فصيلة من الفطر تقوي الذاكرة عبر تنشيط نمو الأعصاب

الاكتشاف قد يساعد في علاج بعض الأمراض مثل ألزهايمر

الفطر يستخدم في أساليب الطب الشعبي بالدول الآسيوية منذ عقود (رويترز)
الفطر يستخدم في أساليب الطب الشعبي بالدول الآسيوية منذ عقود (رويترز)
TT

فصيلة من الفطر تقوي الذاكرة عبر تنشيط نمو الأعصاب

الفطر يستخدم في أساليب الطب الشعبي بالدول الآسيوية منذ عقود (رويترز)
الفطر يستخدم في أساليب الطب الشعبي بالدول الآسيوية منذ عقود (رويترز)

توصل فريق من الباحثين في أستراليا إلى أن أحد أنواع فطر عيش الغراب الصالحة للأكل تحتوي على مركب كيميائي ينشط نمو الأعصاب ويقوي الذاكرة، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية».
ويقول الباحث فريدريك مونير من معهد أبحاث المخ التابع لجامعة كوينزلاند الأسترالية، إن المركب النشط الذي تم اكتشافه في فطر عيش الغراب يحمل اسم «Hericium erinaceus».
وتركز الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية «Journal of Neurochemistry» المتخصصة في طب الأعصاب، على آليات عمل المركبات الكيميائية داخل فطر عيش الغراب على مستوى الجزيئات، وتأثيرها على وظائف المخ، لا سيما الذاكرة.
وأوضح مونير في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث الطبية، أن هذا المركب الكيميائي يمكن استخلاصه من أحد أنواع عيش الغراب يعرف باسم «عرف الأسد»، مضيفاً أن هذا الفطر يستخدم في أساليب الطب الشعبي بالدول الآسيوية منذ عقود.
https://twitter.com/medical_xpress/status/1624070428254781442?s=20&t=fdCmReqdx7FZL5D0aHl5tw
ويقول مونير إن «الاختبارات المعملية أثبتت أن فطر عرف الأسد له تأثير قوي على نمو خلايا المخ وتحسين الذاكرة». وأضاف: «لقد وجدنا أن المادة المستخلصة من فطر عرف الأسد تساعد في نمو الخلايا العصبية واتصالها مع الخلايا المجاورة».
وأكد الباحث رامون مارتينيز مارمول، الذي شارك في إجراء الدراسة، أن هذا الاكتشاف يمكن أن يساعد في علاج بعض الأمراض التي تؤدي إلى تدهور الوظائف الذهنية مثل الزهايمر.



التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».