إيطاليا: قراءة في حصيلة الأيام الـ100 من حكم جيورجيا ميلوني

بين المتابعة الأوروبية لأدائها... ومشاغبات «حليفيها» برلوسكوني وسالفيني

ميلوني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
ميلوني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
TT

إيطاليا: قراءة في حصيلة الأيام الـ100 من حكم جيورجيا ميلوني

ميلوني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
ميلوني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

كثيرة وعميقة هي التطورات التي تعاقبت على المشهد السياسي الإيطالي خلال الأشهر الستة المنصرمة. تطورات حصلت منذ سقوط حكومة ماريو دراغي، والفوز الساحق لائتلاف الأحزاب اليمينية في الانتخابات العامة، بقيادة جيورجيا ميلوني، الزعيمة السابقة للشبيبة الموسولونية ومؤسسة الحزب الذي قام على ركام الحركة الفاشية، وزعيمته. بهذا الفوز وصل اليمين المتطرف إلى قيادة إحدى الدول الأعضاء الوازنة داخل الاتحاد الأوروبي... وتولت امرأة رئاسة الحكومة للمرة الأولى في تاريخ إيطاليا. كذلك، لأول مرة أيضاً في التاريخ الإيطالي الحديث تتمتع الحكومة بأغلبية مريحة في البرلمان، تسمح لها بالبقاء حتى نهاية الولاية الاشتراعية والخروج عن القاعدة التي تشاء ألا يتجاوز متوسط عمر الحكومات الإيطالية 400 يوم. هذا، اللهم إلا إذا قاومت الأحزاب ميولها التقليدية إلى الانتحار السياسي وهواية زعمائها في تدبير المؤامرات والمكائد. بعد مرور مائة يوم على تشكيل ميلوني الحكومة الائتلافية الحالية مع حليفيها «اللدودين» ماتّيو سالفيني زعيم حزب «الرابطة» اليميني المتطرف، والملياردير سيلفيو برلوسكوني رئيس الوزراء الأسبق وزعيم «فورتسا إيطاليا»، يبدو أن التعقيدات المتوطنة في المشهد السياسي الإيطالي فرضت على ميلوني، ولو مؤقتاً، بعض الاعتدال في ميدان سياسي لا تطول فيه التحالفات كثيراً.

سالفيني (إ.ب.أ)

رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي تعتبر أن بنيتو موسوليني كان زعيماً وطنياً ومن أنجح الزعماء السياسيين الذين أنجبتهم إيطاليا، تنبهّت إلى المصالح العميقة التي تربط بلادها بشركائها في الاتحاد الأوروبي، ومقتضيات تحالفاتها الدولية، خصوصاً، مع الولايات المتحدة. وهذا الواقع، فرض على حكومتها - على الأقل في المرحلة الراهنة - التخلّي عن معظم المبادئ اليمينية المتطرفة التي كانت ترفع لواءها عندما كانت في المعارضة. ليس هذا فقط، بل والسير أيضاً على خطى سلفها ماريو دراغي من أجل تهدئة الخواطر في المحيط الأوروبي الذي يشكّل المجال الحيوي الرئيسي بالنسبة للاقتصاد الإيطالي الرازح تحت أزمة ركود مزمنة منذ أكثر من عشر سنوات.
ما هو شبه مؤكد أن ميلوني أخذت على محمل الجد أيضاً تحذيرات المؤسسات الأوروبية من أنها تملك الوسائل والإجراءات اللازمة لردع البلدان الأعضاء في الاتحاد عن تجاوز المواثيق وانتهاك المبادئ المؤسسة المتوافق عليها للمشروع الأوروبي. والمعروف أنه منذ وصول ميلوني إلى الحكم في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قادت زعيمة حزب «إخوان إيطاليا» اليميني المتطرف حكومتها كما لو أن سلفها البراغماتي المعتدل - دراغي - هو الذي كان يمسك بالمقود. وبالفعل، أصبحت فجأة من أشدّ المدافعين عن العديد من السياسات الأوروبية التي كانت في مرمى سهامها طوال وجودها في المعارضة.

برلوسكوني (أ.ب)

إنجازات الـ100 يوم
ولكن بعد هذه الأشهر الثلاثة التي انقضت منذ وصول ميلوني إلى الحكم - الذي كان يبدو سراباً بعيداً منذ أقل من سنة - وبلوغها نهاية الخريطة التي كان قد رسمها دراغي على الطريق الأوروبية، تجد ميلوني نفسها الآن مضطرة لتحديد مسارها الخاص. والواقع أن هذا المسار ما زال إلى اليوم لغزاً بالنسبة للمراقبين، كما هو بالنسبة للحلفاء الذين تعرف جيداً أنهم يتربصون بها قبل الخصوم.
في أي حال، أبرز الإنجازات التي حققتها حكومة ميلوني خلال هذه الفترة كانت الموافقة السريعة على قانون الموازنة العامة، التي كانت الحكومات السابقة تتعثر طويلاً لتمريرها في البرلمان. وهنا نشير إلى أن حكومة دراغي هي التي كانت قد وضعت إطارها العام وخطوطها العريضة وفقاً للمعايير والشروط الأوروبية، في حين كانت أحزاب الائتلاف الحاكم حالياً تعترض عليها. وقد اضطرت ميلوني لسحب معظم التعديلات التي كانت أجرتها على مشروع الموازنة، بضغط من حلفائها وليس من المعارضة.
من ناحية ثانية، يعترف المسؤولون في المفوضية الأوروبية بأن جميع الخطوات التي أقدمت عليها رئيسة الحكومة الإيطالية حتى الآن، تندرج ضمن الخط الذي كان ينهجه سلفها حريصاً على التزام القواعد والمعايير الأوروبية المشتركة... لا بل إن بعضها لم يكن متوقعاً من حكومة درجت رئيستها على وضع المؤسسات الأوروبية في مرمى سهامها طوال سنوات، وتضمّ حزب «الرابطة». وهو الحزب الذي كان زعيمه سالفيني يدعو إلى الخروج من منطقة اليورو، وما زال لا يوفّر مناسبة من غير أن يطالب بإعادة النظر في الأسس التنظيمية للاتحاد الأوروبي وتغيير آليات اتخاذ القرار في مؤسساته. وبالتالي، لم يعد مستبعداً، في رأي البعض، أن تبادر حكومة ميلوني قريباً إلى الموافقة على اقتراح «آلية الاستقرار الأوروبية» التي كانت تعترض عليها بشدّة بحجة أنها تخدم مصالح بعض الدول، مثل ألمانيا وهولندا، على حساب دول أخرى تواجه صعوبات لاستيفاء الشروط والمعايير المالية؛ مثل إيطاليا.

دراغي (د.ب.أ)

الأزمة مع فرنسا
في المقابل، الأزمة الخارجية الوحيدة التي اصطدمت بها حكومة ميلوني خلال هذه الفترة، كانت مع فرنسا بسبب الخلاف على استقبال المهاجرين غير الشرعيين الذين تنقذهم سفن الإغاثة أمام السواحل الإيطالية. ولقد نشأت هذه الأزمة في الأساس من عثرة دبلوماسية ناجمة عن قلة خبرة ميلوني. إذ حاول حليفها في الحكومة، سالفيني، أن يستغلها للمزايدة في موضوع كان قد بنى عليه شعبيته في الماضي، الأمر الذي أدّى إلى ردة فعل قاسية من فرنسا تسببت في توتر شديد في العلاقات بين البلدين، ما زال يرخي بثقله عليها إلى اليوم.
في هذه الأثناء، استطاعت رئيسة الحكومة الإيطالية أن تحافظ على موقف رسمي متماسك من الحرب الأوكرانية بجانب الحلفاء الغربيين الداعمين لأوكرانيا. وجاء نجاحها على الرغم من المواقف المعروفة والمعلنة لحليفيها في الحكومة من تلك الحرب. إذ يعارض سالفيني وحزبه مواصلة إرسال إيطاليا المساعدات العسكرية إلى الأوكرانيين، في حين يدعو برلوسكوني إلى الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإقناع الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالتجاوب مع مطالب الرئيس الروسي. وللتذكير، كانت ميلوني قد أعلنت مؤخراً عن أنها ستقوم بزيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف قبل نهاية هذا الشهر بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب. ومن المرجح إجراء هذه الزيارة برفقة رئيس وزراء بولندا ماتيوش ماروفييتسكي، وهو حليفها وشريكها في كتلة المحافظين اليمينيين التي ترأسها في البرلمان الأوروبي. ومن ثم، سيكون لقاؤها رئيس الوزراء البولندي الخطوة الوحيدة، حتى الآن، التي تقوم بها باتجاه مجموعة «فيسغراد»، التي تضمّ كلاً من سلوفاكيا والمجر وبولندا والجمهورية التشيكية، وتشكل جبهة المعارضة للخط العام داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق موازٍ، حرصت ميلوني منذ بداية ولايتها على تحاشي الصدام، الذي كان يتوقعه كثيرون، ببروكسل (قيادة الاتحاد الأوروبي)، بما في ذلك حول ملف الهجرة. إذ اختارت موقفاً وسطيّاً يخرج عن سياسة الحكومة السابقة بمقدار لا يفتح باب المواجهة مع الشركاء الأوروبيين، لكنه يكفي لتطمين القاعدة الشعبية وقطع طريق المزايدة أمام حزب الرابطة، حليفها في الحكومة. وفي هذا الصدد، قررت الإحجام عن إقفال الموانئ الإيطالية في وجه طالبي اللجوء - كما كانت تطالب خلال الحملة الانتخابية - لكنها ألزمت منظمات الإغاثة إرسال سفنها إلى موانئ بعيدة عن المواقع التي تنقذ فيها المهاجرين. وهذه خطوة لا تخالف القواعد الأوروبية المراعاة، ولا قانون البحار الذي تنشط في إطاره هذه المنظمات، مع أنها تضفي صعوبة كبيرة على نشاط هذه المنظمات التي بدأ بعضها يرفض تنفيذها.

ضمور للدور الإيطالي!
مقابل ما سبق، يلاحظ أن الانفراج الذي خيّم على علاقات ميلوني الأوروبية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ولايتها بفضل التطمينات التي وزعتها في كل الاتجاهات على شركائها في الاتحاد ومـؤسساته - والذي كانت تحتاج إليه كي تنصرف لبرنامجها الداخلي الحافل بالتغييرات – أخذ يتبدد في الأيام الأخيرة. وهو الآن ينذر بضمور طويل الأمد للدور الإيطالي على الساحة الأوروبية، بعدما كان ماريو دراغي قد نجح في إعادة إيطاليا إلى صدارة المشهد الأوروبي.
ولعلّ المقارنة الأكثر دلالة على التغيير السريع الذي طرأ على حضور إيطاليا ودورها في الخارج، هي بين الصورة التي جمعت في الصيف الماضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، إلى جانب رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي في القطار الذي حمل الثلاثة إلى العاصمة الأوكرانية، وتلك التي ضمّت فولوديمير زيلينسكي إلى ماكرون وشولتس الأسبوع الماضي في قصر الإليزيه بباريس، هذه حملت رسالة واضحة من المحور الفرنسي الألماني مفادها أن إيطاليا «الجديدة» لم تعد شريكاً مميّزاً لهذا المحور كما كانت على عهد دراغي.
ثم إنه وفي اليوم التالي لذلك اللقاء، كان الاستياء بادياً بوضوح على وجه ميلوني خلال القمة الأوروبية التي استضافت الرئيس الأوكراني للمرة الأولى في بروكسل لتوجيه رسالة حول وحدة الصف الأوروبي في الدعم الذي يقدمه الاتحاد لبلاده. ولم تتردد رئيسة الحكومة الإيطالية عند نهاية تلك القمة في الإعراب عن استيائها من استبعادها من العشاء المقام على شرف الرئيس الأوكراني في قصر الإليزيه. وقالت «ما يهمّ فعلاً، الصورة التي تجمع قادة الدول الأعضاء بفولوديمير زيلينسكي، لأنها الرسالة الأقوى التي يمكن أن تصدر عن الاتحاد. واستباق هذا الحزم الأوروبي باجتماع موجّه للرأي العام الداخلي، من شأنه إضعاف الرأي العام الأوسع وتوجيه رسالة سياسية خاطئة».
في أي حال، الانطباع السائد في الحكومة الإيطالية، التي تدرك جيداً أن خطواتها الداخلية باقية تحت مجهر شركائها في الاتحاد، هو أن العلاقات الأوروبية باتت وسيلة لمعاقبة ميلوني أمام الرأي العام الإيطالي، على غرار ما حصل في مراحل سابقة من التاريخ الحديث. ويقارن المراقبون بين ما حصل مؤخراً خلال القمة الأوروبية في بروكسل، وما شهدته قمة أخرى في عام 2011 من التهكم الساخر الذي دار بين المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حول رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق برلوسكوني قبل أن يجبر على الاستقالة... عندما كان مسدس الأزمة المالية موجهاً إلى صدغه.
ومرة أخرى، تقف إيطاليا أمام معضلتها الأساسية داخل الاتحاد الأوروبي، وهي أنها رغم كونها القوة الاقتصادية الثالثة في الاتحاد، وكونها عضواً في «مجموعة الدول الصناعية السبع»، فما زالت تتأرجح في معادلة التوازنات الأوروبية بين كتلة الدول المؤثرة في القرارات الكبرى وتلك التي تبحث دائماً عن تحالفات ظرفية للدفاع عن مصالحها.
وبالفعل، بعدما كان دراغي قد نجح، بفضل مكانته الوازنة على الصعيد الأوروبي، في الحصول على «مقعد دائم» لإيطاليا في النادي الألماني الفرنسي، تبيّن أن ذلك لم يكن سوى سراب مؤقت تبخّر بعد سقوطه. وهذا ما أكده إيمانويل ماكرون في ردّه غير المباشر على ميلوني، عندما قال «ألمانيا وفرنسا تلعبان دوراً خاصاً منذ ثماني سنوات في هذه القضية. وهما اللتان تقودان هذه العملية، فضلاً عن أنه يعود للرئيس الأوكراني أن يختار الصيغة التي يريد». ولا شك في أن الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني، وأيضاً الرئيس الأوكراني، يدركون جيداً أنه رغم أن الموقف الرسمي المعلن للحكومة الإيطالية - الذي كررته رئيستها عدة مرات - هو تبنّي الموقف الأوروبي - الأطلسي الداعم لأوكرانيا في مواجهة الاجتياح الروسي، فإن حليفيها برلوسكوني وسالفيني تربطهما علاقة قديمة ببوتين، وهذان يعارضان مواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة... حتى إن الأول لم يتردد أكثر من مرة في انتقاد الرئيس الأوكراني وتحميله مسؤولية اندلاع الحرب، داعياً إلى الإصغاء لمطالب بوتين.
ومن ثم، عندما حاولت ميلوني التأكيد على موقفها من ذلك اللقاء الثلاثي في قصر الإليزيه بقولها إنها لو دعيت إلى ذلك العشاء لكانت نصحت بألا يقام عشية القمة الأوروبية مع زيلينسكي، فإنها كشفت عن السبب الحقيقي وراء خلافها مع المحور الألماني الفرنسي. إذ إنها قالت «يخطئ من يعتقد أن هناك أعضاء من الدرجة الأولى وأعضاء من الدرجة الثانية في الاتحاد الأوروبي، وعليه أن يتذكر حادثة (التيتانيك)، لأنه عندما تغرق السفينة فلا فرق بين المسافر في الدرجة الأولى والمسافر في الدرجة الثانية».
الواضح إذن، أن تصاعد التوتر بين جيورجيا ميلوني وحلفاء إيطاليا في الاتحاد يهدد بالقضاء - بشكل نهائي - على المحاولات التي بذلتها منذ وصولها إلى الحكم لإضفاء صورة الاعتدال على علاقاتها الدولية. لا بل إنه من المؤكد أن هذا التصعيد الأخير مع الرئيس الفرنسي سيدفعها أكثر باتجاه حلفائها الآيديولوجيين التقليديين في الاتحاد، مثل بولندا أو المجر والجمهورية التشيكية، التي اجتمعت برؤساء حكوماتها في خلوة طويلة بعد صدامها بماكرون.

خيارات اليمين الإيطالي المتطرف... ومحاولات معارضيه
> ما يزيد من احتمالات تشدد موقف جيورجيا ميلوني في مواجهتها المفتوحة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واندفاعها أكثر نحو حلفائها التقليديين في المعسكر اليميني الأوروبي، نتائج الانتخابات الإقليمية التي أجريت مطلع هذا الأسبوع. في هذه الانتخابات، حصدت رئيسة الحكومة اليمينية الإيطالية انتصاراً تاريخياً رسّخ زعامتها للتحالف اليميني، وعزز موقع حزبها في صدارة المشهد السياسي الإيطالي، ومن ثم، حظوظ حكومتها في البقاء حتى نهاية الولاية الاشتراعية. هذا، ومن شبه المؤكد أن ميلوني لن تفوّت فرصة هذا الانتصار لتصفية حساباتها مع حلفائها في الحكومة وفرض طوق عليهم يقيها من الشطحات التي تضع الحواجز على مسار علاقاتها الخارجية، كتلك التي صدرت مؤخراً عن سيلفيو برلوسكوني بشأن الحرب في أوكرانيا.
بيد أن المتنفّس الرئيسي لحكومة ميلوني يبقى رصيدها الكبير في البرلمان، وحالة الغيبوبة التي تطغى على المعارضة. وهنا في المعارضة، تحاول القوى والأحزاب اليسارية والتقدمية - كعادتها منذ عقود - إعادة تأسيس تشكيلاتها التي نادراً ما تدوم من ولاية اشتراعية لأخرى، وأخذت تظهر بوادر قيام حزب وسطي حول رئيس الوزراء وزعيم الحزب الديمقراطي الأسبق ماتيو رينزي وبعض المنشقين عن برلوسكوني وحركة «النجوم الخمسة». لكن هذا الاطمئنان الذي يؤمنه ضعف المعارضة وتشرذمها، يقابله حذر شديد من المفاجآت والمكائد على الجبهة الداخلية للائتلاف الحاكم. ذلك أنه بقدر ما تتراجع شعبية الحليفين لصالح حزب ميلوني... يزداد التوتر بين الحلفاء، وتزداد معه شهيتهم للمعارضة من الداخل. وفعلاً، بدأت تظهر بوادر هذه المعارضة خلال الأيام الأخيرة بعدما ألمحت رئيسة الحكومة إلى عزمها على إعادة النظر في مشروع الدولة الفيدرالية «المفصّل على مقاس» الأقاليم الغنية، الذي كان قد طرحه حزب «الرابطة» ضمن البرنامج الحكومي.
إلى جانب كل ذلك، يبقى الامتحان الأكبر أمام حكومة ميلوني متمثلا في معالجة الوضع الاقتصادي المتردي منذ سنوات، والذي كانت وعودها الانتخابية بالخروج منه أحد الأسباب الرئيسية لفوزها. وهذا، فضلاً عن أدائها في استخدام الأرصدة الضخمة المخصصة لإيطاليا من صندوق الإنعاش الأوروبي، التي تشكّل فرصة تاريخية فريدة لإجراء الإصلاحات المنتظرة منذ عقود، والتي تتعثّر دائماً في مسالك السياسة الإيطالية المعقدة.



هل تتوسّط الهند لإحلال السلام بين أوكرانيا وروسيا؟

مودي يصافح زيلينسكي إبان زيارته التاريخية لأوكرانيا (رويترز)
مودي يصافح زيلينسكي إبان زيارته التاريخية لأوكرانيا (رويترز)
TT

هل تتوسّط الهند لإحلال السلام بين أوكرانيا وروسيا؟

مودي يصافح زيلينسكي إبان زيارته التاريخية لأوكرانيا (رويترز)
مودي يصافح زيلينسكي إبان زيارته التاريخية لأوكرانيا (رويترز)

هل يسعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للجلوس على طاولة المباحثات؟ بعد الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى أوكرانيا، التي تُعد الأولى على الإطلاق من جانب رئيس وزراء هندي بعد استقلال أوكرانيا عام 1991، من المرجح أن يسعى مودي بدأبٍ لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، خاصة أنه يجري النظر إليه بوصفه حليفاً وثيقاً لروسيا ورئيسها. تأتي هذه الدفعة الدبلوماسية في وقت حرِج تدخل معه الحرب بين روسيا وأوكرانيا سنتها الثالثة دون أدنى مؤشر على انحسار الحرب. وحقاً أسفرت هذه الحرب عن معاناة إنسانية وخسائر اقتصادية، في حين يشعر المجتمع الدولي بقلق متزايد إزاء تداعياتها العالمية.

جاءت زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، بعد ستة أسابيع من زيارة له إلى روسيا التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأثارت تلك الزيارة عاصفة انتقادات هائلة من حلفاء غربيين للهند، أشاروا فيها إلى أن نيودلهي تحاشت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. ثم إنه لم يسبق أن خاض رئيس وزراء هندي رحلة بالقطار طوال 10 ساعات، برفقة وفد رفيع المستوى، لزيارة منطقة حرب.

الدبلوماسي الهندي السابق، فيفيك كاتجو، علّق على الأمر بقوله: «يُعدّ مودي واحداً من الزعماء الدوليين القلائل، الذين زاروا موسكو وكييف. وكان قد دعا باستمرار إلى اتخاذ مسار الدبلوماسية والحوار، لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا. وفي الواقع، أكد مودي لبوتين مباشرة، أثناء لقاءٍ جمعهما في أوزبكستان، خلال سبتمبر (أيلول) 2022، أن هذه ليست حقبة حرب. وجاء هذا الكلام بمثابة تعبير واضح، وإن كان غير مباشر، عن رفض مودي العمل العسكري الروسي».

وبالفعل، شدّد الزعيم الهندي، عبر مترجم: «نقول بصوت عالٍ وواضح: إننا ندعم احترام السيادة والسلامة الإقليمية». من جهته، نشر زيلينسكي، عبر قناته على «تلغرام»، مقطع فيديو عن لقائه بمودي، بينما ذكّر مودي بأنه أثناء زيارته لروسيا، الشهر الماضي، أخبر الرئيس الروسي بوتين بأنه «لا يمكن حل المشاكل في ساحة المعركة»، بل يجب علاجها، بدلاً عن ذلك، عبر «الحوار والدبلوماسية»، دون تأخير.

اتصال هاتفي بين مودي وبوتين

كان التساؤل الكبير، قبل زيارة رئيس الوزراء الهندي لأوكرانيا، ما إذا كانت هذه الزيارة محاولة لاحتواء الأضرار الجيوسياسية، على أثر ردود الفعل الغربية الغاضبة تجاه زيارته موسكو، الشهر الماضي، وما إذا كانت هذه رسالة إلى شركاء نيودلهي الغربيين بأن الهند ليست في صف بوتين.

لكن بعد زيارة أوكرانيا، رجّحت مصادر مطّلعة احتمال أن ينجح مودي في دفع الزعيمين المتحاربين، الروسي والأوكراني، للجلوس إلى طاولة التفاوض، وجهاً لوجه فيما يُعدّ أمراً حيوياً لإحلال السلام.

يُذكر أنه في الفترة السابقة، أجرى مودي اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي، بعد يوم من مكالمته مع الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي عبّر فيها عن دعم الهند العودة المبكرة إلى مسار السلام والاستقرار.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الهندية أنه خلال المكالمة الهاتفية مع بوتين، أكد مودي أهمية الحوار والدبلوماسية، بالإضافة إلى «المشاركة الصادقة والعملية بين جميع الأطراف المعنية». ووفقاً لصحيفة الـ«موسكو تايمز»، أبلغ مودي بوتين بدعمه وضع نهاية سريعة للصراع الطاحن الدائر في أوكرانيا، بعد زيارته للأخيرة، الأسبوع الماضي. وأفادت الصحيفة بأن مودي سعى نحو تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على العلاقات الدافئة تاريخياً بين الهند وروسيا، وبين مساعي بناء شراكات أمنية أوثق مع الدول الغربية، بوصفها «حصناً» في مواجهة المُنافس الإقليمي للهند؛ أي الصين.

وقال مودي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنه «تبادل وجهات النظر حول الصراع بين روسيا وأوكرانيا» مع بوتين، وتشارك معه في «رؤيته التي خرج بها من زيارته الأخيرة لأوكرانيا». وأفاد أيضاً بأنه «أكد التزام الهند الراسخ بدعم إقرار حل مبكر ودائم وسِلمي للصراع الدائر».

تجدر الإشارة هنا إلى أنه من المعروف وجود أواصر صداقة تربط بين مودي وبوتين. وتاريخياً، ارتبطت الهند بعلاقات طويلة الأمد مع الاتحاد السوفياتي أولاً، ثم الاتحاد الروسي. وتميزت صلات البلدين بمصالح دفاعية قوية، ودعم موسكو لموقف نيودلهي بشأن قضية كشمير داخل الأمم المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال هارش بانت، نائب رئيس الدراسات في مؤسسة «أوبزرفر للأبحاث» بنيودلهي: «أعتقد أن مباحثات مودي تأتي في خِضم جهود هندية لتوصيل رسالة مفادها أنها جادة في استخدام نفوذها لحل هذا الصراع، وإثبات نفسها بصفتها فاعلاً مستقلاً. ولقد سبق أن تعرضت الهند لانتقاد على تأخرها في لعب هذا الدور، في الماضي، لذا فهي تتواصل مع البلدان الأكثر تورطاً في الصراع».

لا خطة سلام مقترحة حتى الآن

في الواقع لم تقترح نيودلهي أي خطة سلام لإنهاء الحرب. ومع ذلك، نظراً لكون الهند واحدة من الدول القليلة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من روسيا والغرب، فإنها تأمل في دفع عملية التفاوض بين موسكو وأوكرانيا قُدماً. وهنا لا بد من التذكير بأن علاقات الهند بأوكرانيا، منذ استقلال الأخيرة عن الاتحاد السوفياتي، لم تكن وثيقة.

وهنا يوضح فيفيك كاتجو: «الحقيقة أن العلاقات الهندية الأوكرانية بدأت بشكل سيئ، ربما نسينا الآن أن أوكرانيا زوّدت باكستان بأكثر من 300 دبابة قتالية طراز (تي-80)، رغم اعتراضات الهند الشديدة، وأنها كانت أيضاً واحدة من الدول القليلة التي أدانت التجارب النووية التي أجرتها الهند عام 1998. طبعاً ألقى هذا ظلالاً طويلة على العلاقات بين البلدين، لكن مع ذلك، ينبغي عدم السماح لهذه التجارب بالتأثير سلباً على العلاقات الثنائية على الأمد البعيد. ثم إن رد الهند على عمل روسيا في شبه جزيرة القرم عرقل، هو الآخر، النمو الفاعل في العلاقات».

هل تستضيف الهند القمة الثانية للسلام؟

على أية حال، مع تصاعد الضغوط على روسيا وأوكرانيا للجلوس إلى طاولة التفاوض، وإنهاء الحرب التي لم تثمر سوى تفاقم التحديات الاقتصادية العالمية، تحاول الهند إيجاد موطئ قدم لها بصفتها «صانعة سلام». وقد وردت فكرة أن تكون الهند مقراً لقمة سلام بين روسيا وأوكرانيا، إذ قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي أخيراً: «أما فيما يخص قمة السلام، أعتقد حقاً أنه يجب عقد قمة السلام الثانية، وسيكون جيداً أن تُعقَد في إحدى دول الجنوب العالمي». وأردف، بعد يوم من استضافته الزعيم الهندي في كييف، قائلاً: «أخبرت رئيس الوزراء مودي بأنه يمكننا عقد قمة السلام العالمية في الهند، إنها دولة كبيرة وديمقراطية عظيمة... الديمقراطية الكبرى».

معلوم أن قمة السلام الأولى عُقدت في سويسرا، خلال يونيو (حزيران) الماضي. وأثناء لقائه زيلينسكي، أكد مودي التزام الهند باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، مؤكداً أن الحرب يجب تصفيتها عبر الحوار والدبلوماسية، وأن الهند «ليست محايدة، بل تقف بحزم إلى جانب السلام».

ارتبطت الهند بعلاقات طويلة الأمد مع الاتحاد السوفياتي أولاً، ثم الاتحاد الروسي،

وتميّزت صلات البلدين بمصالح دفاعية قوية،

ودعم موسكو لموقف نيودلهي بشأن قضية كشمير

من جهته، أعرب هارش بانت عن اعتقاده أن زيارة مودي لأوكرانيا أكدت رغبة الهند في رؤية نهاية للصراع، «وجلوس كلا الجانبين إلى طاولة المفاوضات... إذ لا ترى الهند احتمالاً للحل دون وجود روسيا على الطاولة». وأوضح بانت: «لا تريد الهند أن يستمر الانفصال بين روسيا والغرب إلى الأبد؛ لأن هذا يعني مزيداً من التقارب بين موسكو وبكين، ثم إن الهند ترغب كذلك في وجود أوروبا مستقرة، تستطيع بعد ذلك لعب دور أكبر في ضمان استقرار المنطقة المُطلة على المحيطين الهندي والهادئ. هذا أمر بالغ الأهمية للهند. الهند لا تريد حتماً أوروبا منهمكة في تحدياتها الداخلية، بدلاً من اضطلاعها بدور عالمي».

زيلينسكي وخطوطه الحمراء

خلال مؤتمر صحافي، بمشاركة عدد من الصحافيين الهنود، بعد مغادرة مودي كييف، رحّب زيلينسكي بزيارة رئيس الوزراء الهندي، لكنه أطلق، ضمن كلامه، عدة مواقف، فقال: «أخبرت رئيس الوزراء مودي بأنه يمكننا عقد قمة سلام عالمية في الهند... لكننا لن نتمكن من عقد قمة سلام في دولة لم تنضمّ إلى البيان الصادر عن قمة السلام الأولى».

ولمّح زيلينسكي كذلك بشكل غير مباشر إلى مغامرات الصين على طول حدودها مع الهند، إذ قال: «إذا كان هناك ما يبرّر تصرفات بوتين، فأنا واثق من أنه ستكون هناك عواقب في أجزاء أخرى من العالم، فيما يتعلق بانتهاك سلامة الأراضي». وانتقد واردات الهند من النفط الروسي الرخيص، لمساعدة «اقتصاد الحرب» في موسكو، متابعاً: «إذا أوقفت الهند شراء النفط، فستواجه روسيا مشاكل وتحديات كبيرة».

توازن بين العلاقات أم استهداف لروسيا؟

لقد كان التساؤل الكبير قبل زيارة مودي لأوكرانيا عما إذا كان الهدف منها السيطرة على الأضرار الجيوسياسية، بعد الانتقادات الغربية لزيارته إلى موسكو. أما الآن، بعد انتهاء الزيارة، فيبدو أن التساؤل الأهم بات عما إذا كانت الزيارة قد نقلت رسالة خفية إلى موسكو. ووفق بعض الدلائل، هذا قد يكون صحيحاً.

الصحافية الهندية بيا كريشنامورثي ترى أن الزيارة «سلّطت الضوء على التوازن الدقيق الذي حققته نيودلهي في علاقاتها مع الغرب وروسيا إبّان الحرب الجارية، بينما يسعى نهج الهند المتعدد الأطراف إلى تعزيز مصالحها الوطنية وثقلها الإقليمي. وفي الوقت الذي زار فيه مودي النصب التذكاري للأطفال الذين قُتلوا خلال الحرب في المتحف الوطني للتاريخ بأوكرانيا، ووقف بجانب زيلينسكي، وذراعه ملتفّة حول الرئيس الأوكراني، أعرب مودي، لاحقاً، عن حزنه العميق على وفاة أطفال روس».

وبدا أن حسابات زيلينسكي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعمل بالتناغم مع حسابات رئيس الوزراء الهندي، فقد كتب زيلينسكي: «اليوم، في كييف، احتفيت أنا، ورئيس الوزراء ناريندرا مودي، بذكرى الأطفال الذين فقدوا حياتهم بسبب العدوان الروسي. يستحق الأطفال في كل بلد أن يعيشوا في أمان. يجب أن نجعل هذا ممكناً»، وشارك مقطع فيديو لمودي وهو يزور النصب التذكاري.

وأضافت كريشنامورثي: «هذه البادرة لإظهار الحداد ذات مغزى خاص، عندما تقترن بزيارة مودي لموسكو، التي تزامنت مع ضربة صاروخية روسية على مستشفى للأطفال في كييف. والدليل الثاني على رسالة محتملة إلى موسكو، الإشارة الصريحة لمسألة الدفاع في البيان المشترك بين أوكرانيا والهند، إذ أشار البيان إلى الدور الحاسم للمحرّكات الأوكرانية في السفن الحربية الهندية، وجاء هذا الذكر الصريح لمبادرات الدفاع المشتركة بمثابة مفاجأة. ومن المحتمل أن يثير هذا حفيظة موسكو، التي طالما أقامت علاقة دفاعية وأمنية قوية مع نيودلهي. وما زاد حجم الإثارة أن وزير دفاع مودي كان في واشنطن العاصمة، حيث وقَّع اتفاقيتين جديدتين، في أثناء وجود مودي نفسه في كييف».

تنافس هندي ــ صيني في مجال صنع السلام

مع طرح كل من الهند والصين نفسيهما، بشكل متزايد، بصفتيهما لاعبين أساسيين في الدبلوماسية العالمية، تحولت الحرب في أوكرانيا إلى ساحة لعرض قدراتهما في صنع السلام.حول هذا الجانب، شرح أمي فيلانجي، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية، الذي يعمل حالياً زميلاً في جامعة تشاناكيا الهندية، أن «الأدوار المتطورة للعملاقين الآسيويين لا تعكس طموحاتهما على الساحة العالمية فحسب، بل تؤكد كذلك التفاعل المعقّد بين المصالح الاستراتيجية والحقائق العملياتية، في خِضم السعي لتحقيق السلام بأوكرانيا».وتابع: «تميَّز دور الصين في حرب أوكرانيا بالمشاركة الحذِرة، وموازنة علاقاتها العميقة مع روسيا، ومصالحها في الحفاظ على علاقات اقتصادية مع أوروبا والغرب الأوسع. وفي وقت سابق من هذا العام، قدّمت الصين خطة سلام من 12 نقطة، دعت إلى وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات. ومع ذلك قوبلت هذه الخطة بالتشكك، خصوصاً من أوكرانيا وحلفائها الغربيين، الذين عدُّوا اقتراح بكين بمثابة دعم خفي لموقف روسيا». وأضاف: «أما تورط الهند في حرب أوكرانيا فجاء أكثر تحفظاً، ما يعكس التزامها التاريخي باللاالانحياز والاستقلال الاستراتيجي». وكشفت زيارة مودي إلى كييف عن استعداد الهند للعب دور أكثر نشاطاً في الصراع، ما قد يجعل منها وسيطاً للسلام. وبعكس الصين، لا يثقّل على الهند المستوى نفسه من الالتزام الاستراتيجي تجاه روسيا أو أوكرانيا، ما يمنحها ميزة فريدة تتمثل في النظر إليها بوصفها لاعباً أكثر حيادية.في المقابل، شككت صحيفة «غلوبال تايمز»، الناطقة الرسمية باسم الصين، في إمكانية اضطلاع الهند بدور «صانع سلام». وذكرت أن التركيز الأساسي لنيودلهي ليس على الصراع بين روسيا وأوكرانيا، بل على تحقيق توازن في علاقاتها مع روسيا والغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة. يُذكر أنه في يوليو (تموز) الماضي، أثارت زيارة مودي لروسيا استياءً شديداً لدى الولايات المتحدة والغرب.