القلق يجتاح سان جيرمان قبل معركته الأوروبية أمام بايرن ميونيخ

السقوط أمام مرسيليا في كأس فرنسا كشف عيوب الفريق المطالب بانتفاضة سريعة أمام موناكو

لاعبو مرسيليا يحتفلون بانتصارهم على سان جيرمان الذي كشف عيوب الفريق الباريسي (أ.ف.ب)
لاعبو مرسيليا يحتفلون بانتصارهم على سان جيرمان الذي كشف عيوب الفريق الباريسي (أ.ف.ب)
TT

القلق يجتاح سان جيرمان قبل معركته الأوروبية أمام بايرن ميونيخ

لاعبو مرسيليا يحتفلون بانتصارهم على سان جيرمان الذي كشف عيوب الفريق الباريسي (أ.ف.ب)
لاعبو مرسيليا يحتفلون بانتصارهم على سان جيرمان الذي كشف عيوب الفريق الباريسي (أ.ف.ب)

جاء خروج باريس سان جيرمان من مسابقة الكأس المحلية تأكيداً أن بطل فرنسا يعيش فترة مقلقة من انعدام التوازن، وبات في حاجة لتصحيح كثير من الجوانب قبل مواجهة بايرن ميونيخ الألماني في ثُمن نهائي دوري أبطال أوروبا، الأسبوع المقبل.
وخسر متصدر الدوري الفرنسي ثلاث مباريات في 2023، آخرها مساء أول من أمس 1 - 2 أمام غريمه، أولمبيك مرسيليا، في دور الـ16 لكأس فرنسا، حين لم يتمكن من مجاراة شراسة منافسه.
ومع غياب كيليان مبابي لأسبوعين آخرين للإصابة، ما يعني عدم اللحاق بمواجهة الذهاب أمام بايرن ميونيخ في ملعب «بارك دي برنس» الثلاثاء المقبل، افتقد سان جيرمان عنصراً هجومياً حاسماً، بينما كان البرازيلي نيمار العائد من الإصابة مخيباً للآمال أمام مرسيليا.
ومن الهجوم، حافظ الأرجنتيني ليونيل ميسي فقط على معاييره أخيراً، لكن هذا لن يكون كافياً لسان جيرمان أمام العملاق الألماني، وقبل ذلك عندما يحلّ ضيفاً على موناكو في مواجهة صعبة غداً السبت، في منافسات المرحلة الثالثة والعشرين للدوري الفرنسي التي تفتتح اليوم بلقاء نيس، الساعي لمتابعة صحوته بقيادة مدربه الجديد أمام أجاكسيو.
وقال إدوار سيسي لاعب مرسيليا وسان جيرمان: «عندما تجتمع عناصر قوة الفريق، فلا يمكن إيقافه، الأمر نفسه يحدث دائماً إذا تمكن من اللعب بسرعته نفسها، فلا توجد مشكلة».
وأضاف: «بمجرد أن يلعب المنافس بندية وشراسة يخسر (سان جيرمان)».

نيمار وميسي مطالبان بتعويض غياب مبابي (أ.ف.ب)

ويهيمن الإيطالي ماركو فيراتي، نجم سان جيرمان، على وسط الملعب بشكل دائم، بينما لم يترك فيتينيا، صانع اللعب خلف ميسي ونيمار، الذي اعتمد عليه المدرب كريستوف غالتييه في غياب مبابي، بصمة مؤثرة.
وفي المقابل استعاد بايرن مستواه وسجل ثمانية أهداف في آخر مباراتين بالدوري الألماني، وهذا ليس بمؤشر جيد لسان جيرمان الذي يعد دفاعه نقطة ضعف غالباً. وربما سجل الإسباني سيرجيو راموس هدف سان جيرمان الوحيد في مرمى مرسيليا، لكن شراسته لا تغطي على افتقاره للسرعة وحس التوقع، وعادة يترك المدافع المخضرم زميله البرازيلي ماركينيوس بمفرده.
وطالب ماركينيوس الفريق بالنهوض، والعودة للعمل في هدوء. وقال الإيطالي جيانلويغي دوناروما حارس سان جيرمان: «نحن محبطون وغاضبون»... وإذا كانت المهارات مفقودة في سان جيرمان أخيراً، فإن الغضب قد يدفع اللاعبين إلى مكان ما أفضل.
ويتطلع الفريق لنفض غبار خروجه من مسابقة الكأس على حساب موناكو غداً، وقبل التفكير في معركته الأوروبية.
وكانت هزيمة سان جيرمان في الكلاسيكو أمام مرسيليا 1 - 2 على ملعب فيلودروم هي الأولى للأخير على أرضه ضد نادي العاصمة منذ عام 2011.
وسيكون على سان جيرمان، خوض اختبار جديد لقوة دفاعه أمام موناكو، الرابع وصاحب القوة الهجومية المرعبة، إذ نجح رجال المدرب فيليب كليمون في هز شباك منافسيهم بهدف على الأقل في سلسلة من 32 مباراة توالياً في «ليغ 1».
في المقابل يعاني سان جيرمان على الصُّعد كافة، فقد سقط في مباراتين من الثلاث الأولى له في الدوري مطلع العام الجديد، أمام لنس 1 - 3، ورين صفر - 1، في حين حقق فوزين توالياً على مونبلييه 3 - 1 وتولوز 2 - 1 في المرحلتين الماضيتين.
غير أن سقوطه أمام مرسيليا طرح أكثر من علامة استفهام حول أداء الفريق قبل 6 أيام من الاستحقاق الأوروبي المنتظر أمام ضيفه بايرن ميونيخ ، وخصوصاً أنه يتوجب على الفريق إيجاد حلول سريعة للارتباك الدفاعي وعدم الفاعلية الهجومية في غياب مبابي. وكانت الآمال تعقد على نيمار، العائد من آلام في العضلات بعد غيابه لمباراتين، الذي خفت وهجه منذ عودته من مونديال قطر العام الماضي، حيث فشل منتخب البرازيل في تخطي عقبة كرواتيا في ربع النهائي بركلات الترجيح 2 - 4 (1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي).
وافتقر نيمار إلى الدقة والإلهام والنجاح، حيث خسر الكرة التي جاء منها الهدف الثاني لمرسيليا، كما لم يقف الحظ بجانبه بعدما أصابت تسديدته القائم في الدقيقة 40، لكنه كان خلف الهدف الذي سجله راموس برأسية.
ودافع المدرب غالتييه عن أداء نيمار قائلاً: «في الشوط الأول، وجد المساحات المناسبة وقدّم كرات جيدة، ولم يكن الحظ إلى جانبه بتسديدته على القائم. بعد ذلك، كان الأمر أكثر صعوبة ليس فقط بالنسبة له ولكن للفريق بأكمله».
وتأسف المدرب الفرنسي لرؤية فريقه يعاني على الصعيد الهجومي، وأوضح: «في الشوط الأوّل، ورغم ضغوط كبيرة من مرسيليا، تمكنا من الخروج في بعض اللحظات، وحصلنا على مساحات وخلقنا الفرص... اهتزت شباكنا بهدف سخيف، وعادوا للدفاع، لكن كنا فقراء هجومياً... الآن علينا أن ننظف عقولنا، وألا تكون هذه الخسارة عبئاً علينا. لم يعد بإمكاننا فعل أي شيء سوى طي هذه الصفحة والنظر للأمام».
وبخلاف سان جيرمان، تناسى نيس بدايته السيئة هذا الموسم وإقالة مدربه السويسري لوسيان فافر بعد تعيين خلفه ديدييه ديغار، ليحقق سلسلة من 5 مباريات لم يذق خلالها طعم الخسارة، ففاز في أربع وتعادل في واحدة. ويأمل أن يحقق فوزه الرابع توالياً في الدوري بعد فوزه على كل من ليل ولنس بالنتيجة ذاتها 1 - صفر، ومرسيليا 3 - 1 في المراحل الثلاث الماضية، ليرفع رصيده إلى 34 نقطة في المركز الثامن.
كما استعاد نيس حظوظه بمقعد أوروبي بعدما تسلّم ديغار، المساعد السابق للمقال فافر، مهامه الفنية في منتصف يناير (كانون الثاني)، في حين يستعد لخوض منافسات الدور ثُمن النهائي لمسابقة «كونفرنس ليغ» في مارس (آذار) المقبل.
وأقرّ ديغار قائلاً: «نمر بفترة رائعة»، لكنه في الوقت ذاته حافظ على حذره مضيفاً: «على الرغم من أننا نحقق الانتصارات، فإننا في مركز متأخر».
ويبقى على نيس تأكيد نتائجه الجيدة على ملعب «أليانز-ريفييرا» بمواجهة أجاكسيو، الثامن عشر، الذي يعاني بعد أن اكتفى بانتصار يتيم مقابل 5 هزائم في مبارياته الست الأخيرة.
من ناحيته، يحلّ مرسيليا، الثاني مع 46 نقطة، ضيفاً على كليرمون فيران غداً السبت، منتشياً بفوزه بالكلاسيكو.
ويضع النادي الجنوبي نصب عينيه العودة إلى سكة الانتصارات بعد سقوطه أمام نيس 1 - 3 في المرحلة الماضية بعد سلسلة من 10 مباريات في مختلف المسابقات لم يذق خلالها طعم الخسارة، منها 8 انتصارات توالياً.
وأثنى لاعب خط وسط مرسيليا، جوردان فيرتو، على أداء فريقه أمام نادي العاصمة، قائلاً: «لا نستسلم حتّى لو كانت الأمور صعبة. علينا أن نشكر الجماهير. إذا أردت أن تقارع سان جيرمان فعليك أن تبذل قصارى جهدك، وأن تذهب إلى المعركة. كنا محاربين على أرض الملعب».
وشدد الكرواتي إيغور تودور، مدرب مرسيليا، على أن بإمكان فريقه أن يكون فخوراً بما حققه أمام سان جيرمان، وألمح: «تطورنا كثيراً منذ المباراة الأخيرة أمامهم، كيف لعبنا وكيف دافعنا، هذا هو الأهم».


مقالات ذات صلة

ليون ونيس يتعرَّضان لعقوبة بسبب سوء سلوك الجماهير

رياضة عالمية عُوقب نادي أولمبيك مرسيليا بغلق ملعبه لمباراة واحدة مع إيقاف التنفيذ (أ.ف.ب)

ليون ونيس يتعرَّضان لعقوبة بسبب سوء سلوك الجماهير

أعلنت لجنة الانضباط التابعة لرابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم أن أولمبيك ليون ونيس عُوقبا بغلق جزئي لمدرجات ملعبيهما في مباراة واحدة لكل منهما بسبب سلوك جماهيرهم

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية برسنيل كيمبيمبي (رويترز)

باريس سان جيرمان يستعيد كيمبيمبي بعد غياب طويل

استعاد فريق باريس سان جيرمان الفرنسي نجمه برسنيل كيمبيمبي بعد غياب طويل عن الملاعب بوجوده في القائمة التي تستعد لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية تزيربي قال إنه مستمر في منصبه مدرباً لمرسيليا (أ.ف.ب)

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

أكد المدرب الإيطالي لنادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم روبرتو دي تزيربي، الجمعة، أنه لم يفكر قط في الاستقالة من منصبه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية زكريا أبوخلال (أ.ف.ب)

المغربي أبوخلال يستعيد التوهج بعد المعاناة

بداية حالمة، جدل، إصابة خطيرة وخيبة أمل... هذا مشوار زكريا أبوخلال مع فريقه تولوز الفرنسي الذي انتعش مؤخراً بفصل جديد مع عودة المهاجم الدولي المغربي.

«الشرق الأوسط» (تولوز)
رياضة عالمية سان جيرمان يتأهب لجولة جديدة في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: مباراة سهلة لسان جيرمان... وقمة بين موناكو وبريست

يسعى باريس سان جيرمان إلى تعزيز صدارته عندما يستضيف تولوز، العاشر (الجمعة)، في افتتاح المرحلة الـ12 من بطولة فرنسا في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.