مسلحون يقتحمون المستشفى المقيمة به الطفلة السورية آية

مسؤول يشير لمحاولة خطفها من قبل ممرضة

الطفلة آية التي عثر عليها مقيدة بحبلها السري تحت أنقاض منزل بسوريا في أعقاب الزلزال (أ.ف.ب)
الطفلة آية التي عثر عليها مقيدة بحبلها السري تحت أنقاض منزل بسوريا في أعقاب الزلزال (أ.ف.ب)
TT

مسلحون يقتحمون المستشفى المقيمة به الطفلة السورية آية

الطفلة آية التي عثر عليها مقيدة بحبلها السري تحت أنقاض منزل بسوريا في أعقاب الزلزال (أ.ف.ب)
الطفلة آية التي عثر عليها مقيدة بحبلها السري تحت أنقاض منزل بسوريا في أعقاب الزلزال (أ.ف.ب)

قال مسؤول في مستشفى عفرين، الواقعة شمال سوريا اليوم (الثلاثاء)، إن مسلحين اقتحموا المستشفى، حيث تتلقى الطفلة السورية آية الرعاية بعد ولادتها تحت أنقاض منزل عائلتها الذي دمره الزلزال، مضيفاً أن المهاجمين ضربوا مدير المستشفى.
ونفى المسؤول لوكالة «أسوشييتد برس» تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أن الهجوم الذي وقع ليلة الاثنين كان محاولة لخطف الرضيعة.
وكانت آية في المستشفى منذ ساعات بعد زلزال 6 فبراير (شباط)، الذي ضرب تركيا وسوريا. وتمت متابعة آية، التي أُطلق عليها (الطفلة المعجزة)، عن كثب منذ ولادتها ويعرض أشخاص، من جميع أنحاء العالم، المساعدة بتبنيها. وكانت آية، وهو الاسم الذي أطلقه عليها طاقم المستشفى، العضو الوحيد في أسرتها، الذي نجا من الزلزال، الذي ضرب بلدة جنديرس، إذ ماتت والدتها ووالدها وأربعة من أشقائها في الكارثة.

وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، إن مدير المستشفى اشتبه في أن ممرضة كانت تلتقط صوراً لآية، كانت تخطط لخطفها وطرده من المستشفى. وعادت الممرضة بعد ساعات برفقة مسلحين اعتدوا بالضرب على المدير. وكانت زوجة المدير ترضع آية رضاعة طبيعية.
ولدى وصولهم إلى المستشفى، قال المسلحون لضباط الشرطة الذين يحمون الفتاة إنهم كانوا يلاحقون المدير لإطلاق النار على صديقهم. وقال المسؤول إنهم قالوا إنهم غير مهتمين بآية. ووفقاً لـ«أسوشييتد برس»، فقد ظهر عديد من الأشخاص وهم يزعمون أنهم من أقارب آية، مما دفع رجال الشرطة المحليين لحراستها.

توفيت والدة آية، واسمها عفراء أبو هدية، بعد ولادتها في أعقاب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، الذي ضرب تركيا وسوريا. وكان أحد رجال الإنقاذ قد قطع الحبل السري بسكين، وانتشلها من تحت الأنقاض.
وقد تتمكن آية من مغادرة المستشفى، اليوم الثلاثاء، أو غداً (الأربعاء)، بحسب عمها صالح البدران. وقال لـ«أسوشييتد برس» إن خالة الطفلة، التي أنجبت أخيراً ونجت من الزلزال، ستتولى تربية آية.

واكتشف عمال الإنقاذ في بلدة جنديرس، بشمال سوريا، الطفلة ذات الشعر الأسود الداكن بعد أكثر من 10 ساعات من وقوع الزلزال، بينما كانوا يحفرون وسط حطام المبنى السكني المكون من 5 طوابق، حيث كان يعيش والداها.
وأدى الزلزال المدمر، الذي أعقبته سلسلة من الهزات التي ضربت جنوب شرقي تركيا وشمال سوريا، إلى تحويل عديد من البلدات والمدن التي يسكنها الملايين إلى حطام، كما قُتل أكثر من 35 ألف شخص، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير مع عثور فرق البحث على مزيد من الجثث. ودمر الزلزال عشرات الوحدات السكنية في بلدة جنديرس، حيث تعيش عائلة آية منذ عام 2018.
وقال البدران، عم آية، إن والد الطفلة، واسمه عبد الله تركي مليحان، كان في الأصل من قرية خشام في محافظة دير الزور الشرقية، لكنه غادر في عام 2014 بعد أن استولى تنظيم «داعش» على قريتهم.



ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».