الأسرى في سجون إسرائيل يهددون بتصعيد يصل إلى إضراب مفتوح إذا لم تتحسن ظروفهم

اشتباكات وإصابات وحرق غرف في سجن نفحة الصحراوي

الأسرى في سجون إسرائيل يهددون بتصعيد يصل إلى إضراب مفتوح إذا لم تتحسن ظروفهم
TT

الأسرى في سجون إسرائيل يهددون بتصعيد يصل إلى إضراب مفتوح إذا لم تتحسن ظروفهم

الأسرى في سجون إسرائيل يهددون بتصعيد يصل إلى إضراب مفتوح إذا لم تتحسن ظروفهم

اشتبك أسرى فلسطينيون مع قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت عليهم غرفهم في سجن نفحة الصحراوي في النقب، وقامت بنقلهم بالقوة وسط اعتداءات وإطلاق غاز، إلى غرف أخرى لأسباب لم تتضح فورًا.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، إن سجن نفحة الإسرائيلي شهد أمس مواجهات واسعة بعد حالة من التوتر، بسبب اقتحام وحدتي القمع الإسرائيليتين «درور»، و«متسادا» لغرف الأسرى في السجن، وتنكيل أفرادهما بالمعتقلين، ونقل عدد كبير منهم إلى أقسام أخرى، وهو ما رد عليه الأسرى بحرق غرف في السجن نفسه، مما أوقع إصابات.
وقال بيان رسمي لنادي الأسير الفلسطيني، إن الأسرى واجهوا التنكيل الإسرائيلي بإعلان حالة التمرد والعصيان في وجه إدارة مصلحة السجون، وقاموا بحرق عدد من الغرف في أقسام السجن القديمة، كنوع من الاحتجاج على تصرفات الإدارة تجاههم، قبل أن يقوموا بحرق غرفة رقم «85» في قسم «13» في سجن نفحة.
وكانت إدارة سجن نفحة قد شنت هجمة مفاجئة على القسم رقم «10» في السجن الذي يوجد فيه معتقلون من قطاع غزة، وقامت بنقل جميع أسراه إلى أقسام أخرى، قبل أن تتوسع المواجهات وتطال أقساما أخرى.
وقال نادي الأسير، إن إدارة السجن هددت بإجراء تنقلات أخرى واسعة بين صفوف الأسرى.
وقالت مصادر إسرائيلية إن 11 سجانا ومعتقلين اثنين، أصيبوا جراء المواجهات واستنشاقهم الدخان. ووصفت حالة سجانة بمتوسطة وحالة المصابين الآخرين بطفيفة.
وتضامن أسرى سجون أخرى بينهم «سجن ريمون» مع أسرى نفحة. وقال نادي الأسير، إن أسرى حركة فتح في سجن «ريمون»، شرعوا بتنفيذ خطوات احتجاجية تضامنًا مع أسرى «نفحة»، تمثلت برفضهم الخروج للفورة وإجراء الفحص الأمني.
وكان أسرى سجن ريمون تعرضوا، أيضًا، لهجمة إسرائيلية، أول من أمس، تمثلت بمصادرة جميع الأجهزة الكهربائية من عدة غرف وأقسام داخل السجن، وفرض عقوبات على الأسرى باحتجازهم داخل الغرف، وعدم السماح لهم بالخروج، ومنعهم من استخدام الأدوات الكهربائية.
وحذر قراقع، إدارة مصلحة سجون الاحتلال، من مغبة الاستمرار في تضيق الخناق على الأسرى وفرض العقوبات عليهم، ودفع الأمور باتجاه التصعيد والغليان.
وأعلن قراقع، أن الأسرى في سجون النقب وريمون ونفحة وغلبوع، سيبدأون في تنفيذ برنامج يتضمن خطوات تصعيدية، قد تنتهي بإضراب عن الطعام، في مطلع أغسطس (آب) المقبل.
وصرح قراقع في بيان بأن «الأسرى قرروا البدء بهذا البرنامج النضالي دفاعا عن حقوقهم، وبسبب الهجمة المسعورة المستمرة عليهم من قبل مصلحة السجون، حسب رسالة وصلت منهم».
وأشار إلى أن البرنامج يقوم على مراحل: تستمر الأولى حتى 17 أغسطس، وتشمل إرجاع وجبات الطعام بشكل متقطع، وإغلاق الأقسام بعد الظهر حتى المساء، وتعطيل تفتيش الغرف والأقسام، وتصعيد إعادة وجبات الطعام، وإغلاق الأقسام. أما المرحلة الثانية، فتستمر حتى 3 سبتمبر (أيلول) المقبل، وتشمل إضرابًا بإعادة ثلاث وجبات يوميا، ورفض ارتداء زي إدارة السجون، وعدم الوقوف لإحصاء العدد، وعدم التعاطي مع العيادات. وتبدأ المرحلة الثالثة، في 3 سبتمبر، بإضراب مفتوح لعدد من النخبة، والامتناع عن تناول الماء بعد اليوم السابع، وتوسيع نطاق الإضراب عن الطعام.
وقال قراقع إن الأسرى يطالبون بغلق مستشفى الرملة، ونقل المرضى إلى مستشفى جيد تتوافر فيه المقومات الصحية، وإعادة المعزولين من زنازين العزل، وإعادة بث المحطات الفضائية، ووقف منع زيارة الأهل، بما في ذلك زيارات أهالي غزة، وتحسين المشتريات الغذائية، ووقف العقوبات الفردية والجماعية، ووقف استغلال الأسرى في المشتريات، والسماح بالاتصال الهاتفي مع ذويهم، ووقف سياسة التفتيش واقتحام غرف السجن وأقسامه.
وكانت إسرائيل منعت، أمس، أهالي قطاع غزة من زيارة أبنائهم في سجن نفحة إثر المواجهات.
وقالت الناطقة باسم الصليب الأحمر في غزة، سهير زقوت: «لم تعرف أسباب إلغاء الزيارة»، مشيرةً إلى أن 81 فردا من ذوي الأسرى، غادروا القطاع عبر معبر بيت حانون «إيرز»، وبعد اجتيازهم مسافة طويلة، تم إبلاغهم بإلغاء الزيارة لأسباب لم تحدد وأن عليهم العودة للقطاع.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.