يونايتد لتعزيز مكانه في المربع الذهبي على حساب ليدز «المترنح» اليوم

في مباراة مؤجلة بينهما بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية

النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
TT

يونايتد لتعزيز مكانه في المربع الذهبي على حساب ليدز «المترنح» اليوم

النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)

يستضيف مانشستر يونايتد، الساعي لتعزيز مكانه في المربع الذهبي، منافسه ليدز الذي يعاني أسفل الجدول اليوم في مباراة مؤجلة بينهما بالدوري الممتاز الإنجليزي من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، بسبب وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
ويدخل يونايتد لقاء اليوم وهو في حالة معنوية جيدة بعدما ارتقى للمركز الثالث بجدول الدوري، وتأهل لنهائي كأس الرابطة الإنجليزية، وبات تحت قيادة المدرب الهولندي إريك تن هاغ يسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء جفاف الألقاب في النادي منذ ست سنوات.

ليدز يخوض اللقاء من دون مدربه مارش المقال لسوء النتائج (رويترز)

في المقابل، يدخل ليدز يونايتد المتعثر اللقاء بعد يومين من إقالة المدرب الأميركي جيسي مارش، بعدما تراجع الفريق للمركز 17 متقدماً بمركز واحد على منطقة الهبوط.
وكان مارش تولى تدريب ليدز في فبراير (شباط) من العام الماضي بعد رحيل الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، وقاده لضمان البقاء في الدوري في الجولة الأخيرة، لكن في ظل تراجع النتائج هذا الموسم قرر النادي التخلي عنه، وسيقود الثلاثي المعاون بالجهاز الفني مايكل سكوبالا وباكو غاياردو وكريس آرماس الفريق في مباراة اليوم بملعب «أولد ترافورد».
في المقابل، لم يتعرض يونايتد سوى لخسارة واحدة في آخر 15 مباراة في جميع المسابقات أمام آرسنال المتصدر، لكن قبل بداية تلك السلسلة خسر أمام أستون فيلا في المباراة الأولى لمدربه الجديد حينها الإسباني أوناي إيمري.
قال تن هاغ، الذي قاد يونايتد لاحتلال المركز الثالث مع 42 نقطة متأخراً بفارق 3 نقاط عن جاره اللدود سيتي الثاني: «علينا أن نكون على علم بأن تغيير الأجهزة الفنية للفرق أحياناً يأتي بحماس غير مسبوق، عندما كان جيسي مارش مدرباً، كان من الواضح لنا كيف يلعبون. الآن من الممكن أن يتغيروا، من الممكن أيضاً ألا يحصل ذلك. أعتقد أننا سنكتشف ذلك على أرض الملعب». وستكون مباراة اليوم الأولى من مباراتين في خمسة أيام بين الغريمين التقليديين، حيث يسافر يونايتد إلى ليدز الأحد ضمن منافسات المرحلة 23. وعلق المدرب الهولندي: «هي بالتأكيد مباراة كبيرة في هذا الجزء من إنجلترا وهي مباراة كبيرة بالنسبة لنا أيضاً. هناك منافسون معتادون مثل مانشستر سيتي وليفربول، ولكن بالنسبة لجماهيرنا فهذه المباراة تعني الكثير، كما أن لاعبينا على دراية بذلك وهم يعرفون ماذا يفعلون».
وانتقد تن هاغ، في موسمه الأول في ملعب «أولد ترافورد»، قرار إقالة مارش بعد عام واحد فقط من تسلمه مهامه الفنية، قائلاً: «من المحزن دائماً أن تتم إقالة مدرب زميل لك. بشكل عام، لا أؤمن أنه إذا طردت المدرب فستحصل على نتائج أفضل...». لكنه استطرد: «من الواضح أن الضغوطات مرتفعة مع صانعي القرار في أندية كرة القدم. ولكن، إذا رأيت الحقائق والإحصائيات، في معظم الأوقات لا تنجح الأمور بهذا الشكل».
وأشار تن هاغ إلى أنه لن يقدم أي أعذار بسبب الغيابات العديدة التي يعاني منها فريقه حال الفشل في هزيمة ليدز اليوم، حيث سيفتقد يونايتد جهود لاعب الوسط البرازيلي المحوري كاسيميرو في المباريات الثلاث المقبلة للإيقاف بعد طرده في الفوز 2 - 1 على كريستال بالاس، بينما يغيب لاعب الوسط سكوت مكتوميناي والمهاجمان (الفرنسي) أنطوني مارسيال و(البرازيلي) أنتوني للإصابة. كما يغيب لاعبا الوسط الدنماركي كريستيان إريكسن والهولندي دوني فان دي بيك عن الملاعب لفترة طويلة للإصابة.
وعلق تن هاغ: «لدينا تشكيلة، والكثير من اللاعبين الجيدين المتاحين في هذا الفريق لا يشاركون في التشكيلة الأساسية دائماً. لذلك سيحصل آخرون على فرصة». وقال: «لا يمكنني الحديث عن كاسيميرو أو أنطوني مارسيال، يجب علينا الفوز. هذا الفريق وكل اللاعبين الآخرين يمثلون مانشستر يونايتد، لذا عليهم تقديم أداء قوي وانتزاع الفوز».
وأكد المدرب الهولندي أن يونايتد لا ينوي تقديم استئناف على طرد كاسيميرو، قائلاً إن النادي لا يعتقد أن الاستئناف ضد العقوبة سيكون ناجحاً.
وسيكون بإمكان تن هاغ الاعتماد على النمساوي مارسيل سابيتزر، الوافد الجديد من بايرن ميونيخ، لسد الفراغ الذي سيتركه كاسيميرو. وعن ذلك قال الإسباني ديفيد دي خيا حارس يونايتد: «إيقاف كاسيميرو لثلاث مباريات سيكون صعباً على مانشستر يونايتد لكننا نثق في قدرة مارسيل سابيتزر على تعويضه، يمكن أن يكون بديلاً مثالياً». وأضاف: «فقدنا بالفعل كريستيان والآن كاسيميرو، لكن الفريق يضم مجموعة من اللاعبين الكبار وكلهم جاهزون للعب، أظهر سابيتزر بالفعل خلال الدقائق التي شارك فيها أمام كريستال بالاس أنه يملك إمكانات كبيرة في الوسط، قام ببعض التدخلات الجيدة، وتعامل مع الكرة بشكل متميز، أراه جاهزاً لخوض لقاء ليدز من البداية».
سابيتزر، البالغ من العمر 28 عاماً، الذي لعب سابقاً أيضاً مع رد بول سالزبورغ النمساوي ولايبزيغ الألماني، لديه خبرة كبيرة في دوري أبطال أوروبا وخاض 68 مباراة مع منتخب بلاده، وحول ذلك علق دي خيا: «إنه رجل متمرس، لعب الكثير من المباريات في الدوري الألماني، وهو رجل لطيف في غرفة الملابس. أظهر روحاً طيبة، وسوف يساعد الفريق كثيراً».
وبالعبارات نفسها أعرب تن هاغ والمدافع الأيسر لوك شو عن ارتياحهما لانضمام سابيتزر إلى أولد ترافورد في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية، على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي. وقال مدرب الشياطين الحمر: «منذ الدقائق الأولى معنا انسجم بسرعة، إنه يفهم كرة القدم، يملك رؤية جيدة للملعب». وأضاف: «خاض 20 دقيقة مهمة أمام كريستال بالاس، ونحن نعاني النقص لطرد كاسيميرو وأدى بشكل رائع، إنه هادئ في التعامل مع الكرة ويعرف كيفية الدفاع، نحن في حاجة إلى لاعب يفهم كرة القدم ويجلب معه الروح المناسبة».
كما أثنى شو على المستوى الذي ظهر به النجم النمساوي، وقال: «إنه يوجد هنا منذ أيام قليلة وقد أظهر إمكاناته في التدريبات بسرعة، سيكون إضافة قوية لنا».
ويعتقد أن بجانب النمساوي سيمنح المدرب تن هاغ الفرصة لمهاجمه الشاب الواعد أليخاندرو غارناتشو، حيث أبان اللاعب الأرجنتيني، البالغ من العمر 18 عاماً، عن إمكانات فنية هائلة، وكان حاسماً في معظم المباريات التي دخل فيها كبديل. وكان تن هاغ، قد زج به بعد بداية الشوط الثاني أمام كريستال بالاس إلا أن المدرب سحبه في الربع ساعة الأخير لتغيير خططه مضطراً إثر طرد كاسيميرو. ويمثل وجود غارناتشو في الجناح الأيسر عاملاً إيجابياً وداعماً لزميله ماركوس راشفورد حال تحول الأخير لرأس حربة الفريق. ورغم صغر سن غارناتشو، فإنه يمتلك عقلاً ناضجاً للغاية، كما يتميز بسرعة فائقة تجعل لاعبي الفرق المنافسة يبدون مثل التماثيل الثابتة في مكانها بمراوغاته المفاجئة، وهو الأمر الذي عبر عنه بجدارة أمام مانشستر سيتي الشهر الماضي عندما صنع هدف الفوز لراشفورد بعرضية مثالية (2 - 1).
في المقابل، يخوض ليدز اللقاء بالجهاز المعاون في انتظار البحث عن مدير فني جديد، حيث تم ترشيح مدرب وست بروميتش، كارلوس كوربران، والإسباني أندري إيراولا مدرب رايو فاليكانو، فيما هناك أصوات تطالب بإعادة الأرجنتيني مارسيلو بيلسا للمنصب ويبدو كوربران، المدرب المساعد السابق لبيلسا في فترة الأخير مع ليدز الأقرب للمنصب، بينما يرى آخرون أن خبرة إيراولا تناسب الفريق في هذه الفترة الحساسة.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»