«قمة البريمرليغ»: أوديغارد-هالاند مبارزة بين ساحرين نرويجيين

أوديغارد وهالاند يحضران اليوم حاملين لواء النرويج الحالمة بمساحة لها في كرة القدم (أ.ف.ب)
أوديغارد وهالاند يحضران اليوم حاملين لواء النرويج الحالمة بمساحة لها في كرة القدم (أ.ف.ب)
TT

«قمة البريمرليغ»: أوديغارد-هالاند مبارزة بين ساحرين نرويجيين

أوديغارد وهالاند يحضران اليوم حاملين لواء النرويج الحالمة بمساحة لها في كرة القدم (أ.ف.ب)
أوديغارد وهالاند يحضران اليوم حاملين لواء النرويج الحالمة بمساحة لها في كرة القدم (أ.ف.ب)

يتكاملان مع منتخب النرويج بالتمرير والتسجيل، لكن، الأربعاء، في لندن سيصطدم لاعب وسط أرسنال مارتن أوديغارد، مع مهاجم مانشستر سيتي إرلينغ هالاند، في قمة «الدوري الإنجليزي لكرة القدم» بين المتصدر ووصيفه.
وإذا كان اللاعبان يتشاركان بحمل ألوان منتخب النرويج، وكان بروزهما في سن مبكرة، إلا أن مسيرتيهما اتخذتا اتجاهات مختلفة. فبعد وصوله يافعاً إلى ريال مدريد الإسباني، اختفى أوديغارد عن الرادارات، وواظب على التنقل مُعاراً من ناد إلى آخر، في حين بدأ هالاند يحطّم الأرقام القياسية من سالزبورغ النمساوي، مروراً بدورتموند الألماني، قبل أن يحطّ مع بطل إنجلترا.
انتقل هالاند، رأس الحربة الفارع الطول (1.94 متر)، الصيف الماضي، إلى سيتي بعمر الـ22، وأصبح، اليوم، اللاعب الأكثر شهرة في كرة القدم النرويجية. بَيْد أن لاعب الوسط الهجومي أوديغارد (24 عاماً و1.78 متر) عاد إلى الأضواء مجدداً بعد وصوله إلى أرسنال في 2021.
ورُقّي إلى منصب القائد، الصيف الماضي، وأصبح أحد مفاتيح نجاح «المدفعجية»، هذا الموسم، في مسعاهم لإحراز لقب الدوري للمرة الـ14، بعد 19 عاماً من الانتظار. في منتصف فبراير (شباط)، يملك أوديغارد في رصيده 8 أهداف و7 تمريرات حاسمة في مختلف المسابقات، بموازاة كامل ما حققه، الموسم الماضي.
يقول رور ستوكي، اللاعب السابق والمعلّق لدى الناقل «فيابلاي»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «مارتن أوديغارد، يا له من لاعب! يا له من موسم! لاعب من طراز عالمي، هو قائد على أرض الملعب مع أرسنال. هذا رائع بالنسبة إليهم، رائع لكرة القدم النرويجية».
بات أداء أوديغارد الحالي يوازي الآمال المعلَّقة عليه منذ بزوغ نجمه مراهقاً في النرويج. استهلّ مشواره في الدوري المحلي عام 2014 مع سترومسغودسيت بعمر 15 عاماً و118 يوماً، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ دوري الدرجة الأولى النرويجي.
وفي عام 2015، تعاقد مع ريال مدريد الإسباني بعمر السادسة عشرة مقابل 4 ملايين يورو، لكنه لعب مع الفريق الرديف. وبعد إعارتين في هولندا مع هيرينفين وفيتيس أرنهيم، حطّ في ريال سوسييداد، حيث بدأ لعبه ينتظم. بعد عودة وجيزة إلى ريال مدريد، أعير في يناير (كانون الثاني) 2021 إلى أرسنال، ثم ارتبط نهائياً بفريق شمال لندن بعد 6 أشهر مقابل 40 مليون يورو.
حالياً، هو قائد أوركسترا خط الوسط في تشكيلة المدرب الإسباني ميكل أرتيتا، حتى ولو أن دينامية الفريق تراجعت في المباريات الـ3 الأخيرة. لم يعد أرسنال يملك سوى 3 نقاط في الصدارة مع مباراة مؤجَّلة.
في المقابل، عاد سيتي إلى طريق الفوز، بعد بداية سنة متذبذبة، وفاز أخيراً على أستون فيلا 3-1. مرّر هالاند كرة حاسمة، لكنه خرج احترازاً بعد معاناته من آلام في فخذه.
وإذا كان قد سجّل كثيراً قبل كأس العالم الذي أخفقت بلاده بالتأهل إليها، فقد هدأ إيقاع المهاجم الفارع الطول، مفسحاً المجال أمام زميله الجزائري رياض محرز، صاحب 6 أهداف و3 تمريرات حاسمة منذ يناير.
ورغم ذلك يبقى هالاند ماكينة تهديفية: 25 في الدوري، ما يعني تصدره ترتيب الهدّافين بأريحية، و5 أهداف في «دوري أبطال أوروبا».
منذ 5 مواسم، يمارس هالاند هوايته التهديفية بانتظام. بعد بداياته بعمر الـ15، على غرار أوديغارد، لكن في الدرجة الثانية، ثم كشّر عن أنيابه في النمسا مع سالزبورغ. انتقل في 2019 إلى بوروسيا دورتموند، فواظب على تسجيل الثنائيات، والثلاثيات، والرباعيات، وبلغ عداده 41 هدفاً في موسم 2020-2021.
يقول رور ستوكي: «يشكّل أوديغارد وهالاند إلهاماً لبقية اللاعبين وكرة القدم النرويجية».
رغم احتلال النرويج مركزاً متأخراً في تصنيف فيفا (43)، وغيابها عن الحدث العالمي في قطر، فإن مستقبل الدولة الإسكندنافية يبدو واعداً، وفقاً لتور- كريستيان كارلسن، المدير الرياضي السابق في نادي موناكو الفرنسي.
يشرح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» قائلاً: «هناك الكثير من المشاعر الإيجابية حول الفريق». فالمدرب ستالي سولباكن «لم يحقق بعدُ النتائج (المرجوّة)، لكنه يظل شخصية إيجابية ومحبوبة جداً. يجرؤ لأن يكون طموحاً ويؤمن بقدرتنا على التأهل (إلى مونديال 2026)».
لكن قبل التفكير بـ«مونديال 2026»، حيث يأملان باللعب إلى جانب بعضهما البعض، قد يفرّق لقب «الدوري الإنجليزي» موقتاً بين هالاند وأوديغارد.


مقالات ذات صلة

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ولفرهامبتون واندرارز أقال مدربه، غاري أونيل، اليوم (الأحد)، بعد سلسلة نتائج بلا انتصارات مما جعل الفريق يقبع في منطقة الهبوط.

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».