الأقمار الصناعية تكشف «شقاً» بطول 190 ميلاً بعد زلزال تركيا

«ناسا» تراه مشابهاً لحدث مماثل دمّر سان فرانسيسكو قبل 117 عاماً

صورة لشركة الأقمار الصناعية «ماكسار تكنولوجيز» تكشف عن تمزق سطحي في منطقة نورداغي التركية يوم 7 فبراير (رويترز)
صورة لشركة الأقمار الصناعية «ماكسار تكنولوجيز» تكشف عن تمزق سطحي في منطقة نورداغي التركية يوم 7 فبراير (رويترز)
TT

الأقمار الصناعية تكشف «شقاً» بطول 190 ميلاً بعد زلزال تركيا

صورة لشركة الأقمار الصناعية «ماكسار تكنولوجيز» تكشف عن تمزق سطحي في منطقة نورداغي التركية يوم 7 فبراير (رويترز)
صورة لشركة الأقمار الصناعية «ماكسار تكنولوجيز» تكشف عن تمزق سطحي في منطقة نورداغي التركية يوم 7 فبراير (رويترز)

انفتح صدعان هائلان في قشرة الأرض، بالقرب من الحدود التركية - السورية، بعد الزلزالين القويين اللذين هزا المنطقة يوم الاثنين 6 فبراير (شباط) الحالي.
ووجد باحثون من «مركز المملكة المتحدة لرصد ونمذجة الزلازل والبراكين (كوميت)»، هذه التمزقات من خلال مقارنة صور المنطقة القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط التي التقطها القمر الصناعي الأوروبي لرصد الأرض «سانتنال-1»، قبل الزلازل المدمرة وبعدها.
ويمتد أطول الشقين على مسافة 190 ميلاً (300 كيلومتر) في الاتجاه الشمالي الشرقي من الطرف الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ونتج الصدع عن أول هزتين رئيسيتين ضربتا المنطقة يوم 6 فبراير، وهو الزلزال الأقوى الذي بلغت قوته 7.8 درجة، والذي وقع في الساعة 4:17 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وقال «كوميت»، في تغريدة، يوم الجمعة 10 فبراير، إن الشق الثاني، بطول 80 ميلاً (125 كم)، انفتح خلال الزلزال الثاني، وكان أخفَّ إلى حد ما (قوته بلغت 7.5 درجة على مقياس ريختر)، ووقع بعد حوالي 9 ساعات.
«ويظهر مثل هذه التمزقات بشكل شائع بعد الزلازل القوية، ومع ذلك فإن هذين الشقّين طويلان بشكل غير عادي، وهو دليل على الكمية الهائلة من الطاقة التي أطلقتها الزلازل»، كما يقول شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بـ«المعهد القومي للبحوث الفلكية» بمصر، لـ«الشرق الأوسط».
ويوضح الهادي أنه «كلما كبر الزلزال، زاد الصدع وزاد انزلاقه»، مشيراً إلى أن هذا الصدع الزلزالي هو واحد من أطول الصدوع المسجلة في القارات، مؤكداً أنه «من غير المعتاد أيضاً حدوث زلزالين كبيرين من هذا القبيل في غضون ساعات قليلة من بعضهما البعض». وكانت حركة الصفائح التكتونية التي تسببت في الزلازل من النوع الذي يجعل الشقوق مرئية بوضوح على السطح، والتي تمر عبر المدن، وفي بعض الحالات مباشرة من خلال المباني.
وشارك العلماء المحليون صوراً للشقوق السطحية على «تويتر»، مؤكدين ما رصدته الأقمار الصناعية من الفضاء.
ووفقاً للخبراء، فإن هذه المنطقة معرَّضة للزلازل القوية، حيث تلتقي هناك 3 صفائح تكتونية، وهي صفائح الأناضول والعربية والأفريقية، مما يخلق ضغوطاً عند اصطدامها ببعضها البعض، ومع ذلك فقد تميزت «زلازل 6 فبراير» بشدتها وآثارها المدمرة. ومنذ وقوع الزلازل، تقوم الأقمار الصناعية، التي تديرها الوكالات الحكومية، وكذلك الشركات الخاصة، بتقييم الأضرار. ووفقاً لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، فقد اندلعت الزلازل على طول خط صدع يبلغ 11 ميلاً (18 كلم) تحت السطح.
وقالت «ناسا»، في بيان، إن هذا العمق الضحل يعني انتشار الهزات بقوة، على بُعد مئات الأميال من مركز الزلزال.
وأوضح إريك فيلدنغ، عالم الجيوفيزياء في «مختبر الدفع النفاث» التابع لـ«ناسا»، في البيان: «كانت هذه زلازل كبيرة جداً وقوية مزّقت الأرض حتى السطح على مدى سلسلة طويلة من الصدوع، وأدى هذا إلى هزات قوية للغاية على مساحة كبيرة جداً ضربت عدداً من المدن والبلدات المليئة بالسكان، وكان طول الصدوع وقوة الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، مشابهين لزلزال دمّر سان فرانسيسكو قبل 117 عاماً (وقع عام 1906)». وفي جميع أنحاء المدن التركية في كهرمان مرعش وغازي عنتاب، انهارت آلاف المباني، مما أدى إلى دفن سكانها وتشريد الآلاف من الناس.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

الولايات المتحدة​ رجل يحمي نفسه من المطر أثناء سيره على طول رصيف شاطئ هنتنغتون (أ.ب)

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

ألغت الولايات المتحدة التحذير من خطر حدوث تسونامي، الذي أصدرته في وقت سابق الخميس في كاليفورنيا، بعدما ضرب زلزال بقوة 7 درجات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس )
شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كاشمر في شمال شرقي إيران يونيو الماضي (أرشيفية - إيسنا)

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب غرب إيران

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة ضرب غرب إيران، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا عمارات على النيل في وسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

هزة أرضية بقوة 4.8 درجة تضرب شمال مصر

سجلت مصر اليوم هزة أرضية بقوة 4.8 درجة على بعد 502 كيلومتر شمالي دمياط في شمال شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

يعكف علماء على مراقبة سلوك الحيوانات باستخدام أجهزة تعقب متطورة تُثبّت على أجسادها، وترتبط بقمر اصطناعي جديد يُطلق العام المقبل

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.