«صيحة المناطيد الحربية» تقتحم استراتيجية بوتين الجديدة

البالونات تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية وإعاقة الدفاعات الأوكرانية

هذه المناطيد هي الأحدث في موجة من المحاولات الروسية لجمع المعلومات الاستخبارية (إندبندنت)
هذه المناطيد هي الأحدث في موجة من المحاولات الروسية لجمع المعلومات الاستخبارية (إندبندنت)
TT

«صيحة المناطيد الحربية» تقتحم استراتيجية بوتين الجديدة

هذه المناطيد هي الأحدث في موجة من المحاولات الروسية لجمع المعلومات الاستخبارية (إندبندنت)
هذه المناطيد هي الأحدث في موجة من المحاولات الروسية لجمع المعلومات الاستخبارية (إندبندنت)

تُركت البالونات تتجول عبر السماء الزرقاء الأوكرانية في يوم شتاء هادئ ومشمس عندما اصطدمت الصواريخ بها فجأة. المناطيد البيضاء فوق قرية بالقرب من كييف هي من بين ستة مناطيد قال الجيش الأوكراني إنه أسقطها في الأيام القليلة الماضية، وسط زيادة ملحوظة في هذا النشاط الجوي الروسي.
يأتي ذلك مع ظهور تقارير تفيد بأن الكرملين يحشد الطائرات الحربية عبر الحدود مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب الأوكرانية، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وتعد هذه المناطيد الأحدث في موجة من المحاولات الروسية لجمع المعلومات الاستخباراتية، واستنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية، وإعاقة استخدام الطائرات الحربية.
شاهد القرويون الحطام وهو يطفو على الحقول المحيطة. وطُلب من صحيفة «إندبندنت»، التي كانت موجودة في المنطقة أثناء العملية، عدم إعلان الموقع الدقيق لأسباب أمنية، حيث إن محللي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى جانب الأوكرانيين، يريدون فحص الحطام.
بعض البالونات، وفقاً لمسؤولين عسكريين، يتمتع بقدرة على التصوير، بالإضافة إلى عاكسات لتحويل موجات الراديو للتشويش على الصواريخ التي تستخدم الرادار للعثور على الأهداف.
استخدمت روسيا عاكسات لمحاولة حماية الأصول القيمة مثل جسر كيرتش، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، لكن من غير المعروف استخدامها سابقاً ضمن البالونات.
يقول المسؤولون إن الهدف الآخر لإطلاق البالونات هو تحديد مواقع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية التي يمكن مهاجمتها لاحقاً. كما تهدف الخطوة إلى حمل أوكرانيا على استخدام مخزونها من الصواريخ والذخيرة المضادة للطائرات قبل الضربات الجوية.
أفاد مسؤولون أمنيون أوكرانيون وبعض المسؤولين الغربيين بوصول أعداد كبيرة من الطائرات الروسية إلى قواعد بالقرب من أوكرانيا؛ استعداداً لهجوم قادم واسع النطاق.
في حديثه في اجتماع للناتو في بروكسل، في وقت سابق من هذا الأسبوع، كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن غير متأكد مما إذا كان الكرملين يخطط «لهجوم جوي مكثف». وأضاف، مع ذلك، أن «روسيا لديها عدد كبير من الطائرات في مخزونها وكثير من القدرات المتبقية» و«نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا»؛ لتعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا.
قد يكون من الصعب اكتشاف البالونات التي تحلق على ارتفاعات عالية، وسط التيارات الهوائية، حيث إن أنظمة الرادار مصممة بشكل عام لتتبع الأجسام الجوية سريعة الحركة مثل الطائرات الحربية والصواريخ.
وقال يوري إحنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن الروس «سيستغلون ذلك عندما يكون الطقس في مصلحتهم». وأضاف أنه شوهدت بالونات كبيرة في منطقة دنيبروبتروفسك الشرقية.
وأوضح إحنات أن موسكو يمكن أن تستخدم البالونات للحفاظ على عدد طائرات الاستطلاع دون طيار.
تأتي موجة البالونات فوق أوكرانيا بعد أن أسقطت طائرات تابعة للقوات الجوية الأميركية منطاداً صينياً فوق أميركا الشمالية.
وأكدت بكين أن المنطاد كان يهدف فقط إلى دراسة الطقس، ويصرّ البنتاغون على أن تصنيعه تم للمراقبة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1621924044403523585?s=20



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».