غروندبرغ يناقش في مسقط سبل تجديد الهدنة اليمنية والبناء عليها

دعوات حكومية لتوحيد جهود القوى السياسية لضمان إنهاء الانقلاب

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال استقباله في عدن المبعوث الأممي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال استقباله في عدن المبعوث الأممي (سبأ)
TT

غروندبرغ يناقش في مسقط سبل تجديد الهدنة اليمنية والبناء عليها

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال استقباله في عدن المبعوث الأممي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال استقباله في عدن المبعوث الأممي (سبأ)

وسط دعوات الحكومة اليمنية للقوى السياسية من أجل توحيد الجهود والالتفاف حول مجلس القيادة الرئاسي لضمان إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة، أنهى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ نقاشاته في مسقط، (الخميس)، في سياق مساعيه لتجديد الهدنة اليمنية والبناء عليها للبدء في عملية سياسية شاملة.
وكان المبعوث الأممي زار الرياض، والتقى بمسؤولين سعوديين في سياق الجهود ذاتها، قبل أن يحط في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن للقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
وأفاد غروندبرغ، على حساب مكتبه في «تويتر»، بأنه اختتم زيارة إلى مسقط، حيث عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين العمانيين، ومع المتحدث باسم الميليشيات الحوثية محمد عبد السلام الذي يعد الوزير الفعلي لخارجية الانقلاب.
وأوضح المبعوث أنه ناقش «سبل البناء على التهدئة الحالية، وبدء عملية سياسية جامعة يملكها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة؛ لإنهاء النزاع بشكل مستدام».
ومنذ انتهاء هدنة الأشهر الستة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رفضت الميليشيات الحوثية مساعي تجديدها وتوسيعها لتشمل دفع الرواتب وتحسين الظروف الإنسانية، مع تعمدها شن هجمات إرهابية على موانئ تصدير النفط في المناطق المحررة، حيث محافظتا حضرموت وشبوة، لتحرم الحكومة الشرعية من العائدات التي تسخرها لتحسين الخدمات ودفع الرواتب والنفقات التشغيلية الحتمية للمؤسسات.
وكانت المصادر الرسمية اليمنية نقلت أن رئيس مجلس الحكم رشاد العليمي جدد خلال لقائه المبعوث الأممي، «الالتزام بنهج السلام العادل والشامل، ودعمه للجهود الإقليمية والدولية لدفع الميليشيات الحوثية الإرهابية للتعاطي الإيجابي مع كافة المساعي الحميدة، لإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة، وبما يلبي تطلعات جميع اليمنيين في استعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار».
وأكد العليمي حرص المجلس الذي يقوده «على تقديم كل التسهيلات للمبعوث الأممي من أجل الوفاء بولايته المشمولة بقرارات مجلس الأمن الدولي، وبياناته، وخصوصاً القرار 2216، في مسعاه لتحقيق أهداف الأمم المتحدة الرئيسية المتعلقة بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين».
وحذر «من تداعيات إجراءات الميليشيات الإرهابية الحوثية ضد القطاع الخاص، وأنشطة الغرف التجارية، وحرية انتقال الأفراد والسلع بين المحافظات، وما يتطلبه ذلك من «مواقف دولية صارمة للحد من المعاناة الإنسانية التي تسعى هذه الميليشيات إلى مفاقمتها بدعم من النظام الإيراني ومشروعه التخريبي في المنطقة».
تحركات المبعوث الأممي المسنودة من المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة اليمنية، واكبتها دعوة الحكومة للفرقاء السياسيين المناهضين للانقلاب من أجل توحيد الجهود لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، بحسب ما صرح به وزير الإعلام معمر الإرياني.
وقال الإرياني: «إن ثمانية أعوام من انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن توحيد الجهود خلف الشرعية الدستورية، وتعزيز الثقة وتجاوز الخلافات بين كافة المكونات، هو الطريق الأوحد والأقصر والأسلم لاستعادة الدولة، والحفاظ على هوية وكرامة الشعب اليمني، وما دون ذلك هو المجهول».
ودعا الوزير اليمني في تصريحات رسمية «القوى الوطنية لإدراك حجم التحديات وخطورة المرحلة، وعدم إضاعة المزيد من الوقت، والالتفاف حول الشرعية الدستورية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي بقيادة رشاد العليمي، وتأجيل كل الخلافات»، مؤكداً أن «كل التفاصيل يمكن النقاش والتفاهم حولها بعد استعادة اليمن من الميليشيا الحوثية».
وأوضح «أن سنوات الحرب أثبتت أن ميليشيا الحوثي تعيش وتقتات وتراهن في استمرارها وتمددها على الخلافات بين المكونات السياسية، وأنها تسعى بكل ما تمتلك من الوسائل والإمكانات لزرع وتأجيج الفتنة بين اليمنيين، ووأد أي فرصة للتقارب بينهم؛ كونها تدرك أن توحدهم يعني بداية العد التنازلي لوجودها»، وفق تعبيره.
وأضاف: «إن تجربة شعبنا اليمني المريرة مع ميليشيا لا عهد لها ولا ميثاق ولا ذمة منذ الحرب الأولى في 2004 وحتى اليوم، تضع ألف علامة استفهام حول إمكانية بناء أرضية مشتركة للتفاهم معها، أو المراهنة على جديتها في السلام، وهي من تدعي الحق الإلهي في الحكم، وتسعى للتمدد؛ تنفيذاً للمشروع التوسعي الفارسي».
وأكد الوزير اليمني أن «أي حديث عن مكاسب لمكون سياسي، خارج معادلة استعادة الدولة وكسر الانقلاب، في ظل استمرار سيطرة الحوثي على العاصمة المختطفة صنعاء، هو انتصار مؤقت، ولن يدوم، في ظل الأطماع الحوثية بالسيطرة على كامل الأراضي اليمنية، والأجندة التوسعية الإيرانية التي تستهدف كامل المنطقة».
وحض الإرياني المكونات السياسية على «عزل الأصوات التي تثير الخلافات وتزرع بذور الفتنة، وتقدم عن جهل أو تواطؤ خدمات مجانية لميليشيا الحوثي»، كما حض على «إشاعة خطاب التصالح والتسامح، وتوحيد الجهود والإمكانات لاستعادة الدولة، محذراً من «تأخير حسم المعركة»، وقال إن ذلك «ستكون كلفته باهظة على الجميع».
وأكد وزير الإعلام اليمني الثقة في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وقال: «من لبّى النداء منذ اللحظة الأولى لن يكون إلا مع الشعب اليمني لاستعادة دولته وتجاوز محنته، كيف لا وما يربطنا هو الأخوة والجوار والقربى والنسب وواحدية الهدف والخطر والمصير المشترك».
واستغرب الإرياني مما وصفه «استمرار صمت المجتمع الدولي على الفظائع التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها»، وقال إن ذلك «يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية، ويضع علامة استفهام حول مصداقية العالم في الدفاع عن حقوق الإنسان، وحرية الرأي والتعبير، وحماية الطفولة، ومناهضة العنف ضد النساء، وصون السلم والأمن الدوليين».


مقالات ذات صلة

اليمن يعلن إحباط تهريب أكثر من 3 آلاف قطعة غيار أسلحة بمنفذ «شحن» الحدودي

المشرق العربي جزء من قطع غيار الأسلحة التي ضبطتها أجهزة الأمن اليمنية بمنفذ شحن شرق البلاد (سبأ)

اليمن يعلن إحباط تهريب أكثر من 3 آلاف قطعة غيار أسلحة بمنفذ «شحن» الحدودي

أعلنت السلطات اليمنية إحباط تهريب أكثر من 3 آلاف قطعة غيار سلاح، كانت مخبأة ضمن شحنة تجارية قادمة للبلاد، عبر منفذ «شحن» الحدودي مع سلطنة عمان.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الجماعة الحوثية استحدثت مراكز تحصيل جمركية على عدد من الطرقات داخل البلاد (إعلام حوثي)

جبايات حوثية على أمتعة المسافرين وفي صدارتها الأدوية

يشكو المسافرون بين المحافظات بمناطق سيطرة الجماعة الحوثية من مصادرة أمتعتهم وأدويتهم، وفرض جبايات عليها، في ظل نقص شديد في الأدوية وغلائها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي الجماعة الحوثية هدّدت كل من يرفض الاحتفال بذكرى سيطرتها على صنعاء بالعقاب (أ.ب)

توجه حوثي لاتهام مختطفي احتفالات الثورة بالخيانة والعمالة

تواصل الجماعة الحوثية اختطاف آلاف السكان بسبب دعواتهم للاحتفال بذكرى الثورة اليمنية، وسط نوايا مبيتة لمحاكمتهم بتهمة الخيانة والعمالة

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي أرشيفية للقاذفة الاستراتيجية الخفيّة «بي-2»

قاذفات «بي-2» الأميركية تنفذ 5 ضربات على مخازن أسلحة للحوثيين في اليمن

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ الولايات المتّحدة شنّت ليل الأربعاء غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من طراز «بي-2» على منشآت حوثية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي رئيس الوزراء اليمني ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (سبأ)

التزام بريطاني بدعم إصلاحات الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات

أكدت المملكة المتحدة التزامها بدعم الحكومة اليمنية وجهودها الخاصة بعملية الإصلاح، بما في ذلك مواجهة التحديات المتعلقة بتقديم الخدمات وبما يحقق السلام والازدهار.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)

زاد عدد اليمنيين الذين واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بمقدار 100 ألف شخص خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى نصف عدد السكان في هذه المناطق في ظل أزمة اقتصادية خانقة تواجهها الحكومة بسبب استمرار الحوثيين في منعها من استئناف تصدير النفط.

وحسب تحليل حديث للأمم المتحدة، فقد عانى ما يقرب من نصف السكان في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (4.7 ملايين شخص) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الفترة من يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، وتم تصنيف هؤلاء على أنهم في المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى (أزمة أو أسوأ).

من المتوقع أن تستمر أزمة الغذاء حتى الأشهر الأولى من عام 2025 (الأمم المتحدة)

ووفق هذه البيانات، فإن ذلك يشمل 1.2 مليون شخص عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي - المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الطوارئ) - التي تتميز بفجوات غذائية كبيرة ومستويات عالية من سوء التغذية الحاد.

ويعكس هذا، وفق التحليل، مستوى مرتفعاً باستمرار من الأمن الغذائي مقارنة بتحديث التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 إلى فبراير (شباط) من العام الحالي، عندما تم تصنيف حوالي 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

أسباب التفاقم

ومع دعوة الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي، إلى مساعدتها على مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة نتيجة استمرار منعها من تصدير النفط الخام بسبب استهداف الحوثيين موانئ التصدير منذ عامين، أكد التحليل أن السبب في تسجيل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد يعود إلى الاقتصاد المتدهور، الذي يتميز بانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة أسعارها، إلى جانب استمرار الصراع والمساعدات الغذائية الإنسانية غير المنتظمة.

بالإضافة إلى ذلك، يذكر التحليل أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في أغسطس (آب) الماضي أدت إلى فيضانات محلية دمرت المنازل وعطلت الأنشطة الزراعية وأسفرت عن خسارة الماشية والأراضي الزراعية ونزوح ما يقدر بنحو 400 ألف شخص، خصوصاً في أجزاء من محافظات مأرب والحديدة وتعز والضالع.

رجلان يحملان مساعدات غذائية في صنعاء من إحدى الوكالات الدولية (إ.ب.أ)

وخلال فترة التوقعات من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وحتى فبراير (شباط) من العام المقبل، يبين التحليل أن الوضع سيتحسن بشكل طفيف مع توقع وجود 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

ومن بين هؤلاء، من المتوقع أن يواجه 1.1 مليون شخص مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4)، وتوقع أن يواجه 3.5 مليون شخص مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، المصنفة على أنها المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمة).

استمرار الأزمة

في حين توقع التحليل الأممي أن ينخفض عدد المديريات المصنفة في المرحلة 4 من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 50 في المائة، من 24 إلى 12 مديرية، فإن عدد السكان في هذه المرحلة سيظل دون تغيير، وذكر أنه وبشكل عام، من المرجح أن تشهد جميع المديريات الـ118 التي تم تحليلها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى) خلال الفترة الحالية وفترة التوقعات.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة مبتكرة متعددة الشركاء لتحسين تحليل الأمن الغذائي والتغذية واتخاذ القرارات، وباستخدامه، تعمل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة معاً لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وفقاً للمعايير العلمية المعترف بها دولياً.

12 مليون يمني عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

وقد تم تطوير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في الأصل في عام 2004 لاستخدامه في الصومال من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

ومنذ ذلك الحين، تقود شراكة عالمية تضم 15 منظمة تطوير وتنفيذ التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي على المستوى العالمي والإقليمي والقطري.

وبعد أكثر من 10 سنوات من تطبيقه، أثبت التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه أحد أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي العالمي، ونموذج للتعاون في أكثر من 30 دولة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.