انتعاشة مرتقبة في العلاقات التجارية بين مصر وروسيا بدأت بزيت الطعام

تبعات اعتماد الجنيه من «المركزي» الروسي

أحد محال بيع زيوت الطعام في مصر (الصفحة الرسمية لوزارة التموين)
أحد محال بيع زيوت الطعام في مصر (الصفحة الرسمية لوزارة التموين)
TT

انتعاشة مرتقبة في العلاقات التجارية بين مصر وروسيا بدأت بزيت الطعام

أحد محال بيع زيوت الطعام في مصر (الصفحة الرسمية لوزارة التموين)
أحد محال بيع زيوت الطعام في مصر (الصفحة الرسمية لوزارة التموين)

واحدة من السلع التي باتت مُهددة بسبب ارتفاع الأسعار، هو زيت الطعام، الذي تسعى الحكومة المصرية لتوفيره بـ«اعتماد حلول سريعة»، جاء آخرها استيراد زيت عباد الشمس الروسي للمرة الأولى.
واستقبلت متاجر مصرية شهيرة كميات من الزيت الروسي «التيرو»، وحسب مراقبين، تم توفيره بأسعار منافسة، 58 جنيهاً للتر الواحد (ما يعادل 1.9 دولار). وجاءت صفقة الزيت بعدما أدرج البنك المركزي الروسي الجنيه المصري ضمن سلة عملات جديدة معتمدة لديه، نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، في خطوة من شأنها حلحلة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها روسيا منذ الحرب على أوكرانيا.
من جانبها، ترى فاطمة عبد المقصود، عضو شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، في صفقة استيراد الزيت الروسي انفراجة تشير إلى تعزيز العلاقات المصرية - الروسية في مجال المواد الغذائية، بعيداً عن أزمة الدولار. وتقول فاطمة عبد المقصود لـ«الشرق الأوسط»: «يتوق السوق إلى فتح أفق جديدة في استيراد المواد الغذائية، بدأ بروسيا، لأن هذا الاتجاه من شأنه خفض الأسعار على نحو قريب على خلفية وفرة المنتجات، ومن ثم إشعال المنافسة التي تصب في مصلحة المواطن».
وتشير فاطمة عبد المقصود إلى أن «أزمة الزيت تعود إلى ضعف الإنتاج المحلي». وتقول: «تعتمد مصر بشكل كبير على استيراد الزيت، وقبل الحرب الروسية - الأوكرانية، كانت أوكرانيا هي المورد الأضخم لمصر، غير أن ظروف الحرب قلبت الموازين».
وتدعو الحكومة المصرية إلى التوسع في الاستيراد من روسيا. وتقول: «الوفرة تحقق المنافسة، ومن ثم دخول منتجات غذائية أخرى من روسيا، لسد حاجة السوق وتحقق انتعاشة من شأنها الحد من الضغط على المواطن».
كان الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، قد قدر معدل الاستهلاك السنوي من زيت الطعام «بما يقرب من 2.4 مليون طن سنوياً»، وفق تصريحات سابقة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على هامش مؤتمر «الاستثمار والترويج لصناعة الزيوت» المنعقد في القاهرة.
وأعلنت الحكومة المصرية، الأسبوع الماضي، عن مشروع لتوطين صناعة الزيوت، والتوسع في إنتاج الزيت الخام محلياً من خلال توسعات زراعية في المحاصيل الزيتية، عبر زراعة المحاصيل الزيتية.
ويُذكر أن مصر تستورد أكثر من 90 في المائة من حاجاتها من الزيوت، وبالتبعية شهدت الزيوت قفزة في الأسعار على خلفية ارتفاع الدولار مقابل الجنيه (سعر الدولار 30.37 جنيه حتى مساء الأربعاء).
من جانبه، يُثمن الخبير الاقتصادي المصري، أحمد خطاب، فتح قنوات التبادل التجاري بين مصر وروسيا اعتماداً على العملات المحلية. ويرى أن «الأمر لا يقتصر على مجرد أزمة في زيت الطعام، بينما نتطلع لأفق تعاون جديدة بعيداً عن عباءة الدولار». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «اعتماد الجنيه من قبل (المركزي الروسي) وإلحاق ذلك بتبادلات قائمة على الجنيه والروبل يعزز قيمة العملة المحلية، ويشجع دولاً أخرى، أهمها الصين والهند على اعتماد المسلك عينه، مما يعني تخفيف الاعتماد على الدولار إلى النصف تقريباً خلال وقت محدود».



ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.