تقليص الولاية الرئاسية... هل تمنح الغابون فرصة أكبر لـ«تداول السلطة»؟

الرئيس بونغو اقترح توحيد الفترات السياسية بـ5 سنوات إرضاءً للمعارضة

بونغو خلال اجتماعه مع المعارضة (حساب الرئيس الغابوني على «تويتر»)
بونغو خلال اجتماعه مع المعارضة (حساب الرئيس الغابوني على «تويتر»)
TT

تقليص الولاية الرئاسية... هل تمنح الغابون فرصة أكبر لـ«تداول السلطة»؟

بونغو خلال اجتماعه مع المعارضة (حساب الرئيس الغابوني على «تويتر»)
بونغو خلال اجتماعه مع المعارضة (حساب الرئيس الغابوني على «تويتر»)

في مسعى لإرضاء المعارضة، قدم الرئيس الغابوني علي بونغو، مقترحاً بتوحيد فترات المناصب السياسية في بلاده بـ5 سنوات، بما في ذلك الولاية الرئاسية المحددة حالياً بـ7 سنوات بموجب الدستور.
ويطمح بونغو (63 سنة)، إلى الحصول على ولاية رئاسية ثالثة، في الانتخابات المقررة في أغسطس (آب) المقبل، وسط اتهامات محلية ودولية بـ«ترسيخ نظام حكم غير ديمقراطي».
وتحكم عائلة بونغو الغابون لأكثر من نصف قرن، منذ رئاسة والده عمر بونغو للمستعمرة الفرنسية السابقة طوال 42 سنة (من عام 1967 وحتى وفاته عام 2009). ووصل بونغو الابن إلى الرئاسة بعد شهرين فقط من وفاة والده.
وخلال اجتماعه مع قوى المعارضة لمناقشة المسائل السياسية قبل الانتخابات المتوقعة في وقت لاحق من هذا العام، اقترح بونغو أن تكون «جميع الفترات السياسية في البلاد 5 سنوات فقط»، بما في ذلك الفترة البرلمانية التي تمتد لـ6 سنوات، وكذلك الرئاسة 7 سنوات.
ولم يشر الرئيس الغابوني إلى تحديد عدد الفترات التي يمكن أن يشغلها في المنصب السياسي، ما يعني أنه في ظل الوضع الحالي يحق للرؤساء والنواب البرلمانيين، الترشح للمناصب مرات عدة كما يحلو لهم.
وقال بونغو في تغريدة له على «تويتر» مساء (الاثنين): «استجاب العديد من أحزاب المعارضة والأغلبية لدعوتي للمشاركة في استشارة حول العملية الانتخابية في الغابون»، مشيراً إلى عرض مقترحه بـ«توحيد الفترات السياسية بـ5 سنوات».
المقترح الرئاسي، أثار جدلاً واسعاً بين مواطني الغابون. وفي تعليقه على تغريدة بونغو، دعا السياسي المعارض جون أغونفا رئيس البلاد إلى «أن يترك السلطة»، في إشارة إلى أن تخفيض فترة الولاية الرئاسية لن يحل أزمة تداول السلطة. في حين اعتبر البعض، ومنهم السياسي جورج لويد مينست، أن مقترح بونغو «دليلٌ على القوة والشجاعة»، وأيدته كاليفا روسيلوت، قائلة: «أوافقك تماماً على ما قدمته».
وصل الابن بونغو إلى السلطة عام 2009، عقب انتخابات رئاسية فاز فيها بـ42 في المائة من الأصوات، في حين حاز ولاية ثانية عبر انتخابات عام 2016، عندما أعيد انتخابه بعد حصوله على 49.80 في المائة من الأصوات، متقدماً على منافسه المعارض جان بينغ الذي حصل بدوره على 48.23 في المائة من الأصوات، وسط احتجاجات للمعارضة بحجة «التزوير».
ولا يعول الدكتور العيد دحماني، أستاذ العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة في جامعة الأغواط - عمار ثليجي بالجزائر، على مقترح بونغو في تداول السلطة في الغابون، أو تحقيق تقدم ديمقراطي حقيقي، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الغابون مثل غالبية النظم السياسية الأفريقية، تملك حكما سلطويا يقوم على التعبئة الجماهيرية لكسب التأييد، ويرتبط في بعض الأحيان بالمنظمات المساعدة كالحزب الوحيد أو الأحزاب الموالية»، مؤكداً أن «تغيير هذا النمط يستلزم إجراءات كبيرة من بينها تحديد الولاية الرئاسية بفترتين مثلاً، والسماح للأحزاب السياسية بحرية الممارسة الديمقراطية، ومن دون ذلك لا يمكن النظر إلى الأمر باعتباره تغيراً جوهرياً».
ورغم ذلك يتوقع الخبير في الشأن الأفريقي، انتخابات رئاسية قوية في أغسطس، في ظل رغبة واضحة من المعارضة بدور قوي وعدم تكرار تجربة 2016 عندما خسرت بفارق ضئيل، ما يعني أن ترشح علي بونغو لا يعني بالضرورة فوزه بالانتخابات.
وقبل نحو 4 أعوام، استغل عسكريون معارضون غياب بونغو عن الغابون في رحلة علاجية في الخارج لبضعة أشهر، فأعلنوا في يناير (كانون الثاني) 2019، تشكيل «مجلس وطني للإصلاح» من أجل «استعادة الديمقراطية»، لكن بعد ساعات قليلة من هذا التحرك، أعادت قوات الأمن السيطرة على الوضع وأوقفت «المتمردين»، معيدة الهدوء إلى البلاد.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مرتزقة روس يغادرون بوركينا فاسو للدفاع عن كورسك

شاحنات عسكرية روسية متضررة بسبب قصف القوات الأوكرانية لمنطقة كورسك (أ.ب)
شاحنات عسكرية روسية متضررة بسبب قصف القوات الأوكرانية لمنطقة كورسك (أ.ب)
TT

مرتزقة روس يغادرون بوركينا فاسو للدفاع عن كورسك

شاحنات عسكرية روسية متضررة بسبب قصف القوات الأوكرانية لمنطقة كورسك (أ.ب)
شاحنات عسكرية روسية متضررة بسبب قصف القوات الأوكرانية لمنطقة كورسك (أ.ب)

غادر مرتزقة روس بوركينا فاسو التي كانوا قد تمركزوا فيها مؤخراً، وعادوا للدفاع عن مدينة كورسك الروسية التي تتعرض لهجوم تشنه القوات الأوكرانية، حسبما قال قائد مجموعتهم لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد قائد لواء «الدببة» فيكتور يرمولاييف في مقابلة عبر تطبيق «تلغرام»، الجمعة، تقريراً أوردته صحيفة «لوموند الفرنسية» أفاد بأن بعضاً من عناصره عادوا للقتال في روسيا.

وقال القائد الملقب «جيداي»: «رأينا أن الأوكرانيين اختاروا الحرب. الحرب مهنتنا (...) لا يوجد شرف للمقاتل الروسي أعظم من الدفاع عن الوطن الأم».

وقبل أيام، أشار لواء «الدببة» على تطبيق «تلغرام» إلى أنه «بسبب الأحداث الأخيرة، يعود اللواء إلى شبه جزيرة القرم» التي ضمتها روسيا عام 2014.

وبعد أشهر من التراجع في مواجهة تقدم القوات الروسية في شرق أراضيها، نقلت أوكرانيا القتال إلى الأراضي الروسية عندما شنت في السادس من أغسطس (آب) هجوماً غير مسبوق على نطاق واسع في منطقة كورسك الحدودية.

وهذا الهجوم الذي لا يزال جارياً، فاجأ روسيا التي لم تشهد هذا العدد الكبير من القوات المعادية على أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية.

ووفقاً لتقديرات مختلفة أكدها مصدر أمني غربي لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد غادر بوركينا فاسو نحو 100 من أصل حوالي 300 مرتزق، وهو رقم أكده أيضاً «جيداي».

وأوضح «سيبقى البعض، بالطبع. لدينا قواعد وممتلكات ومعدات وذخيرة. لن نعيد كل شيء إلى روسيا».