هل يستحق أنتوني 100 مليون يورو للتعاقد معه؟

اللاعب البرازيلي أغلى صفقة في تاريخ مانشستر يونايتد بعد الفرنسي بول بوغبا

بداية قوية لم تستمر أمام آرسنال أحرز أنتوني خلالها هدفاً ضمن ثلاثية في سبتمبر الماضي (غيتي)
بداية قوية لم تستمر أمام آرسنال أحرز أنتوني خلالها هدفاً ضمن ثلاثية في سبتمبر الماضي (غيتي)
TT

هل يستحق أنتوني 100 مليون يورو للتعاقد معه؟

بداية قوية لم تستمر أمام آرسنال أحرز أنتوني خلالها هدفاً ضمن ثلاثية في سبتمبر الماضي (غيتي)
بداية قوية لم تستمر أمام آرسنال أحرز أنتوني خلالها هدفاً ضمن ثلاثية في سبتمبر الماضي (غيتي)

في الصيف الماضي، طالب المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، النادي بالتعاقد مع مهاجم جديد. ونظراً لأن المدير الفني الهولندي كان ينوي التخلص من كريستيانو رونالدو، فقد كان يرغب في التعاقد مع مهاجم آخر، وكانت هناك تحفظات واضحة بشأن التعاقد مع اللاعب البرازيلي أنتوني، من بينها بالطبع دفع 100 مليون يورو لضم لاعب لم يسجل سوى 25 هدفاً فقط في الدوري خلال مسيرته الكروية بالكامل، لكن النادي قرر في النهاية دعم تن هاغ وتعاقد مع اللاعب البرازيلي وجعله ثاني أغلى صفقة في تاريخه بعد لاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا.
وسرعان ما تألق أنتوني بقميص مانشستر يونايتد، حيث سجل هدفاً في أول مباراة له مع «الشياطين الحمر»، وكان ذلك في المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على آرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في أوائل سبتمبر (أيلول)، ثم تبع ذلك بهدفين آخرين في مرمى مانشستر سيتي وإيفرتون. ورغم المبلغ المالي الكبير الذي دفعه مانشستر يونايتد، فقد أثبت الوافد الجديد في البداية أنه يستحق ذلك. لكن من الواضح للجميع أن اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً يعاني بشدة منذ الفوز على إيفرتون بهدفين مقابل هدف وحيد في أوائل أكتوبر (تشرين الأول).

لم يعد أنتوني قادراً على هز الشباك مثلما بدأ مع يونايتد (أ.ب)

لم يعد أنتوني قادراً على هز الشباك. ورغم إصرار تن هاغ على الاعتماد على اللاعب البرازيلي في التشكيلة الأساسية للفريق، فهناك العديد من الأسئلة التي يجب طرحها والوصول إلى إجابات لها. لقد تعرض أنتوني للسخرية بعد حركاته الاستعراضية في المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على نادي شريف تيراسبول المولدوفي في بطولة الدوري الأوروبي، لكن القلق الأكبر يتمثل في عدم قدرته على التأثير في نتائج المباريات لصالح فريقه. قد يكون أنتوني لاعباً صغيراً في السن، وهذا هو موسمه الأول في كرة القدم الإنجليزية، لكنه في الحقيقة لا يقدم أي شيء جيد على الإطلاق في الوقت الحالي!
ولحسن حظ أنتوني، فإن مانشستر يونايتد لا يعتمد عليه بشكل كبير هذا الموسم، نظراً لأن ماركوس راشفورد وكريستيان إريكسن وبرونو فرنانديز هم من يسجلون الأهداف التي تحسم المباريات وتحصد النقاط وترفع مانشستر يونايتد في جدول الترتيب بالدوري الإنجليزي الممتاز. لقد سجل راشفورد بالفعل 21 هدفاً هذا الموسم في كل المسابقات، بفارق ثلاثة أهداف فقط عن أكثر حصيلة تهديفية له في موسم واحد. كما صنع إريكسن سبعة أهداف في الدوري، ليأتي في المرتبة الثانية في قائمة صناع الأهداف في الدوري بعد النجم البلجيكي كيفين دي بروين، كما يتألق فرنانديز ويسجل ويصنع الأهداف. لكن مانشستر يونايتد دفع أموالاً طائلة للتعاقد مع أنتوني، وبالتالي كان جمهور النادي يتوقع أن يسهم اللاعب فيما هو أكثر من مجرد ثلاثة أهداف فقط في الدوري، وهو نفس عدد البطاقات الصفراء التي حصل عليها مع الفريق!
لم يصنع أنتوني أي هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، كما لم يكن قط بارعاً في صناعة الفرص، فرغم هيمنة أياكس على الدوري الهولندي الممتاز الموسم الماضي، سجل الفريق 98 هدفاً في طريقه للفوز بالدوري الهولندي، لم يصنع أنتوني سوى أربعة أهداف فقط، ولم يمرر سوى 1.9 تمريرة أساسية (تمريرة تؤدي إلى تسديدة) في المتوسط كل 90 دقيقة. واستمر أنتوني على هذا المنوال هذا الموسم، حيث لم يصنع سوى ثماني فرص فقط للتسجيل في الدوري مع مانشستر يونايتد.
ولكي نضع ذلك في سياقه الصحيح، يجب أن نشير إلى أن فريد صنع 15 فرصة، ولوك شو 17 فرصة، وكاسيميرو 19 فرصة، وديوغو دالوت 22 فرصة! من الواضح أن مانشستر يونايتد يعتمد بشكل كبير على برونو فرنانديز (54 تمريرة رئيسية) وإريكسن (25 تمريرة رئيسية) لاختراق دفاعات الفرق المنافسة. وفي ظل غياب إريكسن عن المباريات حتى أواخر أبريل (نيسان) المقبل على أقرب تقدير بسبب الإصابة، فإن تن هاغ يحتاج من أنتوني أن يملأ هذا الفراغ الكبير الذي تركه اللاعب الدنماركي.
وبدلاً من أن يفكر أنتوني في خلق الفرص لزملائه داخل الملعب، فإن ما يفعله دائماً هو تسلم الكرة ناحية اليمين ثم الدخول إلى عمق الملعب والتسديد بقدمه اليسرى، والدليل على ذلك أنه سجل آخر 19 هدفاً له في الدوري بقدمه اليسرى. لكن حتى هذه الطريقة في اللعب لم تعد فعالة مع مانشستر يونايتد، حيث سدد أنتوني 33 تسديدة في الدوري هذا الموسم، من بينها 14 تسديدة بين القائمين والعارضة، وسجل أهدافاً من 3 تسديدات فقط من هذه التسديدات بنسبة 9 في المائة. وفي المقابل، فإن مواطنه البرازيلي ومهاجم ليفربول روبرتو فيرمينو سدد نفس عدد التسديدات، لكنه سجل سبعة أهداف، بنسبة نجاح تصل إلى 21 في المائة.
وحتى عندما يتعلق الأمر بالمرور من لاعبي الفريق المنافس، فإن أنتوني يعاني أيضاً، حيث تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن اللاعب البرازيلي لم يكمل سوى 10 مراوغات ناجحة فقط من بين 31 محاولة، بنسبة نجاح بلغت 32 في المائة، وهو ما يعني أن المدافعين أصبحوا يعرفون طريقة لعبه جيداً. وكما كان الحال مع الجناح الهولندي أريين روبين، فإن المدافعين يعرفون جيداً أن أنتوني يريد الدخول إلى عمق الملعب من أجل التسديد. وبينما كان من شبه المستحيل على المدافعين إيقاف روبين في الكثير من الأحيان رغم أنهم يعرفون طريقة لعبه جيداً، يجد المدافعون الآن سهولة كبيرة في الحد من خطورة أنتوني، وهو ما أدى إلى تراجع مستواه كثيراً بالمقارنة بما كان يقدمه فور انضمامه لمانشستر يونايتد.
ورغم كل ذلك، يواصل تن هاغ الاعتماد على أنتوني على الجهة اليمنى. يعرف المدير الفني الهولندي، أنتوني جيداً من الفترة التي كان يدربه فيها في أياكس، ويأمل أن يقدم مستويات أفضل بمرور الوقت والتأقلم على أجواء اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن ربما كان تن هاغ مضطراً للاعتماد على أنتوني في التشكيلة الأساسية في تلك الفترة، لأن سانشو قضى بعض الوقت بعيداً عن الفريق الأول من أجل العمل على تطوير وتحسين لياقته البدنية، لكنه عاد وشارك أولاً كبديل في المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على نوتنغهام فورست ليحجز مكانه في المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وبدأ يشارك أساسياً ويقدم أداء جيداً أشاد به تن هاغ.
بالإضافة إلى ذلك، انضم مارسيل سابيتزر لمانشستر يونايتد على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم. ستكون مهمة سابيتزر الأولى هي تعويض غياب إريكسن حتى يعود من الإصابة القوية التي يعاني منها في الكاحل، لكن اللاعب النمساوي يستطيع اللعب أيضاً كجناح أيمن، وهو ما يعني أن أنتوني سيجد منافسة شرسة للغاية على المكان الذي كان يبدو آمناً له في الآونة الأخيرة. والآن، يأمل تن هاغ في أن تكون عودة سانشو والتعاقد مع سابيتزر بمثابة تنبيه لأنتوني حتى يعود إلى تقديم المستويات القوية التي كان يقدمها فور انضمامه للنادي. من الواضح للجميع أن تألق راشفورد وقدرته على إحراز الكثير من الأهداف الحاسمة، إلى جانب عودة برونو فرنانديز إلى مستواه السابق، كل ذلك ساعد في إبعاد الضغوط عن أنتوني الذي يقدم أداء متواضعاً، لكن مع توالي المباريات الصعبة والمكثفة في شهر فبراير (شباط) الجاري، أصبح يتعين على اللاعب البرازيلي أن يبذل قصارى جهده حتى يتمكن من حجز مكان له في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد.


مقالات ذات صلة

«استحواذ مانشستر يونايتد»: الشيخ جاسم يقدّم عرضاً ثالثاً أخيراً

الرياضة «استحواذ مانشستر يونايتد»: الشيخ جاسم يقدّم عرضاً ثالثاً أخيراً

«استحواذ مانشستر يونايتد»: الشيخ جاسم يقدّم عرضاً ثالثاً أخيراً

تقدم المصرفي القطري الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بعرض ثالث وأخير لشراء نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وفق ما أفادت مصادر وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة. ويخوض الشيخ جاسم حرب مزايدة مع الملياردير البريطاني جيم راتكليف، بعدما برزا كمنافسين رئيسيين لشراء «الشياطين الحمر» من عائلة غلايرز الأميركية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
الرياضة تن هاغ: فرنانديز قد لا يشارك ضد توتنهام

تن هاغ: فرنانديز قد لا يشارك ضد توتنهام

قال إريك تن هاغ مدرب مانشستر يونايتد إن لاعب الوسط برونو فرنانديز يعاني من إصابة في الكاحل قد تمنعه من المشاركة أمام توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم غدا الخميس. وتلقى الدولي البرتغالي البالغ من العمر 28 عاما ضربة خلال الشوط الأول من مباراة فاز بها يونايتد بركلات الترجيح على برايتون في الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي يوم الأحد الماضي وتم استبداله في الوقت الإضافي. ولم يقدم تن هاغ إطارا زمنيا لعودته. ولعب فرنانديز دورا محوريا مع يونايتد صاحب المركز الرابع حيث سجل خمسة أهداف وصنع ستة في الدوري هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
الرياضة تن هاغ: إصابات مارسيال الكثيرة تجعلني لا أعتمد عليه

تن هاغ: إصابات مارسيال الكثيرة تجعلني لا أعتمد عليه

قال إريك تن هاغ مدرب مانشستر يونايتد المنافس بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إن تاريخ المهاجم أنتوني مارسيال مع الإصابات يجعل من الصعب الاعتماد عليه، لكنه سيكون ضمن خططه للموسم المقبل. وشارك مارسيال أساسياً للمرة الأولى منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي في التعادل 2 - 2 مع إشبيلية بذهاب دور الثمانية بالدوري الأوروبي يوم الخميس، عندما خرج بعد ساعة من عمر المباراة. وعرقلت الإصابات مسيرة اللاعب البالغ عمره 27 عاماً، الذي شارك في 18 مباراة هذا الموسم، بدأ عشر مواجهات منها فقط. وفي رده عن سؤال بشأن ما إذا كان مارسيال محل ثقته ليكون جزءاً من التشكيلة على المدى البعيد، أبلغ تن هاغ الصحافيين:

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
الرياضة مجموعة «كارلايل» تدخل سباقاً لشراء أسهم في مانشستر يونايتد

مجموعة «كارلايل» تدخل سباقاً لشراء أسهم في مانشستر يونايتد

ذكرت شبكة «سكاي نيوز»، اليوم السبت، أن مجموعة «كارلايل» الأميركية دخلت في مفاوضات من أجل استثمار «ضخم» في نادي مانشستر يونايتد، مع دخول المزاد على العملاق الإنجليزي مراحله الأخيرة. وكانت مجموعة «كارلايل» ضمن بعض الأطراف التي تسعى للحصول على نسبة أقلية في يونايتد، وفقاً لتقرير «سكاي نيوز»، الذي لم يوضح تفاصيل العرض أو المبلغ المستثمَر. ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من مجموعة «كارلايل»، بينما رفض مانشستر يونايتد التعليق. وبدأت عائلة جليزر الأميركية، المالكة ليونايتد، عملية بيع النادي، وتلقت عروضاً عدة، منها من الشيخ القطري جاسم بن حمد آل ثاني، والملياردير البريطاني جيم راتكليف. واشترت عائلة ج

«الشرق الأوسط» (لندن)
الرياضة جولة ثالثة نهاية الشهر تنتظر المتنافسين لشراء مانشستر يونايتد

جولة ثالثة نهاية الشهر تنتظر المتنافسين لشراء مانشستر يونايتد

دُعي المتنافسون لشراء نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى تقديم عرض ثالث بحلول نهاية أبريل (نيسان) الحالي، بحسب ما أفادت تقارير. وتقدّم المصرفي القطري الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والملياردير البريطاني جيم راتكليف بعرض ثانٍ للنادي الشهر الماضي. ورغم الحديث عن عروض عدة تلقاها النادي الإنجليزي في الأسابيع الأخيرة، لا يزال الشيخ جاسم وراتكليف الأوفر حظاً للاستحواذ في حال رفعت عائلة غلايزر الأميركية يدها عن النادي الذي اشترته في عام 2005 مقابل 790 مليون جنيه إسترليني (980 مليون دولار). ولن يصل أي من العروض الثلاثة إلى عتبة 6 مليارات جنيه إسترليني (7.2 مليار دولار) المحددة من قبل عائلة غ

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».