المشي 150 دقيقة أسبوعياً يقلل دهون الكبد

المشي السريع لمدة 150 دقيقة أسبوعياً (شاترستوك)
المشي السريع لمدة 150 دقيقة أسبوعياً (شاترستوك)
TT
20

المشي 150 دقيقة أسبوعياً يقلل دهون الكبد

المشي السريع لمدة 150 دقيقة أسبوعياً (شاترستوك)
المشي السريع لمدة 150 دقيقة أسبوعياً (شاترستوك)

توصلت دراسة جديدة لباحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، إلى أن «المشي السريع لمدة 150 دقيقة أسبوعياً على الأقل، يمكن أن يقلل بشكل كبير من دهون الكبد».
وبينما أشارت الأبحاث السابقة إلى أن النشاط البدني كان مفيداً؛ إلا أنه لم يحدد المقدار المحدد اللازم لإجراء تحسين ذي مغزى سريري، وهي الميزة التي قدمتها هذه الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «المجلة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي».
ويقول جوناثان ستاين، الأستاذ المساعد في كلية الطب وعلوم الصحة العامة واختصاصي الكبد في مركز (ميلتون إس هيرشي) الطبي، في تقرير نشره الأربعاء الماضي الموقع الإلكتروني لجامعة ولاية بنسلفانيا، بالتزامن مع نشر الدراسة، «يمكن أن تمنح النتائج التي توصلنا إليها الأطباء الثقة لوصف التمارين الرياضية كعلاج لمرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول».
ويصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي، ما يقرب من 30 في المائة من سكان العالم، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد، المعروف أيضاً باسم تندب الكبد والسرطان، ولا توجد علاجات دوائية معتمدة أو علاج فعال لهذه الحالة الشائعة، ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أن التمارين يمكن أن تحسن دهون الكبد، واللياقة البدنية، وتكوين الجسم ونوعية الحياة للمرضى.
ويقول ستاين «لم تستنتج الأبحاث السابقة ما هي جرعة التمرين المطلوبة لمساعدة المرضى على تحقيق تحسن ذي مغزى سريري، والذي يعرف بأنه تقليل نسبي بنسبة 30 في المائة على الأقل من دهون الكبد، ويتم قياسه عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي».
واستعرض ستاين وفريقه البحثي، 14 دراسة مع ما مجموعه 551 شخصاً لديهم المرض وشاركوا في تجارب تتضمن تدخلات تمارين رياضية. وقام فريقه بتقييم البيانات المجمعة من جميع الدراسات بما في ذلك العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم والتغير في وزن الجسم والالتزام بنظام التمرين ودهون الكبد المقاسة بالرنين المغناطيسي.
وكان الهدف الأساسي للباحثين في الدراسة هو فحص العلاقة بين التمرينات الرياضية والتحسن السريري ذي الصلة في دهون الكبد، وبغض النظر عن فقدان الوزن. وجد الفريق أن التدريب على التمارين الرياضية كان أكثر احتمالا بمقدار 3 مرات ونصف لتحقيق استجابة علاجية ذات مغزى سريري (أكبر من أو يساوي 30 في المائة انخفاضا نسبيا في دهون الكبد المقاسة بالرنين المغناطيسي)، مقارنة بالرعاية السريرية التقليدية.



اللبنانية ميراي بستاني تستقي فنها من أشجار لبنان وعمارتها

الفنانة اللبنانية ميراي بستاني في معرضها في لندن (الشرق الأوسط)
الفنانة اللبنانية ميراي بستاني في معرضها في لندن (الشرق الأوسط)
TT
20

اللبنانية ميراي بستاني تستقي فنها من أشجار لبنان وعمارتها

الفنانة اللبنانية ميراي بستاني في معرضها في لندن (الشرق الأوسط)
الفنانة اللبنانية ميراي بستاني في معرضها في لندن (الشرق الأوسط)

شهدت منطقة بارنز، في غرب لندن، معرضاً فنياً كبيراً استمر على مدى أربعة أيام احتضنه مركز «OSO»، الذي يعدُّ من أبرز المراكز الفنية في المدينة، الذي ينظم معارض فنية يشارك بها أهم الفنانين التشكيليين في بريطانيا.

عن طريق الصدفة، تحديداً عن طريق تزيين جدران أحد المطاعم اللبنانية الجديدة في منطقة بارنز الجميلة والوادعة على ضفاف نهر التيمز، لفتت لوحات الفنانة التشكيلية اللبنانية المقيمة في لندن، ميراي بستاني، أنظار المهتمين بالفن والرسم وأحد منظمي المعارض الفنية في المركز المذكور، فتم الاتصال بها لإعطائها الفرصة لعرض عدد من لوحاتها.

وعند زيارة المركز الفني كانت لوحات ميراي بستاني تتصدر المدخل الرئيسي، وكانت لافتة جداً نسبة لحجمها الكبير وألوانها الزاهية وجمالية تفاصيلها، فكان من الضروري التوقف عندها والسؤال عن معانيها وخباياها من الناحية الفنية، فالتقت «الشرق الأوسط» الفنانة بستاني التي كانت موجودة في المعرض للحديث عن انتقالها للعيش في لندن، وعن لوحاتها، ومعارضها المقبلة في الشرق الأوسط.

استهلت بستاني كلامها بالقول إنها ابنة منطقة الأشرفية في بيروت، وهذه المنطقة لطالما كانت ملهمتها من حيث المعمار الجميل والروح المميزة فيها، وتروي كيف كانت تنظر للأشجار المنتشرة على الأرصفة والأبنية وأبوابها، وكيف كانت تشبه المبنى بالعائلة، وكيف كانت ترى الترابط الأسري مجسداً في بناية شامخة بابها أشبه بالرجل أو رب المنزل، والنافذة شبهتها بالمرأة أو الأم التي تمثل كل شيء جميل في الحياة. وأضافت بستاني أن فنها لا يعتمد على نقل الصورة كما هي، إنما ترجمتها على طريقتها الخاصة، ففي حين قد يرى البعض المبنى على أنه مجرد إسمنت وحديد فهي تراه أسرة وعائلة ولها أسلوبها الخاص في النمط السريالي.

لوحتان على الحائط اختارت بستاني أن تتشاركهما مع الجمهور المهتم بالفن؛ اللوحة الأولى كانت عبارة عن بقرة ضخمة لا تخلو من لون، اختارت بستاني أن ترسمها على خلفية بيضاء من دون وضع أي لون آخر فيها، والسؤال البديهي هنا: لماذا البقرة ولما ترمز؟ وكان الجواب أعمق من صورة البقرة التي تراها العين، فكان الرد منبثقاً من الوجدان الذي يرى هذه البقرة رمزاً للحياة حسب ميراي بستاني. وتقول: «في بلداننا العربية ترمز البقرة إلى السمنة، وأصبحت على مر السنين مرادفاً للذين يعانون من الوزن الزائد (لا سيما النساء)، إنما أنا فأرى أن البقرة هي التي تعطي الحياة وهي التي تضحي من أجل الغير فتعطي حليبها فهي كائن حنون، وتؤكل... فهي بالفعل تعطي الكثير بمقابل بسيط جداً».

وعن القرنين على رأس البقرة، تقول ميراي إنهما يجسدان العنف والضغوطات التي يمارسها البشر ضد الطبيعة مما يجعل البقرة تتحول إلى ثور ثائر، وعن الشجرة التي في بطنها فهي الحياة بحد ذاتها، أما الخطوط السوداء التي حرصت بستاني على تركها دون أي تعديل فهي ترمز لحياتنا كبشر وأهمية الخط الأسود فيها، الذي يرمز لتوقيعنا على أهم الأوراق والوثائق طيلة حياتنا؛ أطلقت بستاني اسم «Une Autre Forme» أو «شكل آخر» على هذه اللوحة التي ستقف أمامها منبهراً بألوانها ومعانيها.

أما اللوحة الثانية فهي بعنوان «Une Maniere Schematique» (طريقة تخطيطية)، وهي عبارة عن شجرة ضخمة في داخلها شجرة صغيرة، وبالأسلوب نفسه فهي مليئة بالألوان والعبر، وهي تشدد على أهمية الأشجار في حياة البشر والحيوانات والحشرات، فالشجرة معطاءة وترتبط بذكريات الطفولة.

وعن اختلاف الذوق الغربي عن الذوق العربي، تقول بستاني إن هناك فوارق كبيرة، وتضيف: «العربي لديه "حشرية" أكبر، والغربي يحب كل ما هو جديد، وهذا ما جعل لوحاتها تلقى استحسان زوار المعرض، لأن لوحاتها لا تشبه سواها وتحمل الكثير من المعاني الحياتية الجميلة».

وتكلمنا أيضاً عن المقارنة في عمل ميراي بستاني ما بين الماضي والحاضر، فقالت: «اليوم أستخدم الألوان أكثر، والسبب يعود إلى تقديري للحياة والحرية بعد جائحة (كورونا) التي فرضت علينا العزلة ولكنها عرفتنا أكثر على الطبيعة، وجعلتنا نتقرب منها أكثر، لهذا أحرص على أن تكون لوحاتي ملونة وفرحة».

المعروف عن بستاني، وهي أستاذة جامعية، أنها كانت من الفنانين الذين تجرأوا على مزج الحرب بالفن، فكانت لوحاتها في الماضي تحمل رائحة الحرب اللبنانية في حبرها، وبرأيها فهذه خطوة جريئة، لأن الفنان يسعى عادة إلى الابتعاد عن تلك المسائل والمواضيع المأساوية التي لا تروق للجميع، إنما هي فقد فضلت بأن تنقل صورة الحرب اللبنانية على طريقتها الخاصة مخاطبة الفن ومحبيه.

منذ أن انتقلت إلى لندن شاركت في العديد من المعارض منها من تنظيم غرفة التجارة البريطانية العربية وغيرها، وهي بصدد التحضير لمعارض جديدة في منطقة الخليج ولبنان.

وعن صعوبة خرق السوق اللندنية، تقول ميراي إن النقلة لم تكن سهلة، لأن المنافسة في العاصمة البريطانية شرسة جداً، إلا أنها تسعى للانتشار ولديها الكثير من المشاريع، وتقوم بتنفيذ الكثير من اللوحات حسب الطلب.

وعن المقارنة ما بين رسم اللوحات الكبيرة والصغيرة، فهي ترى أن اللوحة الصغيرة هي أشبه بالانطوائية التي تشعر بها في بعض الأحيان التي تفضل فيها البقاء وحيدة، إلا أنها تميل أكثر لرسم اللوحات الكبيرة، ولو أن اللوحة الصغيرة صعبة لأنها تحتاج لوضع فكرة كبيرة على مساحة صغيرة، ولكن اللوحة الكبيرة تعطي الفنان مساحة أكبر للتعبير.