قائد المقاومة في تعز لـ {الشرق الأوسط} : ميليشيا الحوثي تتجاهل أسراها الـ500 وتكتفي بزعمائها

قال إن الانقلابيين انسحبوا إلى صعدة قلقًا من هجوم بري يشنه التحالف

قائد المقاومة في تعز لـ {الشرق الأوسط} : ميليشيا الحوثي تتجاهل أسراها الـ500 وتكتفي بزعمائها
TT

قائد المقاومة في تعز لـ {الشرق الأوسط} : ميليشيا الحوثي تتجاهل أسراها الـ500 وتكتفي بزعمائها

قائد المقاومة في تعز لـ {الشرق الأوسط} : ميليشيا الحوثي تتجاهل أسراها الـ500 وتكتفي بزعمائها

أكد حمود المخلافي، قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثي تفاوض لتتسلم أسراها ممن تصنفهم من القادة والزعماء، مشيرا إلى أنها تتجاهل بقية أسرى الميليشيا الذين يتخطون 500 أسير لدى المقاومة في تعز والذين يجدون الرعاية والاهتمام والتعامل وفق الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية.
وأوضح أن الميليشيا انسحبت فعلا من بعض المواقع في المحافظة نتيجة المقاومة العنيفة التي واجهتهم وكبدتهم خسائر بشرية كبيرة، وأن كبرى المواجهات في الوقت الحالي ترتكز في جنوب تعز، وأضاف أن جنود المقاومة يتمتعون بروح معنوية عالية بعد انتصارات معركة «السهم الذهبي» التي أفضت إلى تحرير عدن.
وأرجع السبب في عودة مقاتلي الحوثي إلى صعدة، إلى خشيتهم من هجوم بري قد يشنه التحالف من شمال اليمن بعد إرهاق الميليشيات في معارك عدن وتعز ومأرب، واعتبر أن تكهنات قادة الحوثي تدل على القلق الذي يعيشونه حاليا وعدم قدرتهم على التنبؤ بالنتائج المرتقبة.
وفي سياق متصل، قال شهود عيان إن «قوات يمنية مؤيدة للتحالف الذي تقوده السعودية، خاضت اشتباكات مع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من أجل السيطرة على أكبر قاعدة جوية إلى الشمال من عدن أمس، قبل ساعات من موعد سريان هدنة إنسانية أعلنها التحالف».
وسيطر المتمردون على قاعدة العند التي تقع على مسافة 50 كيلومترا إلى الشمال من مدينة عدن الساحلية الجنوبية، معظم الفترة التي انقضت، وتعد القاعدة موقعا استراتيجيا يتحكم في المداخل المؤدية إلى عدن.
وفي الأسبوع الماضي استعادت قوات المقاومة الشعبية جانبا كبيرا من عدن في أول انتصار كبير من نوعه في حملتها الرامية إلى وضع نهاية لسيطرة المتمردين الحوثيين على أجزاء كبيرة من اليمن وإعادة الشرعية إليه.
وقُرر أن يسري وقف إطلاق النار الذي أعلنه التحالف الساعة 11:59 من مساء الأحد الماضي لمدة خمسة أيام من أجل توصيل المساعدات الإنسانية.
وسقط في الغارات الجوية والقتال المستمر منذ أربعة أشهر أكثر من 3500 قتيل، وكانت معاناة عدن شديدة على وجه الخصوص، حيث واجهت نقصا حادا في الوقود والغذاء والأدوية.
من جهة أخرى، أفاد سكان في العاصمة صنعاء بأن طائرات التحالف الحربية نفذت في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي غارات قرب صنعاء، وأضافوا أن قاعدة عسكرية بالقرب من المدينة كانت من بين الأهداف. وقال علي الأحمدي، المتحدث باسم قوات المقاومة الشعبية في عدن: «القتال مستمر بقاعدة العند، حيث أتلف مقاتلون جنوبيون مناهضون للحوثيين معدات وطائرات ودبابات يسيطر عليها الحوثيون».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.