تأجيل توقيع بروتوكول القوة العربية المشتركة لنهاية الشهر المقبل

من أجل ضمان مشاركة واسعة لوزراء الخارجية والدفاع

تأجيل توقيع بروتوكول القوة العربية المشتركة لنهاية الشهر المقبل
TT

تأجيل توقيع بروتوكول القوة العربية المشتركة لنهاية الشهر المقبل

تأجيل توقيع بروتوكول القوة العربية المشتركة لنهاية الشهر المقبل

أعلن السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، أنه تقرر عقد الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والدفاع العرب، إلى يوم الخميس الموافق 27 أغسطس (آب) المقبل، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لإقرار مشروع البروتوكول الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة، تنفيذًا لقرار القمة العربية الأخيرة في «شرم الشيخ».
وكان من المقرر عقد الاجتماع يوم 29 يوليو (تموز) الحالي، غير أن مصادر بالجامعة أكدت لـ«الشرق الأوسط» عدم ملائمة الموعد لعدد من الوزراء، الأمر الذي استدعى تأجيل الاجتماع من أجل اكتمال الحضور. وأوضح بن حلي أنه «تم تحديد الموعد الخاص بالاجتماع المشترك في ضوء المشاورات التي جرت خلال الساعات الماضية بين الأمانة العامة للجامعة العربية ومصر (رئيس القمة الحالية) وعدد من الدول العربية الأعضاء».
وسبق أن عقد رؤساء أركان جيوش الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، اجتماعين سابقين بمقر الجامعة العربية، لدراسة البروتوكول الخاص بتشكيل القوة العربية المشتركة، الذي رفع إلى مصر للتشاور مع ترويكا القمة (مصر والكويت والمغرب) والقادة العرب، قبيل عرضه على اجتماع مشترك لمجلس وزراء الخارجية والدفاع العربي في السابع والعشرين من الشهر المقبل، بينما أكد رؤساء الأركان خلال مداولاتهم السابقة على أهمية وضرورة تشكيل القوة العربية المشتركة، نظرًا للأبعاد الاستراتيجية المتعلقة بها لحاضر ومستقبل المنطقة العربية، ومواجهة التحديات التي تواجهها في صيانة الأمن القومي العربي، والحفاظ على سيادة الدول واستقلالها وسلامة ترابها الوطني ووحدة أراضيها.
ومن بين مهام هذه القوة، التدخل العسكري السريع لمواجهة التحديات والتهديدات، بما فيها التنظيمات الإرهابية، وفق ضوابط محددة نص عليها البروتوكول بعد التوافق حول بنود الميزانية التي تحددها المهمة، وكذلك إنشاء هيئة تنسيق بدلاً من القيادة العامة واستحداث منصب أمين عام مساعد للشؤون العسكرية وبقاء كل قوة في أرضها تحظى بكل التدريبات المناسبة للمشاركة وتُستدعى وقت الحاجة.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن من بين بنود البرتوكول أن تسهم كل دولة عربية وفق إمكاناتها بعناصر بحرية وجوية وبرية، وأن المشاركة اختيارية وبما لا يخل بمهام قواتها المسلحة، على أن تسلح هذه القوة بتسليح مناسب وتكون ذات تنظيم خاص وقادرة على مواجهة التهديدات ومكافحة الإرهاب وتأمين الأهداف الاستراتيجية والحيوية وتتميز بخفة الحركة والقدرة على المناورة والعمل في جميع أنواع الأراضي وسهولة التحميل والنقل، وأن تتمركز العناصر التي ستساهم بها كل دولة في أرضها على أن تكون مستعدة للدفع بها إلى المنطقة.
وكان الأمين العام للجامعة، الدكتور نبيل العربي، قد أوضح أن «رؤساء الأركان بحثوا المسائل ذات الصلة بمختلف الجوانب التنظيمية والقانونية المتعلقة بتشكيل القوة العربية المشتركة وأهدافها والمهام المنوطة بها وآليات عملها وتمويلها، والإجراءات الخاصة باتخاذ القرار بشأن طلب استخدامها والاستعانة بها، وطبيعة تدخلها خلال تنفيذها للمهام التي يتم تكليفها بها». وعما إذا كانت هناك اختلافات تتعلق بمقر القوة العربية المشتركة والميزانية والقيادة، أوضح أنه «تم الاتفاق على كل شيء من خلال حلول وسط مقبولة جدًا، حيث اتفق على تشكيل هيئة تخطيط وتنسيق بدلاً من طرح القائد العام بالتناوب لمدة عامين».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.