رئيسة البرلمان الأوروبي تدعو إلى تلبية طلب كييف بتزويدها بطائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى

زيلينسكي قال لماكرون وشولتس إن أمامهما فرصة كبيرة «لتغيير قواعد لعبة» الحرب ضد روسيا

قادة قمة الاتحاد الأوروبي يرحبون بالرئيس الأوكراني في بروكسل (رويترز)
قادة قمة الاتحاد الأوروبي يرحبون بالرئيس الأوكراني في بروكسل (رويترز)
TT

رئيسة البرلمان الأوروبي تدعو إلى تلبية طلب كييف بتزويدها بطائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى

قادة قمة الاتحاد الأوروبي يرحبون بالرئيس الأوكراني في بروكسل (رويترز)
قادة قمة الاتحاد الأوروبي يرحبون بالرئيس الأوكراني في بروكسل (رويترز)

بعد جولته المفاجئة على العاصمتين البريطانية والفرنسية، حط الرئيس الأوكراني فلوديومير زيلينسكي رحاله صباح أمس في بروكسل التي وصلها في طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استضافه الليلة السابقة في قصر الإليزيه إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس فيما بدا أول مؤشر واضح على عودة الحرارة إلى محور باريس - برلين الذي كان يعتريه فتور غير معهود منذ فترة.
وفور وصوله إلى العاصمة البلجيكية توجه زيلينسكي إلى مقر البرلمان الأوروبي حيث ألقى خطاباً شدد فيه على أن طريق العودة إلى البيت بالنسبة لأوكرانيا تمر عبر الاتحاد الأوروبي، وسمع على لسان رئيسة البرلمان روبرتا متسولا الكلام الذي يتطلع إلى سماعه من باريس وبرلين، عندما دعت إلى تزويد القوات المسلحة الأوكرانية بالمقاتلات التي تحتاج إليها لردع الحملة الروسية المقبلة التي أصبحت على الأبواب.
وأمام برلمان يعارض ثلث أعضائه تقريباً إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، قال زيلينسكي إن بلاده «تدافع عن نمط الحياة الأوروبي» في الحرب الدائرة منذ عام، وشدد على أنها تستحق فتح المفاوضات حول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب. وأضاف «جئت هنا للدفاع عن طريق شعبنا إلى البيت. وهذه الطريق، بالنسبة لأوكرانيا، هي أوروبا». واستقبله البرلمان بالهتافات المرحبة والتصفيق وقوفا لدى وصوله للدعوة لضم بلاده التي تقول إنها تدافع عن الحدود الشرقية لأوروبا، إلى الاتحاد.
وكان زيلينسكي يلقي خطابه باللغة الأوكرانية أمام البرلمان الذي يتقدم أعضاءه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية أورسولا فون در لاين وعدد من المفوضين الذين شاركوا في القمة الأوروبية الأوكرانية التي عقدت الأسبوع الماضي في كييف، حيث أكدوا له استمرار الدعم الأوروبي، لكنهم ذكروه بأنه لا توجد طرق مختصرة للانضمام إلى الاتحاد، وأن ثمة أهدافاً لا بد من تحقيقها ومعايير يجب استيفاؤها.
ونوه زيلينسكي بالخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في الأشهر المنصرمة للتحرر من التبعية الروسية، وقال إنه سيشكر القادة الأوروبيين في لقاءاته الثنائية معهم على القرارات التي اتخذوها للتخلص من الاعتماد على النفط الروسي، ومن تدخلات المخابرات الروسية التي كانت تتغلغل في صفوف المعارضة، والتي كانت تبدو أمراً مستحيلاً بالنسبة للقيادات الأوروبية السابقة.
وألقت رئيسة البرلمان الأوروبي كلمة قصيرة أثنت فيها على التضحيات التي يقدمها الأوكرانيون بالنيابة عن أوروبا، ودعت إلى تكريمهم بالفعل وليس بالقول، لتؤكد «أن الوقت قد أزف لكي تسارع الدول الغربية إلى تزويد أوكرانيا بالمنظومات الصاروخية بعيدة المدى، وبالطائرات المقاتلة التي تسمح لها بالدفاع عن حريتها». وقالت متسولا، التي كانت أول مسؤولة أوروبية تزور كييف في أبريل الفائت «يجب أن يكون الرد الأوروبي في مستوى التهديد، والتهديد اليوم وجودي».
وبعد مشاركته في الجلسة الأولى من القمة الأوروبية عقب مداخلته أمام البرلمان الأوروبي، دعا زيلينسكي إلى فرض عقوبات جديدة على الصناعات الروسية للطائرات المسيرة والصواريخ، وعلى القطاعات الإلكترونية. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده إلى جانب رئيسة المفوضية أورسولا فون د ر لاين ورئيس المجلس شارل ميشال، قال زيلينسكي «إن العدوان الروسي لا يقتصر على تدمير اقتصادنا ومدننا، بل يستهدف أيضاً بقية البلدان الأوروبية، ولذلك فإن نضالنا أيضاً من أجل بقية الأوروبيين الذين نشكرهم على كل المساعدات التي قدموها لنا».
وفي تعليقه على المحادثات التي دارت خلال القمة، قال الرئيس الأوكراني «كان الحوار صريحاً ودقيقاً، تناول السلام، والأمن وإنقاذ الأرواح. وناقشنا سبل تحقيق الاستقرار والمساءلة، وسيادة القانون، وهي قيم أساسية لدى جميع الأوروبيين». وبعد أن دعا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى أن تكون أسرع من روسيا في المساعدات التي تقدمها لأوكرانيا، قال زيلينسكي إنه لا يستطيع العودة إلى كييف من غير نتائج، معرباً عن أمله في الحصول على وعود ملموسة من القادة الأوروبيين خلال المحادثات الثنائية التي سيجريها معهم قبل عودته إلى العاصمة الأوكرانية.
وكان زيلينسكي قد قال من قصر الإليزيه الأربعاء «كلما حصلت أوكرانيا على أسلحة ثقيلة بعيدة المدى في وقت أسرع، وحصل الطيارون على طائرات في وقت أسرع، اقترب موعد انتهاء هذا العدوان الروسي وأمكن لنا العودة إلى السلام في أوروبا». وقال زيلينسكي لماكرون وشولتس في وقت متأخر مساء الأربعاء إن أمامهما الفرصة «لتغيير قواعد اللعبة» في الحرب ضد روسيا من خلال عدم التردد في تسليم أسلحة ثقيلة وطائرات مقاتلة حديثة إلى أوكرانيا.
كما كشف زيلينسكي أن علاقة بلاده مع ألمانيا مرت بـ«مرحلة صعبة» بسبب الجدل حول توريد دبابات قتالية إلى أوكرانيا. وفي مقابلة مع مجلة «شبيغل» الألمانية وصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية الصادرتين أمس الخميس، قال زيلينسكي «اضطررت أن أجبره (شولتس) على مساعدة أوكرانيا، وأن أقنعه بأن هذه المساعدات ليست من أجلنا بل من أجل الأوروبيين».
تعهد المستشار الألماني في مستهل القمة الأوروبية أمس الخميس بأن بلاده ستعمل من أجل تحقيق توريد سريع لدبابات قتالية إلى أوكرانيا. وقال شولتس «ألمانيا تؤدي دورا محوريا تماما كي نضمن تحقيق دعم سريع مثلما حدث في الماضي». يذكر أن الحكومة الاتحادية أعلنت عن عزمها توريد 14 دبابة من طراز «ليوبارد 2 إيه 6» إلى أوكرانيا. وصادقت الحكومة الألمانية أيضاً على تصدير ما يصل إلى 178 دبابة من طراز ليوبارد 1.
وقال شولتس إنه يعتزم إرسال «إشارة للتضامن والوحدة» في دعم أوكرانيا خلال القمة، وأضاف أنه ستتم مواصلة هذا الدعم طالما أنه ضروري. وأضاف أن بلاده تعد داخل الاتحاد الأوروبي دولة تنجز أغلب الدعم لأوكرانيا - على المستوى العسكري أيضاً - وقال: «يعد ذلك أمرا ضروريا، كي يمكن لأوكرانيا الدفاع عن نفسها».
ومن جهته قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بأن قادة الاتحاد عازمون على تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا، عسكرياً ودبلوماسياً وفي عملية الانضمام، وأن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة على صعيد حسم الموقف الأوروبي.
وذكر في أعقاب لقاء القادة الأوروبيين بالرئيس الأوكراني أن الأسابيع القادمة يمكن أن تحسم مسار الغزو الروسي، وقال «الأسابيع والأشهر القادمة ستكون على الأرجح حاسمة. إنه ليس وقت الخوف إنما لتقديم الدعم الكامل».
وقالت رئيسة المفوضية بأن الأوكرانيين يناضلون من أجل القيم الأوروبية المشتركة، ويضحون بأرواحهم من أجل الحرية، وأن الأوروبيين لن يكونوا أبداً في مستوى هذه التضحيات، بل بوسعهم تقديم المساعدة للشعب الأوكراني الذي يقاتل من أجل وجوده.
وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس «من المهم جداً أن نسرع المساعدة العسكرية لأوكرانيا. أعتقد أننا جميعا نظرنا في محتويات مخزوناتنا. لكن علينا أن نفعل المزيد».
ورد الكرملين بتحذيره المعتاد. وقال المتحدث دميتري بيسكوف «نعتبر ذلك انخراطا متزايدا لألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا في النزاع بين روسيا وأوكرانيا. الحدود بين الانخراط المباشر وغير المباشر تتلاشى تدريجيا. ولا يسعنا إلا أن نأسف له». أضاف أن «أفعال هذه الدول تؤدي إلى تصعيد التوترات (...) تجعل هذا الصراع أكثر إيلاما (...) وهذه الأفعال لن تغير أهداف بلدنا في إطار العملية العسكرية الخاصة».
إلى جانب ذلك، كشف اللقاء الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأوكراني والمستشار الألماني مساء الأربعاء في قصر الإليزيه، عمق الخلاف الذي ما زال قائماً بين باريس وروما بعد الأزمة الدبلوماسية التي نشأت بين البلدين مؤخراً بسبب موضوع الهجرة، حيث تعمد ماكرون إقصاء رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني عن هذا اللقاء، خاصةً أن رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي كان الذي قاد الزيارة الثلاثية، إلى جانب ماكرون وشولتس، إلى كييف العام الماضي، والتي كانت تتويجاً للموقف الأوروبي الداعم لأوكرانيا. ولم تتردد ميلوني في التعليق على الموقف الفرنسي، إذ قالت لدى وصولها أمس إلى بروكسل «إن تصرف الرئيس الفرنسي ليس في محله، لأن قوتنا تكمن في وحدتنا»، فيما اكتفى ماكرون بالرد بأنه لا تعليق عنده على كلام ميلوني.
ومنح ماكرون وسام جوقة الشرف لزيلينسكي خلال الزيارة. وقال قصر الإليزيه في بيان الليلة الماضية إن الوسام هو الأعلى الذي يمكن أن يمنحه رئيس فرنسي لنظير له. وكتب ماكرون على مواقع التواصل الاجتماعي «تحية لأوكرانيا وشعبها. تحية لك عزيزي فولوديمير، على شجاعتكم والتزامكم». وأظهر مقطع فيديو نشره قصر الإليزيه ماكرون وهو يسلم الوسام في قاعة فخمة لزيلينسكي الذي ارتدى زيه العسكري المعتاد. وتعانق الرئيسان وتصافحا بحرارة. وقال زيلينسكي بعد ذلك للحضور «قلت للرئيس إنني أعتقد أن هذا كثير جدا بالنسبة لي، ولهذا أهدي هذا (الوسام) بالطبع لشعبنا كله، للأوكرانيين، لمجتمعنا. وإنه لشرف عظيم أن أكون هنا».


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.