«تهريب المعارضة بوراوي» يهدّد بإنهاء انفراجة قصيرة بين الجزائر وباريس

الجزائر استدعت سفيرها... وفرنسا أكدت رغبتها في «مواصلة تعميق العلاقات» بين البلدين

الرئيس الجزائري مستقبلاً نظيره الفرنسي خلال زيارته إلى الجزائر في 25 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري مستقبلاً نظيره الفرنسي خلال زيارته إلى الجزائر في 25 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«تهريب المعارضة بوراوي» يهدّد بإنهاء انفراجة قصيرة بين الجزائر وباريس

الرئيس الجزائري مستقبلاً نظيره الفرنسي خلال زيارته إلى الجزائر في 25 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري مستقبلاً نظيره الفرنسي خلال زيارته إلى الجزائر في 25 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

في حين هدد رئيس البرلمان الجزائري، إبراهيم بوغالي، بأن بلاده «ستتخذ الموقف المناسب» من «قضية تهريب فرنسا المعارضة الجزائرية أميرة بوراوي»، نفت المعنية بالأمر أن تكون غادرت الجزائر بمساعدة أي شخص أو أي جهة محسوبة على دولة أجنبية. كما اتهمت الرئاسة الجزائرية دبلوماسيين وعناصر مخابرات فرنسيين بـ«الإجلاء سراً» للمعارضة بوراوي من الجزائر إلى تونس، ثم فرنسا.
وصرح بوغالي، أمس، بمقر البرلمان بأن «التحقيقات جارية من طرف السلطات، وتشمل عدة نقاط، وقد تم استدعاء سفيرنا لدى فرنسا للتشاور»، في إشارة إلى اتهامات خطيرة وجهتها الجزائر إلى باريس في هذه القضية المثيرة، والتي تنذر بعودة التوتر إلى العلاقات بين البلدين، بعد انفراجة قصيرة شهدتها على أثر زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الجزائر في أغسطس (آب) الماضي، وإبرام اتفاق يخص إطلاق «شراكة استثنائية» بين البلدين. كما أن باريس ألغت قراراً اتخذته في سنة 2021 بتقليص حصة الجزائر من التأشيرات إلى النصف.
وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان مساء أول من أمس، أنها احتجت لدى السفارة الفرنسية لدى الجزائر «لانتهاك السيادة الوطنية من قبل موظفين دبلوماسيين وقنصليين وأمنيين تابعين للدولة الفرنسية، شاركوا في عملية إجلاء سرية وغير قانونية لرعية جزائرية، يعتبر وجودها على التراب الوطني ضرورياً بقرار من القضاء الجزائري». وقالت الوزارة إن هذه التطورات «غير مقبولة، وتلحق ضرراً كبيراً بالعلاقات الجزائرية - الفرنسية».
وفي اليوم نفسه، قالت الرئاسة الجزائرية إن الرئيس عبد المجيد تبون استدعى سفير البلاد لدى فرنسا، سعيد موسي، «فوراً للتشاور»، وأفادت بأن الجزائر «أعربت في مذكرة رسمية وجهتها إلى فرنسا عن احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية» لبوراوي، المطلوبة لدى القضاء الجزائري، والتي كانت تحت طائلة إجراءات منع من السفر. وكانت السلطات أعلنت الأسبوع الماضي عن زيارة من تبون إلى باريس في مايو (أيار) المقبل؛ تأكيداً على أن العلاقات الثنائية في أفضل أحوالها.
ولاحظ متتبعون أن الحديث عن تورط دبلوماسيين ورجال مخابرات فرنسيين في «الإجلاء السري» للمعارضة بوراوي، وعن «انتهاك السيادة»، يفيد بأن اختراقاً أمنياً أجنبياً وقع فوق التراب الجزائري، كان الهدف منه نقل بوراوي، التي تحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب الجزائرية، إلى فرنسا عبر تونس، على أساس أن حياتها كانت ستتعرض للخطر إن جرى ترحيلها إلى بلادها.
وتثير هذه القضية غير المسبوقة نقاط ظل وتساؤلات كثيرة؛ أبرزها: ما الطريقة التي استعملها الدبلوماسيون وعناصر المخابرات الفرنسيون لـ«تهريب» بوراوي (50 سنة) عن طريق الحدود البرية مع تونس، علماً بأن المعارِضة كانت خاضعة لملاحقة أمنية على مدار الساعة ومنذ سنوات؟ وهل للسفارة الفرنسية «يد» في الحادثة؟. كما أن هناك جزئية لافتة في هذه القضية؛ تتمثل في أن الرئيس التونسي قيس سعيد وافق على طلب الممثلية الدبلوماسية الفرنسية لدى تونس على إجلاء بوراوي إلى فرنسا، الاثنين الماضي، وفق ما جاء في صحيفة «لوموند»، بينما كانت الشرطة التونسية بصدد ترحيلها إلى الجزائر. فكيف ستتصرف الجزائر مع الرئيس التونسي بعد هذا التصرف الذي من المؤكد أنها تعدّه «غير ودي»؟
وكانت شرطة الحدود بمطار تونس قد منعت بوراوي، الجمعة الماضي، من السفر على طائرة إلى باريس، بناء على وجود أمر جزائري بمنعها من السفر. ودل ذلك على درجة عالية من التنسيق الأمني بين البلدين الجارين، رغم أن بوراوي لم تكن تحمل معها وثائق تفيد بأنها رعية جزائرية، وكانت مسافرة بجواز سفر فرنسي، بحكم أنها تزوجت من فرنسي قبل 15 سنة، يقيم حالياً بعنابة شرق البلاد.
وكان من تداعيات هذه القضية اعتقال مدير صحيفة «لوبروفانسيال»، الصادرة في عنابة، مصطفى بن جامع، مساء أول من أمس، حيث حضر رجال درك إلى مقر الصحيفة، واقتيد معهم من دون ذكر السبب. وبعد ساعة من اعتقاله، كتبت أميرة بوراوي عبر حسابها على «تويتر» أن بن جامع اتصل بها وهي في فرنسا ليبلغها بأن السلطات تشك في أن له يداً في «تهريبها» عبر الحدود التونسية. علماً بأن بن جامع نفسه يقع تحت طائلة المنع من السفر، وأدانه القضاء بالسجن بتهم مرتبطة بـ«المس بالوحدة الوطنية»، فيما يقول محاموه إنه «ملاحق بسبب تمسكه بحريته بصفته صحافياً». غير أن بوراوي نفت أن تكون تلقت مساعدة من أي شخص، أو جهة محلية أو أجنبية، في خطتها مغادرة البلاد خلسة، وأكدت أنها تعمدت التخلص من قيود المنع من السفر لزيارة ابنها في فرنسا حيث يدرس بالجامعة، وقالت إنها ستعود لأنها «لم تغادر بلدها عن طيب خاطر؛ بل مكرهة».
وفي عام 2021 أدان القضاء المعارضة «الحداثية»، وهي في الأصل طبيبة أمراض نساء، بالسجن عامين مع التنفيذ بتهمة «ازدراء الدين الإسلامي»، كما تعرضت لعقوبة أخرى بالمدة نفسها، بناء على تهمة «الإساءة إلى رئيس الجمهورية»، وذلك على أساس منشورات «مستفزة» على حسابها في وسائل الإعلام الاجتماعي.
وكانت صحف فرنسية أشارت وهي تتفاعل مع «قضية بوراوي»، إلى أنها صحافية بحكم أنها كانت مذيعة لفترة قصيرة ببرنامج سياسي، كان يبثه «راديو أم» الخاص الذي أغلقته السلطات نهاية 2022 وسجنت مديره الصحافي والكاتب البارز إحسان القاضي. ولاحقاً اتهم بـ«شبهة تمويل» منصة رقمية إخبارية كان يديرها، تتكون من صحيفة إلكترونية وإذاعة تبث على الإنترنت. لكن وكالة الأنباء الجزائرية نقلت أمس عن وزير الاتصال محمد بوسليماني أن بوراوي «متابعة في قضية حق عام، وليست لها علاقة بمهنة الصحافة مطلقاً». وقال إنه يستغرب من «الادعاء الكاذب بكونها صحافية».
في المقابل؛ أكدت باريس أنها ترغب في مواصلة تعميق علاقاتها مع الجزائر، رغم الخلاف المرتبط ببوراوي، التي كانت ممنوعة من مغادرة التراب الجزائري.
ورداً على سؤال حول الحادثة التي يحتمل أن تؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فرنسوا ديلماس: «من جانبنا؛ نعتزم مواصلة العمل لتعميق علاقتنا الثنائية». لكنه رفض التعليق على استدعاء السفير الجزائري، قائلاً: «إنه قرار جزائري لا يمكنني التعليق عليه». كما رفض التعليق على «هذه الحالة الفردية»، لكنه أشار إلى أن بوراوي «مواطنة فرنسية، وبناء على ذلك مارست السلطات الفرنسية الحماية القنصلية... وهذا إجراء لا يخرج عن المألوف بأي شكل من الأشكال».
كما رفض المتحدث الرد على سؤال بشأن احتمال أن تؤثر هذه القضية على زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المقررة في مايو المقبل.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.