مصر تعزز شراكتها مع البنك الدولي بتوسيع برامج «الحماية الاجتماعية»

أكدت أولوية العمل على تحسين «معيشة المواطنين»

وزيرة التعاون الدولي في مصر خلال مباحثات مع نائب رئيس مجموعة البنك الدولي للتنمية البشرية (مجلس الوزراء المصري)
وزيرة التعاون الدولي في مصر خلال مباحثات مع نائب رئيس مجموعة البنك الدولي للتنمية البشرية (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تعزز شراكتها مع البنك الدولي بتوسيع برامج «الحماية الاجتماعية»

وزيرة التعاون الدولي في مصر خلال مباحثات مع نائب رئيس مجموعة البنك الدولي للتنمية البشرية (مجلس الوزراء المصري)
وزيرة التعاون الدولي في مصر خلال مباحثات مع نائب رئيس مجموعة البنك الدولي للتنمية البشرية (مجلس الوزراء المصري)

تعزز مصر من شراكتها مع البنك الدولي بتوسيع برامج «الحماية الاجتماعية». وتؤكد مصر «استمرار العمل على تحسين (معيشة المواطنين)». وأشارت وزيرة التعاون الدولي في مصر، رانيا المشاط، إلى «الجهود الجارية للتوسع في الحماية الاجتماعية ليشمل المزيد من الأسر المصرية لمواجهة تداعيات التطورات الاقتصادية العالمية على الفئات الأقل دخلاً».
واتخذت الحكومة المصرية في السابق «حزمة حماية اجتماعية» لمجابهة الأزمة الاقتصادية العالمية، والغلاء في مصر، شملت «رفع الحد الأدنى للأجور، ودعم البطاقات التموينية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية». وتؤكد الحكومة المصرية من وقت لآخر «توفر احتياطي (آمن) من السلع الاستراتيجية».
وعقدت وزيرة التعاون الدولي في مصر مباحثات ثنائية (السبت) مع نائب رئيس مجموعة البنك الدولي للتنمية البشرية، مامتا مورثي، بحضور المديرة الإقليمية لمصر واليمن وجيبوتي بالبنك الدولي مارينا ويس، والفريق الفني للبنك الدولي، وفريق عمل وزارة التعاون الدولي، لتعزيز «التعاون وتلبية أولويات الدولة المصرية التنموية والوقوف على تطورات الشراكات الجارية بين الجانبين».
وأكدت رانيا المشاط: «العلاقات القوية والشراكة (طويلة الأمد) التي تربط الحكومة المصرية بالبنك الدولي وذراعه التمويلية للقطاع الخاص (مؤسسة التمويل الدولية)، التي تتنوع في العديد من المجالات، وأهمية التقرير الديموغرافي الذي صدر مطلع الأسبوع الحالي، ويرصد أولويات رئيسية من بينها، دعم خطة الدولة المصرية لضبط معدلات الزيادة السكانية، والحد من الخروج من التعليم، وزيادة جهود تمكين المرأة، والتوسع في برامج الحماية الاجتماعية، وتحسين الحوكمة في برامج السكان».
ولفتت إلى أن «التنمية البشرية وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري، يُعد أحد محاور الشراكة الاستراتيجية بين مصر ومجموعة البنك الدولي للخمس سنوات المقبلة، وفي إطار هذه الشراكة، تم تنفيذ العديد من الشراكات والبرامج في مجالات الرعاية الصحية، وتطوير التعليم، وشبكات الحماية الاجتماعية، والأمن الغذائي، وتحسين مستوى معيشة المواطنين».
وفي يوليو (تموز) الماضي، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجموعة قرارات تضمنت «ضم مليون أسرة مصرية إلى برنامج (تكافل وكرامة)، ليتجاوز حجم المستفيدين من البرنامج 20 مليون مواطن على مستوى ربوع البلاد».
ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري» (السبت)، فقد بحثت الوزيرة رانيا المشاط مع نائب رئيس مجموعة البنك الدولي، المشروعات الجارية بين الجانبين في مجالات التنمية البشرية المختلفة، ومن بينها «دعم الجهود المصرية في تطبيق التأمين الصحي الشامل، وتطوير التعليم».
وقالت وزيرة التعاون الدولي في مصر إن «الشراكات الجارية مع مجموعة البنك الدولي تتضمن العديد من المشروعات في مجالات التنمية البشرية المختلفة، من بينها المشروع الجاري للحماية الاجتماعية بقيمة 900 مليون دولار، وتمويل الإسكان الاجتماعي بقيمة مليار دولار، ومشروع تطوير خدمات الصرف الصحي في المناطق الريفية بقيمة 850 مليون دولار، ومشروع تطوير التعليم بقيمة 500 مليون دولار».
وبحسب «مجلس الوزراء المصري»، فقد ناقشت الوزيرة المصرية «مساهمة مجموعة البنك الدولي في تعزيز جهود الأمن الغذائي لتحسين القدرة على مواجهة (التداعيات الخارجية)، وزيادة السعات التخزينية للحبوب الاستراتيجية مثل القمح».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».