خبراء: توقعات حدوث زلزال بمصر اجتهادات «غير علمية»

روجها عالم هولندي وانتشرت على نطاق واسع

صورة من قناة اليوتيوب الخاصة بالعالم الهولندي
صورة من قناة اليوتيوب الخاصة بالعالم الهولندي
TT

خبراء: توقعات حدوث زلزال بمصر اجتهادات «غير علمية»

صورة من قناة اليوتيوب الخاصة بالعالم الهولندي
صورة من قناة اليوتيوب الخاصة بالعالم الهولندي

مجدداً عاد العالم الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي ارتبط اسمه بالتنبؤ بوقوع زلزال تركيا، بإثارة الجدل، بعد أن تحدث في فيديو بثه على قناته بموقع «يوتيوب» عن زلازل قادمة ستحدث في عدة دول عربية، من بينها مصر.
ويعتمد العالم الهولندي في توقعاته على الربط بين النشاط الزلزالي في منطقة ما، وحركة القمر واقترانه بالكواكب، حيث يعتبر مثلاً أن اقتران القمر مع المشتري، يمكن أن يساعد على حدوث زلزال، وبناء على حساباته، قال إن «مصر ولبنان ستكونان عرضة لزلازل، لكن لا يمكن تحديد إن كانت ستقع في الأسبوع المقبل أو بعد 5 سنوات أو عشر سنوات».
جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المصرية وصف هذا الكلام بـ«المرسل غير العلمي»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الكلام وفقاً للمتخصصين «من باب التنجيم».
وأضاف القاضي: «الشيء الوحيد المثبت عن علاقة القمر بالأرض، هو ظاهرة المد والجزر، التي تنشط عدما يكون القمر بدراً، أما الحديث عن أي شيء آخر، فهو تنجيم، وكذب المنجمون ولو صدفوا».
واتفق شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، مع ما ذهب إليه القاضي، مؤكداً أن «العالم الهولندي يحاول استغلال حدث زلزال تركيا، للترويج لنظريات غير علمية على الإطلاق».
وقال الهادي: «عندما يتحدث هذا العالم أن مصر ولبنان ستكونان عرضة لزلازل خلال الأسبوع المقبل أو بعد 5 سنوات أو عشر سنوات، فهو لم يأتِ بأي جديد، لأننا نسجل يومياً زلازل يكون مصدرها شرق المتوسط أو خليج السويس وخليج العقبة، لكننا لا نعلن إلا عن الزلازل متوسطة وكبيرة القوة، وأغلبها لا يكون له تأثير كبير».
وتحدث الزلازل التي يكون مصدرها خليج السويس أو خليج العقبة، بسبب أن البحر الأحمر الذي تكون قبل 40 مليون عام، بدأ قبل 5 ملايين سنة، في تشكيل خليج السويس وخليج العقبة، وما زال النشاط التكتوني المصاحب لعملية تشكل الخليجين، يحدث من حين لآخر، محدثاً زلازل عادة لا تكون خطيرة، كما يوضح الهادي.
ويضيف أن «وتيرة الزلازل التي تشهدها تلك المنطقة تكون قليلة، ويكون أشدها في حدود 5 درجات بمقياس ريختر».
أما الزلازل الأكثر حدوثاً، فمصدرها شرق المتوسط، ويكون مصدرها بعيداً عن مصر، ويقتصر تأثيرها على مجرد شعور البعض بها، دون أن تحدث أي أضرار، وسبب هذه الزلازل أن «الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أفريقيا، وهي عبارة عن طبقة عملاقة طولها يصل لـ125 كم تحت اليابسة و25 كم تحت المياه، عندما تصطدم وتغوص تحت الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أوروبا، في بعض المناطق مثل (فالق شرق الأناضول) و(جزيرة كريت باليونان) تتكون مناطق ضعف في شكل أخوار وخنادق يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، تستمر في دفع بعضها بعضاً، ولكنها لا تتحرك، وبعد فترة من الزمن تتكسر الصخور بسبب قوة الضغط المتراكم مسببة حدوث الزلازل».
ويخلص الهادي من ذلك إلى القول: «95 في المائة من الزلازل يكون مصدرها مناطق معروف نشاطها الزلزالي، مثل المنطقة التي حدث بها زلزال تركيا، والـ5 في المائة الباقية تحدث من مناطق غير معروف عنها هذا النشاط، مثل الزلزال الذي شهدته مصر قبل 30 عاماً، وكان مصدره منطقة دهشور بالجيزة، ولم تحدث أي زلازل مصدرها تلك المنطقة منذ ذلك التاريخ».
من جانبه، يطالب زكريا هميمي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة بنها، بعدم تداول مثل هذا الكلام غير العلمي، الذي يشيع الفزع والخوف بين الناس.
واتفق مع ما ذهب إليه الهادي، من أن أغلب الزلازل التي تشهدها مصر «ليست خطيرة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «منطقة خليج العقبة وخليج السويس، ليس بها تصادم بين الصفائح التكتونية، لذلك فإن الطاقة التي تخرجها الزلازل ليست كبيرة، بحيث يكون لها تأثير ضار، وعلى الجانب الآخر، فإن زلازل شرق المتوسط، يكون مصدرها بعيداً عن مصر، ويقتصر تأثيرها في أغلب الأحوال على شعور البعض بالهزة الأرضية».



مهرجان الرياض للمسرح ‬⁩يطلق دورته الثانية بـ20 عرضاً وتكريم السباعي

نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
TT

مهرجان الرياض للمسرح ‬⁩يطلق دورته الثانية بـ20 عرضاً وتكريم السباعي

نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)

انطلق، الأحد، مهرجان الرياض للمسرح بدورته الثانية، ويستمر لاثني عشر يوماً من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وشهد حفل افتتاح الدورة الثانية من المهرجان تكريم شخصية هذا العام؛ وهو الأديب والصحافي والمؤرخ الراحل أحمد السباعي، الذي اشتُهر بلقب «أبو المسرح السعودي»، وجَرَت تسميته شخصية العام في المهرجان؛ تقديراً لإسهاماته في إدخال المسرح السعودية وتطوير الفنون في المملكة.

وقُدِّم على خشبة مسرح مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بمدينة الرياض حيث يقام المهرجان، عرضٌ مسرحي يحكي انطلاقة المسرح في المملكة على يد الرائد أحمد السباعي، مطلع الستينات الميلادية من القرن العشرين.

والسباعي، المولود عام 1905، عمل، مطلع مشواره العملي، في قطاع التعليم، وشرع خلالها في الكتابة بصحيفة «صوت الحجاز»، التي تولّى رئاسة تحريرها لاحقاً، وأسس صحيفة «الندوة»، ثم مجلة «قريش» الأدبية.

ويسجَّل للسباعي أنه كان من أوائل الدائبين على إنشاء المسرح السعودي في بواكيره، وذلك في مطلع الستينات، واستقطب مدربين ذوي دراية وخبرة، للتمثيل من مصر، وجهز عرض الافتتاح، لكن محاولته لم تكلَّل بالنجاح وقتها، وتُوفي عام 1984. ‏

من حفل افتتاح المهرجان في دورته الثانية بالرياض (واس)

تطلعات طموحة للإبداع

تمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة. يشارك، في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج يشمل 3 ندوات، و6 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، وتتوزع العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر ويضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي ويضم 9 عروض.

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي للهيئة، إن مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية يمثل إنجازاً جديداً لمسيرة المسرح السعودي، وانطلاقة نحو آفاق مسرحية مشرقة. وأضاف: «يجسد المهرجان قيمنا المشتركة، ونهدف إلى أن يكون المسرح السعودي مسرحاً يعكس هويتنا وثقافتنا، في ظل دعم القيادة الرشيدة، ونسعى إلى تحقيق مزيد من النجاحات». وأفاد البازعي بأن المهرجان سيشهد مشاركة 20 عملاً مسرحياً في مسارين مختلفين، إضافة إلى 3 ندوات حوارية، و3 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، خلال 10 أيام من الإبداع المسرحي في تجربة ثرية واستثنائية. من جهته، أشار الدكتور راشد الشمراني، مدير المهرجان، إلى أن مهرجان الرياض للمسرح يمثل خطوة نوعية لتعزيز مكانة المسرح في المشهد الثقافي السعودي، موضحاً أن المهرجان يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية ودعمها، إلى جانب تطوير المحتوى المسرحي وتوسيع قاعدة الجمهور، بما يُعزز دور المسرح بوصفه منصة للحوار والتواصل الإنساني، ويسهم في بناء مجتمع واعٍ بفنون الأداء والمسرح. وخلال الحفل، جرى تكريم لجنة الفرز والمشاهدة في المهرجان التي كان لها دور بارز في الدورة الحالية، وضمت نخبة من الأسماء وهم: حمد الرميحي، وعبد الناصر الزاير، وعبد الله ملك، والدكتور عزيز خيون، والدكتور خالد أمين. ويشهد المهرجان عرض مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان، والقادمة من 8 مدن، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات الثقافية؛ منها ندوات وقراءات نقدية وورشة عمل، كما سيقدم المهرجان عروضاً يومية متنوعة وثقافية تعكس التنوع والإبداع.