الصناعة السورية تعود إلى الفحم الحجري ووزيرة البيئة تحذر من آثاره

دفعت الحرب السوريين للبحث عن مصادر بدائية للطاقة

الصناعة السورية تعود إلى الفحم الحجري  ووزيرة البيئة تحذر من آثاره
TT

الصناعة السورية تعود إلى الفحم الحجري ووزيرة البيئة تحذر من آثاره

الصناعة السورية تعود إلى الفحم الحجري  ووزيرة البيئة تحذر من آثاره

حذرت وزيرة البيئة السورية نظيرة سركيس من الآثار السلبية على البيئة التي يخلفها الاستخدام العشوائي للفحم البترولي والفحم الحجري. وجاء تحذير وزيرة البيئة بعد تزايد استخدام الفحم الحجري والفحم البترولي لتعويض افتقار البلاد لمواد الطاقة اللازمة في الصناعة وتوليد الكهرباء والتدفئة. حيث أعادت الحرب الدائرة في البلاد السوريين مائة عام إلى الخلف، للبحث عن مصادر بدائية للطاقة توفيرا للتكاليف ولسد العجز الحاصل في عدم توفر الوقود.
ودعت الوزيرة نظيرة سركيس إلى التقيد بشروط التعامل الأمن مع الفحم البترولي والحجري اللذين يعدان من مصادر الطاقة الأحفورية ويستخدمان لتوليد الطاقة الكهربائية وأفران الحرق في عدد من الصناعات، وفي التدفئة، حيث تبلغ الطاقة الناتجة عن احتراق كيلوغرام واحد من الفحم ما يعادل تقريبا 2 كيلوواط من الكهرباء. وأشارت الوزيرة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إلى أنها تتابع من خلال مديرية السلامة الكيميائية كل ما يتعلق بالتعامل مع هذه المادة التي لها «آثار بيئية وصحية سلبية»، من خلال اللجان المشكلة مع الجهات الحكومية الأخرى المعنية بوضع الكثير من الاشتراطات البيئية المتعلقة باستيراد الفحم بنوعيه، أو اشتراطات النقل والتخزين، والاشتراطات البيئية للمنشآت التي تستخدم الفحم كمصدر للوقود، أو في الأفران، التي كان من أولوياتها الالتزام بالمواصفة السورية والصادرة عن هيئة المواصفات والمقاييس السورية.
وفوضت وزارة الدولة لشؤون البيئة المحافظين بممارسة صلاحيات الوزير فيما يخص تطبيق القانون الخاص بحماية البيئة، والمتعلق بضبط أعمال التفتيش البيئي وتقارير المفتش البيئي ومعالجتها.
وكانت اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء، قد سمحت لأصحاب المنشآت الصناعية، باستيراد مادة الفحم البترولي والحجري، لاستخدامها ضمن منشآتهم حصرًا، ووفق الحاجة الفعلية اللازمة لطاقتها الإنتاجية. وجاء هذا السماح بناء على اقتراح من وزارة النفط لسد حاجة السوق المحلية، بعد توقف مصفاة حمص عن إنتاج الفحم البترولي منذ بداية 2013.
وأشارت وزارة النفط إلى أن السماح بالاستيراد لا بد أن يراعي مجموعة من الضوابط، وهي استخدام مادة الفحم الحجري أو النفطي ضمن منشآت الشركات الاستثمارية الخاصة، وشركات القطاع الخاص، ووفق مخصصات تحددها الجهات المعنية بذلك، أسوةً بطريقة تحديد كمية استهلاك ومخصصات باقي المنشآت. وبناء على هذا المقترح منعت اللجنة الاقتصادية تداول الكميات المستوردة أو بيعها، على أن يكون استيرادها بموجب إجازة استيراد نظامية.
وقد يسد الاستخدام المتزايد للفحم الحجري في إنتاج الكهرباء نقص الغاز والنفط. إلا أن استخدام الفحم الحجري يعتبر سببًا رئيسيًا في تلوث الهواء وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون. لا سيما أن وسائل الحد من آثاره السلبية مكلفة ولم تثبت جدواها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.