمن (مسام)

وسط تحذيرات الحكومة اليمنية من تصاعد خطر الألغام الحوثية على حياة السكان، أكد مرصد حقوقي سقوط أكثر من 100 قتيل ومصاب من المدنيين جراء انفجار الألغام خلال ستة أسابيع.
وتشير تقديرات يمنية ودولية إلى أن الميليشيات الحوثية زرعت أكثر من مليون لغم في المناطق اليمنية التي وصلت إليها، بما فيها الألغام التي يتم تمويهها، والألغام البحرية المصنَّعة بخبرات إيرانية.
وبحسب بيان رسمي، حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، من تصاعد مخاطر الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، بشكل عشوائي في المدن والقرى والأحياء السكنية.
وأشار الوزير اليمني إلى ارتفاع حوادث الألغام، وأعداد ضحاياها المدنيين، بشكل لافت، منذ مطلع العام الحالي، وقال إن آخرها تمثل في مقتل 3 أطفال أثناء سيرهم في طريق فرعي إلى ملعب كرة قدم في حيس جنوب محافظة الحديدة.
ولفت الإرياني إلى أن المرصد اليمني للألغام، وثق مقتل 42 مدنياً وإصابة 61 منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى منتصف فبراير (شباط) الحالي غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث سجلت خلال شهر يناير (كانون الثاني) 41 حادثة انفجار ألغام وذخائر متفجرة وعبوات وقذائف من مخلفات الحرب في 9 محافظات، مخلفة 32 قتيلاً، بينهم 14 طفلاً وامرأة، و42 جريحاً، بعضهم أصيب بإعاقات مستديمة‏.
واتهم وزير الإعلام اليمني الميليشيات الحوثية بأنها زرعت مئات الآلاف من الألغام في الأحياء السكنية ومنازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والمرافق العامة والمساجد والأسواق والشوارع الرئيسية والفرعية والمزارع، دون تفريق بين هدف مدني وعسكري، في أكبر عملية زراعة للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، وفق تعبيره.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي بالضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية لوقف صناعة وزراعة الألغام بجميع أنواعها، وإجبارها على تسليم الخرائط، والعمل على دعم جهود الحكومة لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، وتقديم الدعم الطبي للمصابين، وتوعية المجتمعات المحلية بمخاطر الألغام، وكيفية التعامل معها، ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وكان «المرصد اليمني للألغام» أكد مقتل وإصابة أكثر من 100 مدني جراء ألغام وعبوات ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ مطلع العام الحالي، موضحاً أن 42 مدنياً قُتلوا، وأُصيب 61 آخرون خلال الستة أسابيع الأخيرة.
وقال «المرصد» إن 3 أطفال قُتِلوا في حيس جنوب الحديدة، إثر انفجار لغم في ملعب ترابي لكرة القدم، مشيراً إلى أن ذلك يكشف إلى أي مدى استخدم الحوثيون الألغام سلاحاً فتاكاً لم يكن أبداً لأغراض عسكرية، بل لاستهداف وشلّ الحياة.
إلى ذلك كان «المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن» (مسام) أفاد، الأسبوع الماضي، بأن فرقه انتزعت 1387 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة من مخلفات ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وبحسب ما ذكره «المركز الإعلامي للمشروع»، توزعت عمليات النزع بين 1087 ذخيرة غير منفجرة، و49 عبوة ناسفة، و233 لغماً مضاداً للدبابات، و18 لغماً مضاداً للأفراد.
وأكد «مسام» أن فرقه تمكنت من تطهير 277794 متراً مربعاً من الأراضي في اليمن، خلال أسبوع، فيما ارتفعت أعداد الألغام المنزوعة منذ بداية المشروع وحتى العاشر من فبراير (شباط) الحالي إلى 386282 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وكان مدير عام مشروع «مسام»، أسامة القصيبي، قام أخيراً بزيارة دورية لتفقد سير عمل فرق المشروع الهندسية المنتشرة في قطاع عدن والساحل الغربي لليمن، حيث ناقش مع المسؤولين اليمنيين الصعوبات التي تعترض عمل المشروع، بغية تذليلها.
وبحسب بلاغ صحافي وزَّعه المشروع، عقد القصيبي اجتماعات عدة مع خبراء المشروع ومنتسبيه، واستعرض معهم تقارير الإنجاز خلال الفترة الماضية، ومستوى سير الأداء، كما عقد اجتماعاً مع مدير «البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن»، العميد أمين العقيلي، ومدير «المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في عدن»، العميد قائد هيثم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.