على أصداء إنجازه التاريخي في مونديال الأندية، وحصوله على المركز الثاني عالمياً، يستعد الهلال لرحلة محفوفة بالمخاطر نحو إنجاز قاري جديد، وذلك عندما يخوض أولى مواجهاته في الأدوار النهائية ببطولة «دوري أبطال آسيا»، أمام فريق شباب الأهلي الإماراتي، يوم الاثنين المقبل.
ويغادر الهلال، غداً (السبت)، صوب العاصمة القطرية، الدوحة، لخوض مباراة دور الـ16 (مرحلة الذهاب) على ملعب الجنوب، الذي احتضن عدداً من المباريات في كأس العالم الماضية التي استضافتها قطر مؤخراً.
ويأمل الهلاليون في مواصلة سيطرتهم على اللقب الآسيوي، بعد أن تمكنوا من الفوز على بوهانغ الكوري الجنوبي، في نهائي آخر نسخة (2 - 0)، في المباراة التي جمعتهما بالرياض، حيث شارك الأزرق العاصمي بعد ذلك في النسخة الحالية بالمجموعة الأولى، التي ضمت، إلى جانبه، كلاً من الريان القطري والشارقة الإماراتي واستقلال دوشنبه الطاجيكي، تمكن خلالها من الحصول على المركز الأول للمجموعة برصيد 13 نقطة، بعد أن انتصر في 4 مباريات، وتعادل في واحدة، وخسر في مثلها، في مباريات المجموعة التي احتضنتها الرياض، شهر أبريل (نيسان)، العام الماضي.
ماريغا في تدريبات الهلال الأخيرة (الموقع الرسمي لنادي الهلال)
وكان «الاتحاد الآسيوي لكرة القدم» قرر تأجيل الأدوار الإقصائية لفرق غرب القارة، لنسخة 2022، في «دوري أبطال آسيا» إلى شهر فبراير (شباط) 2023 الحالي، وذلك لمنح منتخبات القارة فرصة الإعداد بأفضل طريقة لمنافسات كأس العالم (2022)، التي أقيمت في قطر، نهاية العام الماضي، بينما لعبت فرق شرق القارة أدوارها الإقصائية في أغسطس (آب) الماضي، وأسفرت عن تأهل فريق أوراوا ريد دياموندز الياباني إلى المباراة النهائية، في انتظار الطرف الآخر، الذي سيكون بطلاً لفرق غرب القارة، ليلعب المواجهة الختامية على أكبر لقب على مستوى الأندية في القارة الصفراء أمام الفريق الياباني، حيث ستقام مباراة الذهاب للنهائي الآسيوي في غرب القارة يوم 29 من شهر أبريل (نيسان) المقبل، على أن يكون الإياب على ملعب أوراوا الياباني، يوم 6 مايو (أيار) المقبل، الملعب الذي سيشهد تتويج بطل «دوري أبطال آسيا» لنسخة 2022.
ويوجد مع أزرق العاصمة في دور الـ16 من غرب القارة فرق الشباب والفيصلي السعوديين، والدحيل والريان القطريين، وناساف الأوزبكي، وفولاذ الإيراني، وشباب الأهلي الإماراتي الذي سيكون خصم الهلال المقبل، حيث يعيش الفريق الإماراتي حالة فنية جيدة، بوجوده في صدارة سلم ترتيب الدوري الإماراتي، بفارق نقطتين عن ملاحقه (الشارقة)، الذي سيلعب مواجهته اليوم أمام خورفكان، وسيكون بمقدوره الوصول لصدارة الترتيب في حال فوزه، الأمر الذي يتطلب من وصيف أندية العالم مزيداً من الجهد لتحقيق مراده؛ بالوصول للمباراة النهائية، والظفر باللقب للمرة الثانية على التوالي.
سلمان الفرج شارك في استعدادات الهلال (الشرق الأوسط)
وتكمن حلقة الوصل بين الهلال وشباب الأهلي في المدرب البرتغالي ليوناردو غارديم، حيث كان الأخير مَن حقق معه الهلال اللقب الآسيوي الماضي، عندما كان مدرباً له في منافسات النسخة الماضية، وساهم معه في الوصول للمباراة النهائية والفوز بالكأس أمام بوهانغ الكوري الجنوبي، قبل أن يقيله بعد انتهاء المشاركة في كأس العالم للأندية (2021)، لكنه الآن يدرب شباب الأهلي الإماراتي، ويقدم معه مستويات لافتة للأنظار ساهمت في وجود فريقه في الصدارة، وكان غارديم قد قال، في المؤتمر الصحافي الذي عقب مواجهة فريقه أمام الظفرة في الدوري الإماراتي: «الفوز بالبطولات القارية يحتاج التحضير له سنوات طويلة»، مضيفاً: «مر الهلال بهذا الأمر، قبل أن يفوز باللقب الآسيوي مرتين خلال 3 سنوات، إذ كان يتحضر لذلك طوال 6 أو 7 أعوام ماضية».
وكان الهلال عاد للألقاب الآسيوية بعد غياب طويل، عندما حقق لقب «دوري أبطال آسيا» (2019)، ليبعد عن الاستمرار في المشاركة بالنسخة التي تلتها (2020)، بسبب أن قائمته لمواجهة شباب الأهلي الإماراتي شملت 9 لاعبين و3 حراس مرمى لتعرض عدد كبير من لاعبيه لفيروس «كورونا»، أي أن الفريق وقتها لم يكمل النصاب القانوني للعب المباراة (13 لاعباً)، الأمر الذي دفع «الاتحاد الآسيوي لكرة القدم» للتدخل واعتبار الهلال منسحباً، وإلغاء كامل نتائجه، رغم أنه ضمن التأهل من دور المجموعات، ليعود أزرق العاصمة مستجمعاً قواه من جديد في نسخة 2021، ليتوج نفسه بطلاً للقارة من جديد، الأمر الذي يدفع إدارة ناديه ومدربه ولاعبيه لخوض غمار المنافسات الحالية لدوري الأبطال، بكل قوة، للفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي، والخامسة في تاريخه على مستوى دوري الأبطال.
ويعيش الهلال أياماً سعيدة بعد تحقيقه وصافة أندية العالم، والميدالية الفضية كأول نادٍ سعودي يحقق هذا الإنجاز، الأمر الذي أعاد الثقة للاعبيه بعد المستويات المتذبذبة والنتائج السلبية التي لاحقتهم في المنافسات المحلية قبل المشاركة العالمية، الأمر الذي يجعله على أتم الاستعداد لخوض المنافسات الآسيوية، لا سيما بعد استعادته مؤخراً خدمات بعض لاعبيه المصابين في الفترة الماضية، يأتي في مقدمتهم سلمان الفرج قائد الفريق الملقب بـ«الجوكر»، الذي أصبح جاهزاً للمشاركة بعد أن التحق بتدريبات فريقه الجماعية، وبعد أن أنهى برنامجه العلاجي والتأهيلي.