بلينكن وغوتيريش يناقشان توسيع نطاق المساعدات في سوريا

واشنطن تلوّح بتفويض من مجلس الأمن «إذا لزم الأمر»

مخيم للناجين من الزلزال في جنديرس شمال سوريا (رويترز)
مخيم للناجين من الزلزال في جنديرس شمال سوريا (رويترز)
TT

بلينكن وغوتيريش يناقشان توسيع نطاق المساعدات في سوريا

مخيم للناجين من الزلزال في جنديرس شمال سوريا (رويترز)
مخيم للناجين من الزلزال في جنديرس شمال سوريا (رويترز)

شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اتصال (الثلاثاء) مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على ضرورة أن يفي الرئيس السوري بشار الأسد بالتزامه بفتح معبري «باب السلام» و«الراعي»؛ لتقديم المساعدات «بشكل أكثر فاعلية» للمتضررين من الزلزال في سوريا، ملمحاً إلى احتمال اللجوء إلى مجلس الأمن؛ للحصول على تفويض أممي لهذه الغاية.
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، بأن بلينكن تحدث مع غوتيريش حول «الحاجة الملحة» لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، حتى تتمكن الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية من تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمتضررين من الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير (شباط) الحالي. وشدد بلينكن على «ضرورة أن يفي نظام الأسد بالتزامه (…) بفتح معبري باب السلام والراعي لأغراض إنسانية، بما في ذلك من خلال تفويض من مجلس الأمن إذا لزم الأمر». وأشار إلى أن «قراراً موسعاً» سيمنح الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية «المرونة والقدرة على التنبؤ، اللتين تحتاج إليها؛ لتقديم المساعدات بشكل أكثر فاعلية إلى الأشخاص المحتاجين في سوريا».
وكان بلينكن غرد عبر حسابه في «تويتر» أنه أجرى «مناقشات مهمة» مع الأمين العام للأمم المتحدة حول «توسيع نطاق وصول المنظمة الدولية لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا». وأوضح أنه بالإضافة إلى تقديم المساعدات من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية الأميركية، تقدم واشنطن «دعمها الكامل للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لزيادة المساعدات الإنسانية».
وكذلك قالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: «نرحب كثيراً بدبلوماسية الأمم المتحدة»، في إشارة إلى «الترتيب» الذي جرى التوافق عليه بين وكيل الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث مع الرئيس الأسد، لاستخدام معبري باب السلام والراعي، مضيفة: «نرحب بالأنباء التي تفيد بأن بعض مساعدات الأمم المتحدة انتقلت عبر معبري باب السلام والراعي، ونتطلع إلى تلقي المزيد من الأمم المتحدة حول كيفية تنفيذ هذا الترتيب على الأرض».
ورداً على سؤال حول الترتيبات المتعلقة بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، قال برايس، إن «تركيزنا الآن على إنقاذ الأرواح (…)، وبذل أقصى ما في وسعنا لرؤية أكبر قدر من المساعدة (…). وجهنا هذه الدعوة فيما يتعلق الأمر بالنظام. ووجهنا هذه الدعوة عندما يتعلق الأمر بمعارضي النظام»، مطالباً الجميع بـ«تنحية أجنداتهم وانتماءاتهم في خدمة مسعى واحد فقط، وهو معالجة حالة الطوارئ الإنسانية، الكابوس الإنساني الذي يتكشف في أجزاء من شمال غربي سوريا». وذكر بأن الولايات المتحدة «استجابت على الفور» عقب الزلزال؛ إذ «نشرت فرق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث في غضون ساعات»، فضلاً عن تقديم 85 مليون دولار، بالإضافة إلى فرق بحث وإنقاذ تتألف من نحو 200 عضو و12 كلباً و170 ألف رطل من المعدات المتخصصة. وأكد أنه «يقع على المجتمع الدولي التزام أخلاقي جماعي ببذل كل ما في وسعه»، لتقديم يد العون للأتراك والسوريين المتضررين من الزلزال.
ولم يستبعد برايس استخدام القواعد العسكرية الأميركية في سوريا لتقديم هذه المساعدات الإنسانية، على غرار ما يحصل بالنسبة إلى قاعدة «إنجرليك» الجوية في تركيا.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 5.8 درجة يهز إثيوبيا

أفريقيا العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (أرشيفية - د.ب.أ)

زلزال بقوة 5.8 درجة يهز إثيوبيا

أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية والمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، بأن زلزالاً بلغت شدته 5.8 درجة ضرب إثيوبيا اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
آسيا زلزال بقوة 5.6 درجة يهز جزيرة لوزون بالفلبين

زلزال بقوة 5.6 درجة يهز جزيرة لوزون بالفلبين

قال مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني (جي.إف.زد)، إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة هز جزيرة لوزون الفلبينية اليوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
آسيا نساء ينثرن الورد في خليج البنغال بادرةَ احترامٍ لضحايا «تسونامي» المحيط الهندي عام 2004 في الذكرى الـ20 للكارثة على شاطئ باتيناباكام في تشيناي - الهند 26 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 00:39

إحياء ذكرى 230 ألف شخص قضوا في «تسونامي» المحيط الهندي منذ 20 عاماً

في الذكرى العشرين لـ«تسونامي» المحيط الهندي الذي خلّف نحو 230 ألف قتيل توافد ناجون وأسر ضحايا على مقابر جماعية وأضاءوا الشموع وتبادلوا التعازي.

«الشرق الأوسط» (جاكارتا)
العالم جانب من الأضرار جراء الزلزال الذي ضرب مدينة بورت فيلا (إ.ب.أ)

زلزال عنيف يضرب جزر فانواتو بالمحيط الهادئ

أفاد شاهد عيان في مدينة بورت فيلا عاصمة جزيرة فانواتو «وكالة الصحافة الفرنسية» بأنّه رأى جثثاً بعد الزلزال العنيف الذي ضرب الأرخبيل الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

ضرب زلزال بلغت قوته 4.9 درجة على مقياس ريختر ولاية الشلف غرب العاصمة الجزائرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.