ترقب سريان الهدنة الإنسانية في اليمن.. ودعوة لعودة السفراء إلى عدن

محافظ عدن لـ «الشرق الأوسط»: رصد إيرانيين في لحج واعترافات حوثية بتدريبهم في التواهي

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال لقائه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الرياض أمس بحضور نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحاح («الشرق الأوسط»)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال لقائه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الرياض أمس بحضور نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحاح («الشرق الأوسط»)
TT

ترقب سريان الهدنة الإنسانية في اليمن.. ودعوة لعودة السفراء إلى عدن

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال لقائه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الرياض أمس بحضور نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحاح («الشرق الأوسط»)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال لقائه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الرياض أمس بحضور نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحاح («الشرق الأوسط»)

تبدأ اليوم الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها قيادة قوات تحالف «إعادة الأمل»، لوقف الأعمال العسكرية في اليمن، وذلك استجابة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لرسالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لتفعيل توزيع الأعمال الإغاثية والطبية. ويأتي ذلك فيما طالب الرئيس هادي المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى زيارة عدن بعد تحريرها والوقوف على حجم الدمار الذي لحق بها جراء الأعمال التخريبية للمتمردين. وفي المقابل أكد عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان، أن مجلس التعاون الخليجي رحب بفكرة عودة السفراء إلى عدن.
إلى ذلك، قال نايف البكري محافظ عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن المقاومة اليمنية رصدت عددا من الإيرانيين دربوا الحوثيين على الأسلحة، ورصدت الكثير من الأجهزة الذين كانوا بحوزتهم. وتأتي تصريحات البكري تأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي من شهادات ليمنيين أكدوا وجود عناصر إيرانية في صفوف الحوثيين.
ومن جانبه، أوضح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال استقباله إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي الخاص لليمن، أمس في الرياض، أن مدينة عدن بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أصبحت تستقبل وبشكل طبيعي المساعدات الإنسانية والإغاثية والدوائية القادمة من المنظمات الدولية المختصة والدول الشقيقة.
وأشار هادي إلى أنه «استشعارا منا لحاجة مناطق أخرى في الوطن للمساعدات، دعونا إلى هدنة أخرى بدأت مساء أمس، لضمان وصول المساعدات لأبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات، مطالبًا الميليشيات الحوثية وصالح احترام هذه الهدنة».
وعرض الرئيس هادي مع المبعوث الأممي لليمن، الأوضاع الحالية في اليمن بشكل عام، خصوصا محافظة عدن بعد تمكن المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للشرعية تحريرها من الميليشيات الحوثية وصالح، بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف.
ووجهة الرئيس اليمني، الدعوة إلى المبعوث الأممي لليمن، زيارة محافظة عدن بعد تحريرها والوقوف على حجم الدمار الذي لحق بها جراء الحرب من قبل تلك الميليشيات المتمردين على الشرعية. في المقابل، عبر ولد الشيخ أحمد عن رغبته وتمنيه أن يزور محافظة عدن في القريب العاجل وأن يتحقق السلام في اليمن بعد وقف دائم لإطلاق النار، ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني والعودة للحوار في إطار تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وحضر اللقاء بين هادي وولد الشيخ أحمد عدد من المسؤولين، على رأسهم خالد بحاح نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء.
من جهة أخرى، أوضح وزير حقوق الإنسان اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أنه بحث مع الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عودة الدبلوماسيين إلى مدينة عدن، وذلك بعد أن جرى تحريرها من قبل الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع صالح. وناقش الأصبحي والزياني إمكانية عودة الدبلوماسيين خلال لقاء بينهما في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض.
وقال الأصبحي في اتصال هاتفي، إنه تلقى ترحيب من الدكتور الزياني، على عودة السفراء إلى مدينة عدن، بعد تحريرها، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن الزياني «متفق بشكل إيجابي، وعبر عن رأيه أن محافظة عدن تعد في أحسن حالاتها الأمنية في الوقت الحالي». وأشار الأصبحي إلى أن اللقاء تطرق إلى مسألة الإغاثة وتفعيل دور دول التحالف في العمل سويا، على أن تكون محافظة عدن هي المحطة الرئيسية لدور الإغاثة باليمن.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن أمله في أن تحترم القوى المناوئة للشرعية الهدنة الإنسانية التي أعلنتها قيادة التحالف العربي أول من أمس، بناء على طلب الرئيس اليمني، مؤكدا أن احترام الهدنة سيعني وقف نزيف الدماء اليمنية، ويتيح للمنظمات الإنسانية إيصال مساعدات الإغاثة إلى كل المحافظات بعد إعادة تشغيل مطار عدن ومينائها من قبل الحكومة اليمنية بعد تحريرهما. ودعا الزياني أمس منظمات الإغاثة الإنسانية إلى تكثيف مساعداتها من أجل رفع المعاناة عن الشعب اليمني.
إلى ذلك، أوضح نايف البكري، محافظ عدن، لـ«الشرق الأوسط»، أن «محافظة لحج تخوض أشرس المعارك اليوم (أمس)، وذلك بعد سيطرة المقاومة الشعبية على الجزء الأكبر من المحافظة». وأكد سيطرة المقاومة الشعبية «على القصور الرئاسية هناك في أيديهم بعد هروب الميليشيات الحوثية، فيما تتجه أنظار المقاومة الشعبية، خلال الساعات المقبلة نحو قاعدة العند لتحريرها».
وقال البكري، إن عناصر المقاومة الشعبية، رصدوا الكثير من الإيرانيين في محافظة لحج، حيث اعترف آخرون ممن قبض عليهم من الميليشيات الحوثية في عدن والتواهي، أن عناصر إيرانية دربتهم على مختلف أنواع الأسلحة، وجرى ضبط الكثير من الأجهزة وبعض الأشرطة التي تعود إلى الإيرانيين.
وأشار محافظ عدن إلى أن قيادات الحوثيين في صنعاء وصعدة وغيرهما، يحرّضون المواطنين عبر مكبرات الصوت في الطرقات، للذهاب إلى عدن، لمواجهة المقاومة الشعبية هناك، حيث لا يزالون يستخدمون شعاراتهم.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.