المقاومة تسيطر على صبر في لحج.. و«السهم الذهبي» تنطلق إلى «العند»

طيران التحالف يدك معاقل المتمردين في باب المندب والمخا

المقاومة تسيطر على صبر في لحج.. و«السهم الذهبي» تنطلق إلى «العند»
TT

المقاومة تسيطر على صبر في لحج.. و«السهم الذهبي» تنطلق إلى «العند»

المقاومة تسيطر على صبر في لحج.. و«السهم الذهبي» تنطلق إلى «العند»

حققت المقاومة الشعبية الجنوبية مسنودة بالقوات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، نصرًا جديدًا، وذلك بسيطرتها على مدينة صبر، ثاني مدن محافظة لحج ومركزها الإداري، حيث تمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على المدينة، الواقعة بين الحوطة، عاصمة المحافظة، وعدن، المدينة التي تقع فيها المكاتب السيادية والإدارية للسلطة المحلية بالمحافظة. وقالت مصادر في لحج لـ«الشرق الأوسط» إن مكتب المحافظ والمكاتب الحكومية الأخرى وتقاطع طريق الوهط، باتت تحت سيطرت المقاومة. وأضافت المصادر أن المرحلة الثالثة من عملية «السهم الذهبي» التي حررت عدن، الأسبوع الماضي، سوف تنطلق خلال الساعات القليلة المقبلة، وتدور اشتباكات عنيفة قرب قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية، فيما تؤكد المصادر أن الاشتباكات وصلت إلى داخل القاعدة، بعد أن كانت تدور اليومين الماضيين في محيطها.
وتقول القوات الموالية لهادي إنها تسعى إلى استعادة السيطرة على القاعدة العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون منذ بضعة أشهر، وتشارك في هذه المعارك قوات عسكرية يمنية تدربت في الخارج، إلى جانب إسناد جوي من قبل قوات التحالف، وتوقعت المصادر سقوط قاعدة العند في غضون أقل من أربع وعشرين ساعة بيد القوات الموالية لهادي والمقاومة الشعبية.
وبدوره، أكد قائد المنطقة الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي، أن لحج باتت على وشك تحريرها لتصبح المحافظة التالية بعد عدن. وجدد ﺍﻟﻴﺎﻓﻌﻲ تأكيده عدم وجود أي ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﺇﻟﻰ عدن، موضحا أن ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ لن تكتفي بالوضع الحالي، بل ﺳﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ إخراج ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ من ﻛﻞ المحافظات، بعدما أصبحت ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ الممتدة ﻣﻦ عدﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ المندب ﻣﺤﺮﺭﺓ. وأردف أن عدن باتت ﺁﻣﻨﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺓ، ﻭأن اﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ شرعت في تشغيل ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ لتطبيع ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ.
وفي محافظة الضالع الجنوبية، قال مسؤول محلي لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيات الحوثي في قعطبة تحتجز منذ صبيحة الجمعة ثلاث قاطرات تضم أغذية مدرسية مقدمة من «يونيسيف» إلى الضالع. ولقي 6 من مسلحي الحوثي وصالح مصرعهم أول من أمس في عملية نوعية للمقاومة الشعبية استهدفت طقما لميليشيات الحوثي وصالح في مدخل مدينة قعطبة شمال مدينة الضالع.
وقالت مصادر في المقاومة في لحج والضالع، الواقعتين شمال عدن، إﻥ جماعات من ميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ وصالح، ﻓﺮﺕ من منطقتي اللحوم وجعولة في ﺩﺍﺭ سعد شمال مدينة عدن، فجر أمس، إﻟﻰ ﻣنطقة ﺍﻟﻔﻴﻮﺵ ﻓﻲ محافظة لحج بعد ﻏﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﻭﻣﻌﺎﺭﻙ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
من ناحية ثانية، قالت مصادر محلية مطلعة في محافظة أبين اليمنية الجنوبية (شرق عدن)، لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، تعمل على إعادة تجميع صفوفها في المحافظة المتاخمة لعدن.
وأشارت المصادر إلى أن تحركات لتلك القوات، توحي بأنها تخطط لشن هجوم جديد على عدن. وحسب شهود عيان، تقوم تلك القوات بمهاجمة بعض القرى والبلدات الصغيرة الآهلة بالسكان وتستحدث بعض المواقع فيها، كما حدث مع القرية التي ينتمي إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي (عزان)، في منطقة الخديرة، بمديرية الوضيع، محافظة أبين، رغم أن المعلومات متضاربة بشأن سيطرت الحوثيين عليها. وذكرت مصادر «الشرق الأوسط» أن عملية إعادة تجميع قوات الحوثيين وصالح في أبين، جاءت عقب حصولهم على تعزيزات عسكرية كبيرة، وصلت إليهم عبر منطقة مكيراس، الواقعة بين محافظتي أبين (الجنوبية) والبيضاء (الشمالية)، وذلك رغم تكثيف قوات التحالف، خلال الأيام الثلاثة الماضية، لغاراته التي تستهدف التعزيزات التي كانت في طريقها من البيضاء إلى أبين، ورغم الكمائن التي نصبتها المقاومة الشعبية في أبين لتلك التعزيزات وتدمير جزء كبير منها في الغارات.
وقال مصدر في مقاومة أبين لـ«الشرق الأوسط» إن على قوات التحالف «وقف تمدد الحوثيين في أبين وإبعاد الخطر عن عدن من الجهة الشرقية، من خلال استهداف الطريق الرابط بين البيضاء وأبين وتأمينها، بصورة كاملة، لأنها نقطة ضعفهم الوحيدة»، وذلك في إشارة إلى ضرورة تركيز الضربات الجوية على طريق أبين - البيضاء.
على صعيد آخر، كثفت قوات التحالف، أمس، ضرباتها على القطاع الساحلي لمحافظة تعز، قرب باب المندب. وقالت مصادر محلية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن طيران التحالف نفذ، أمس، سلسلة من الغارات المتواصلة على مدينة المخا وذباب، قرب باب المندب، ففي مدينة وميناء المخا، جرى استهداف معسكر القطاع الساحلي والدفاع الجوي في مدينة المخا الساحلية، والمجمع الحكومي في مديرية ذباب، المركز الإداري لمنطقة مضيق باب المندب الاستراتيجي والمهم للملاحة والتجارة الدولية، الذي يخضع لسيطرة اليمن، فيما استولى عليه الحوثيون والقوات الموالية للمخلوع علي صالح، قبل عدة أشهر، وتعتقد المصادر أن قوات التحالف «انتقلت إلى مرحلة جديدة، تركز على تصفية المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون قوات صالح، بصورة نهائية»، وتوقعت المصادر أن تشهد الساعات المقبلة المزيد من الغارات على مناطق في تعز، التي تستمر فيها المواجهات، وبحسب المعلومات المتوافرة من مصادر مستقلة في المدينة، فإن المقاومة الشعبية تحقق تقدما كبيرا وباتت تسيطر على معظم أرجاء مدينة تعز، بعد أن مني الحوثيون بخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات خلال الفترة الماضية.
وفي محافظة صنعاء، قالت مصادر موثوقة إن «اللجنة الشبابية» أعدت قوائم متكاملة بأسماء وبيانات كل الحوثيين والمتحوثين في مؤسسات الدولة المدنية والمنظمات والمؤسسات والمستشفيات، في المحافظة، وكذا «أبرز الأعمال التي قاموا بها والانتهاكات الذي اقترفوها بحق المواطنين أو الناشطين والاختطافات والاعتقالات التعسفية التي تورطوا بها منذ بداية التمدد الحوثي وحتى الشهر الحالي يوليو (تموز)».
وحسب تلك المصادر فقد جرى بالوثائق رصد الفساد الإداري الذي طال محافظة صنعاء، حيث مارسوا أبشع صور التعسفات والنهب والإقصاء وتسهيل استيلاء الميليشيات على المنشآت العامة وممتلكات الدولة، وهي في طور إعداد تقريرها النهائي بكل الخروقات والعبث لرفعة لمحافظ المحافظة عبد القوى أحمد شريف، وهو المحافظ الذي عين أخيرا، بقرار جمهوري من الرئيس عبد ربه منصور هادي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.