سيف العدل المقيم في إيران زعيماً جديداً لـ«القاعدة»

نجح في الهرب من محاولات للإمساك به على مدى عقود - واشنطن ترصد مكافأة 10 ملايين دولار لمن يأتي برأسه

سيف العدل (الأول من اليسار) على موقع «مكافأة من أجل العدالة»
سيف العدل (الأول من اليسار) على موقع «مكافأة من أجل العدالة»
TT

سيف العدل المقيم في إيران زعيماً جديداً لـ«القاعدة»

سيف العدل (الأول من اليسار) على موقع «مكافأة من أجل العدالة»
سيف العدل (الأول من اليسار) على موقع «مكافأة من أجل العدالة»

أفاد تقرير جديد من الأمم المتحدة بأن سيف العدل (62 عاماً)، وهو ضابط سابق بالقوات الخاصة المصرية وعضو رفيع المستوى بـ«القاعدة» ترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقاله أو قتله، أصبح الآن زعيم التنظيم المتشدد «بلا منازع».
ولم تعلن «القاعدة» رسمياً خليفة لأيمن الظواهري، الذي يُعتقد أنه قُتل في ضربة صاروخية أميركية بكابل، العام الماضي، مما وجَّه ضربة قوية للتنظيم، بعد مقتل مؤسسه، أسامة بن لادن، في عام 2011.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس (الأربعاء)، التقرير الأممي، وقالت إن المواطن المصري المقيم في إيران، سيف العدل، صار زعيم تنظيم «القاعدة»، بعد مقتل أيمن الظواهري، في يوليو (تموز) 2022.
وقال متحدث باسم الوزارة إنّ «تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة بأنّ الزعيم الفعلي الجديد لـ(القاعدة)، سيف العدل، موجود في إيران».
لكنّ التنظيم لم يعلنه رسمياً بعد «أميراً» له، بسبب الحساسية إزاء مخاوف سلطات طالبان في أفغانستان، التي لم ترغب في الاعتراف بأنّ الظواهري قُتل بصاروخ أميركي في منزل بكابل، العام الماضي، وفق تقرير الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن مسؤولاً في المخابرات الأميركية قال، في يناير (كانون الثاني)، إن الخلافة في زعامة التنظيم بعد الظواهري ما زالت غير واضحة، فإن تقرير الأمم المتحدة الذي يقيّم مخاطر الجماعة، قال: «في المناقشات التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، تبنَّت العديد من الدول الأعضاء وجهة نظر مفادها أن سيف العدل يؤدي بالفعل دور الزعيم الفعلي للجماعة بلا منازع». وقال خبراء في شؤون تنظيم «القاعدة» إن وفاة الظواهري زادت الضغط على التنظيم، لاختيار قائد يمكنه التخطيط بعناية لعمليات دموية وإدارة شبكة «جهادية».
وعلى العكس من سلفَيه اللذين كانا يظهران كثيراً في مقاطع فيديو نارية تُبث في جميع أنحاء العالم، وتحمل تهديدات للولايات المتحدة، يقول الخبراء إن سيف العدل ساعد في تحويل «القاعدة» إلى أكثر الجماعات المسلحة دموية في العالم، من خلال التخطيط للهجمات من الظل.
ووجهت هيئة محلفين اتحادية كبرى في الولايات المتحدة اتهامات لسيف العدل، في نوفمبر (تشرين الثاني) 1998، لدوره في التفجيرات التي استهدفت السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا، مما أسفر عن مقتل 224 مدنياً، وإصابة أكثر من 5000 آخرين.
وليس للرجل صور تقريباً، باستثناء 3 صور؛ إحداها بالأبيض والأسود، ومستخدَمة في «قائمة المطلوبين» لدى «مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي».
وحسبما يقول المحققون الأميركيون، فإن سيف العدل لا يُعرف عنه سوى القليل، باستثناء العمليات في أفريقيا، ومعسكراته التدريبية، وصِلَته بمقتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل في باكستان، عام 2002.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية إن سيف العدل مقيم في إيران. ويقدم برنامج «المكافآت من أجل العدالة» التابع للوزارة مبلغاً يصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى الوصول للرجل الذي تصفه بأنه عضو في «مجلس قيادة (القاعدة)»، ويرأس اللجنة العسكرية للتنظيم.
ويقول موقع البرنامج على الإنترنت إنه بعد تفجيرات أفريقيا انتقل المقدم السابق بالجيش المصري إلى جنوب شرقي إيران، حيث كان يعيش تحت حماية «الحرس الثوري» في البلاد.
ووضعته إيران مع قياديين آخرين بـ«القاعدة» قيد الإقامة الجبرية، في أبريل (نيسان) 2003، وأطلقت سراحه مع 4 آخرين مقابل دبلوماسي إيراني مخطوف في اليمن.
وكتب علي صوفان، وهو عميل خاص سابق في «مكتب التحقيقات الاتحادي» يتعقب عناصر «القاعدة»، في لمحة نشرها «مركز مكافحة الإرهاب»، أن الرجل الذي يحمل الاسم الحركي «سيف العدل»، واسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان شخصية ذكية بملامح جامدة لا يمكن من خلالها تكوين أي انطباعات عن أفكاره ومشاعره.
كتب صوفان: «مع ذلك، عُرف عنه أيضاً تقلب المزاج. ويملك (لساناً حاداً)، وهو مستعد لتهديد أي شخص يضايقه بالعنف، ومن المعروف أنه يواجه الخيانة بالشدة سريعاً، وبلا رحمة. وبالنسبة لأتباعه، يمكن أن يعاملهم باحتقار، بل وبوحشية في لحظة الغضب. لكنه عُرف أيضاً بكونه ناصحاً يقدم المشورة برفق. وفي الأوقات الأكثر بهجة، يظهر موهبة في لعب كرة القدم، وميلاً لتدبير المقالب على سبيل المزاح».
وقال خبراء في «الحركة الجهادية»، إن سيف العدل، الذي كان في وقت من الأوقات كبير الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن ومدرباً بارزاً للمسلحين، بدأ مسيرته الدموية الطويلة عام 1981، عندما كان يُشتبه بتورطه في اغتيال الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات.
وقالت إليزابيث كيندال خبيرة شؤون الحركات المسلحة في جامعة أكسفورد: «الخلفية العسكرية المهنية لسيف العدل وخبرته الكبيرة رئيساً للجنة العسكرية لـ(القاعدة) قبل (11 سبتمبر) تعني أن لديه مؤهلات قوية لتولي القيادة العامة لـ(القاعدة)».
ويتولى سيف العدل قيادة تنظيم «القاعدة»، الذي يتحول إلى جماعة لا مركزية إلى حد كبير، منذ أن نفذ أكثر عملياته إثارة، وهي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص.

- من العمل السري إلى قيادة التنظيم
يقول الخبراء إن سيف العدل أحد القلائل الذين لا يزالون على قيد الحياة من الحرس القديم لـ«القاعدة»، وإنه ظل مقرباً من «القيادة المركزية» للتنظيم لعقود.
وأضافوا أن التكليفات المخولة إليه ستشمل تقديم التوجيه الاستراتيجي لمنتسبي «القاعدة» الذين يديرون شؤونهم اليومية بأنفسهم في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
ويطرح البعض تساؤلات عن إمكانية أن يصبح سيف العدل قائداً قوياً لـ«القاعدة»، بعد أن أمضى معظم حياته المهنية عميلاً سرياً أو مدرباً في معسكرات المتشددين. وقال جيروم دريفون، كبير المحللين المعنيين بـ«شؤون الجهاد والصراع الحديث» في «مجموعة الأزمات الدولية»: «يقول كثيرون من العالمين ببواطن الأمور إنه لعب دوراً مهماً بعمليات (القاعدة) في الماضي، لكنه غير مؤهَّل للقيادة».
وأضاف: «مهاراته تؤهله أكثر للعمل في تنظيم العمليات المسلحة بدلاً من إدارة شبكة واسعة من المنتسبين».
وسيف العدل أحد القادة العسكريين البارزين في «القاعدة»، ويصنفه الخبراء عادة بأنه ثالث أكبر مسؤول بالتنظيم، وأقام معسكرات تدريب تابعة للتنظيم في السودان وباكستان وأفغانستان في التسعينات.
ويقول خبراء أمنيون إن سيف العدل لعب دوراً في واقعة نصب كمين لطائرات هليكوبتر أميركية في مقديشو عام 1993، المعروفة باسم (بلاك هوك داون) «سقوط الصقر الأسود»، التي أودت بحياة 18 جندياً أميركياً.
وبعد هذه الواقعة، بدأت قوة حفظ سلام تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة في الانسحاب من الصومال.
وأُدرج سيف العدل على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى «مكتب التحقيقات الاتحادي»، حيث يواجه اتهامات بالتآمر لقتل مواطنين أميركيين وتدمير مبانٍ أميركية.
وعزز سيف العدل أوراق اعتماده في صفوف المتطرفين، بعد أن انضم إلى مقاتلين عرب آخرين في قتالهم ضد قوات الاحتلال السوفياتي في أفغانستان، حيث ترأس في النهاية معسكراً للتدريب، قبل أن يصبح أحد الشخصيات البارزة في «القاعدة».
وقال يورام شفايتسر، رئيس البرنامج المعني بالإرهاب والصراعات منخفضة الحدة في «معهد دراسات الأمن القومي» بجامعة تل أبيب: «إن سيف العدل شخصية جريئة ومحترفة ووحشية للغاية».


مقالات ذات صلة

رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية محمد البشير: خزائن الدولة خاوية

المشرق العربي حوار رئيس حكومة تصريف الأعمال السوري محمد البشير لصحيفة «كوريري دي لا سيرا» الإيطالية

رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية محمد البشير: خزائن الدولة خاوية

في أول حديث يدلي به إلى وسيلة إعلام غربية، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال لصحيفة «كوريري دي لا سيرا» الإيطالية، إن خزائن الدولة خاوية بعد أن التهم النظام كل شيء.

شوقي الريّس ( روما)
المشرق العربي مقاتل من «هيئة تحرير الشام» يتابع القصف المستمر على قرى في ريف حلب الغربي (أ.ف.ب) play-circle 00:20

«تحرير الشام» تتقدم في حلب وإدلب والجيش السوري يحاول وقفها بمساعدة روسية

سيطرت قوات «تحرير الشام» وفصائل «غرفة عمليات الفتح المبين» على 10 بلدات وقرى في محافظة حلب بشمال غربي البلاد، كانت خاضعة لسيطرة الجيش السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نزاعات منسية خلال عام 2024

إلى جانب الحربين اللتين تصدَّرتا عناوين الأخبار خلال عام 2024، في الشرق الأوسط وأوكرانيا، تستمر نزاعات لا تحظى بالقدر نفسه من التغطية الإعلامية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا جندي باكستاني يقف حارساً على الحدود الباكستانية الأفغانية التي تم تسييجها مؤخراً (وسائل الإعلام الباكستانية)

باكستان: جهود لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين

الجيش الباكستاني يبذل جهوداً كبرى لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين.

عمر فاروق (إسلام آباد)
أفريقيا وحدة من جيش بوركينا فاسو خلال عملية عسكرية (صحافة محلية)

دول الساحل تكثف عملياتها ضد معاقل الإرهاب

كثفت جيوش دول الساحل الثلاث؛ النيجر وبوركينا فاسو ومالي، خلال اليومين الماضيين من عملياتها العسكرية ضد معاقل الجماعات الإرهابية.

الشيخ محمد (نواكشوط)

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.