أنطاكيا: رائحة الموت تطفو بين أنقاض المدينة المدمرة

صورة التُقطت أمس الأحد تُظهر استمرار البحث عن أشخاص وسط المباني التي دمرها الزلزال في أنطاكيا بتركيا (أ.ب)
صورة التُقطت أمس الأحد تُظهر استمرار البحث عن أشخاص وسط المباني التي دمرها الزلزال في أنطاكيا بتركيا (أ.ب)
TT

أنطاكيا: رائحة الموت تطفو بين أنقاض المدينة المدمرة

صورة التُقطت أمس الأحد تُظهر استمرار البحث عن أشخاص وسط المباني التي دمرها الزلزال في أنطاكيا بتركيا (أ.ب)
صورة التُقطت أمس الأحد تُظهر استمرار البحث عن أشخاص وسط المباني التي دمرها الزلزال في أنطاكيا بتركيا (أ.ب)

بعد الزلزال، تدفن تركيا موتاها في حالة من الفوضى. وفي مدينة أنطاكيا التركية، بعد أسبوع من الزلزال، تصطفّ القبور في مقبرة مؤقتة، حيث تطفو رائحة الموت من بين الأنقاض. ومن المباني المنهارة، لم يسحب رجال الإنقاذ شيئاً تقريباً سوى الجثث، وفق تقرير نشرته، اليوم الاثنين، صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
يقوم رجال الإنقاذ بانتشال الجثث من الحطام حاملين المتوفى في بطانية. بالقرب من مواقع البحث، تنتظر الجثث ملفوفة في أكياس سوداء مخصصة لها، لتأتي سيارة دفن الموتى لأخذها.
يروي إبراهيم، وهو أحد الناجين من الزلزال، أهوال الساعات الأولى من الكارثة، لصحيفة «لوفيغارو»: «ألقيت الجثث على جانب الطريق، مكدَّسة فوق بعضها البعض. لم يأت أحد لاصطحابها. تتجول عربات الجنازات الآن في المدينة، مع صفارات الإنذار والأضواء الساطعة الخضراء المميزة، ولكن في كثير من الأحيان يكون أقارب الضحايا أو جيرانهم هم المسؤولين عن نقل الموتى».
عند منعطف الأزقّة، يتلو إمام صلاة، ويحفر الحفارون، ويحمل حفارو قبور مرهَقون معاولهم على أكتافهم. عند المدخل تفرغ سيارات الموتى باستمرار أكياساً جديدة للجثث. امرأة جالسة على حافة جدار منخفض، تبكي بلا توقف. ويحاول مسؤولون من رئاسة الشؤون الدينية أُوفدوا إلى مكان الحادث تنظيم الدفن وتسجيل هوية المتوفى رغم الارتباك الذي يسود.
لكن مقابر أنطاكيا لم تعد كافية، وفقاً للتقرير. على أطراف المدينة، في حي نارليكا الفقير، جرى الاستيلاء على حقل لدفن الموتى الذين لم يأت أي من الأقارب للمطالبة بجثثهم. يقول متين، طبيب المدينة: «هذا ضرورة. إذا لم نفعل ذلك، لكان الأمر أسوأ بكثير»، في حين أن المياه لا تزال مقطوعة، لم يعد هناك صرف صحي، والأوبئة تهدد.
الطريق مزدحم بعربات الجنازات وسيارات الإسعاف ومركبات إنفاذ القانون. أدناه، في نهاية طريق ترابي، اصطفّت عشرات الجثث. وقد دُفن المئات منها بالفعل. ويمنع جندي التصوير قائلاً إن منع التصوير هو بأوامر واضحة من المحافظ.
يرى التقرير، من ثم، أن الصحافة غير مرحَّب بها، إذ يقول موظف حكومي: «الناس في حالة سيئة بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، إذا رأوا هذه الصور على شبكات التواصل الاجتماعي، فقد يؤدي ذلك إلى إحباطهم بشكل خطير». وفي حين تستمر آلات البناء في قلب الأرض، وتحسباً لوقوع خسائر فادحة إضافية، يجري إعداد مقابر جديدة.



أكثر من 800 مجموعة مالية أوروبية تتعامل مع شركات مرتبطة بمستوطنات إسرائيلية

وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)
وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)
TT

أكثر من 800 مجموعة مالية أوروبية تتعامل مع شركات مرتبطة بمستوطنات إسرائيلية

وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)
وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)

أظهرت دراسة أجرتها منظمات للمجتمع المدني، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 800 مؤسسة مالية أوروبية لها علاقات تجارية بشركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية.

ووفقاً لـ«رويترز»، وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل، ويأمل بعض المستوطنين أن يساعدهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في تحقيق حلم فرض السيادة على الضفة الغربية التي يعدها الفلسطينيون محور دولة لهم في المستقبل.

وأدى العنف المتزايد للمستوطنين إلى فرض عقوبات أميركية، وقالت بعض الشركات إنها ستوقف أعمالها في الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد تقرير تحالف منظمات «لا تشتري من الاحتلال» بأن 822 مؤسسة مالية في المجمل أقامت علاقات هذا العام مع 58 شركة «ضالعة بنشاط» في المستوطنات الإسرائيلية ارتفاعاً من 776 مؤسسة في 2023.

ودعت منظمات المجتمع المدني إلى تشديد التدقيق وسحب الاستثمارات إذا لزم الأمر.

وقال أندرو بريستون، من منظمة المساعدات الشعبية النرويجية، وهي واحدة من 25 منظمة مجتمع مدني أوروبية وفلسطينية أجرت البحث: «المؤشر هو أن الأمور تسير في الاتجاه الخطأ».

وقال لنادي جنيف للصحافة حيث قُدم التقرير: «نرى أنه يجب على المؤسسات المالية الأوروبية معاودة تقييم نهجها بشكل عاجل تجاه الشركات الضالعة في الاحتلال غير القانوني».

ولم ترد وزارة المالية الإسرائيلية بعد على طلب للتعليق.

ويبلغ طول الضفة الغربية نحو 100 كيلومتر وعرضها 50، وتقع في لب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ استيلاء إسرائيل عليها في حرب عام 1967.

وتعد معظم الدول الضفة الغربية أرضاً محتلة، وأن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو الموقف الذي أيدته أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في يوليو (تموز).

وأفاد التقرير بأن بنوكاً كبرى منها «بي إن بي باريبا» و«إتش إس بي سي» من بين الشركات الأوروبية المدرجة على القائمة. ولم ترد البنوك بعد على طلب للتعليق.

وأفاد التقرير بأن الشركات الضالعة بنشاط في المستوطنات وعددها 58 تشمل شركة كاتربيلر لصناعة الآلات الثقيلة، بالإضافة إلى موقعي السفر «بوكينغ» و«إكسبيديا». ولم ترد أي من هذه الشركات بعد على طلب للتعليق.

وقالت «بوكينغ» في وقت سابق إنها حدثت إرشاداتها لمنح العملاء مزيداً من المعلومات لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المناطق المتنازع عليها والمتأثرة بالصراع. وقالت «إكسبيديا» إن أماكن الإقامة الخاصة بها محددة بوضوح على أنها مستوطنات إسرائيلية تقع في الأراضي الفلسطينية.

وكثير من الشركات المذكورة في التقرير، ولكن ليس كلها، مدرج أيضاً في قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات التي تتعامل مع المستوطنات الإسرائيلية.

وذكر التقرير أن بعض المؤسسات المالية سحبت استثماراتها من شركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك صندوق التقاعد النرويجي (كيه إل بي).