يونايتد لتعزيز مكانه في المربع الذهبي على حساب ليدز «المترنح» اليوم

في مباراة مؤجلة بينهما بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية

النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
TT

يونايتد لتعزيز مكانه في المربع الذهبي على حساب ليدز «المترنح» اليوم

النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)

يستضيف مانشستر يونايتد، الساعي لتعزيز مكانه في المربع الذهبي، منافسه ليدز الذي يعاني أسفل الجدول اليوم في مباراة مؤجلة بينهما بالدوري الممتاز الإنجليزي من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، بسبب وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
ويدخل يونايتد لقاء اليوم وهو في حالة معنوية جيدة بعدما ارتقى للمركز الثالث بجدول الدوري، وتأهل لنهائي كأس الرابطة الإنجليزية، وبات تحت قيادة المدرب الهولندي إريك تن هاغ يسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء جفاف الألقاب في النادي منذ ست سنوات.

ليدز يخوض اللقاء من دون مدربه مارش المقال لسوء النتائج (رويترز)

في المقابل، يدخل ليدز يونايتد المتعثر اللقاء بعد يومين من إقالة المدرب الأميركي جيسي مارش، بعدما تراجع الفريق للمركز 17 متقدماً بمركز واحد على منطقة الهبوط.
وكان مارش تولى تدريب ليدز في فبراير (شباط) من العام الماضي بعد رحيل الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، وقاده لضمان البقاء في الدوري في الجولة الأخيرة، لكن في ظل تراجع النتائج هذا الموسم قرر النادي التخلي عنه، وسيقود الثلاثي المعاون بالجهاز الفني مايكل سكوبالا وباكو غاياردو وكريس آرماس الفريق في مباراة اليوم بملعب «أولد ترافورد».
في المقابل، لم يتعرض يونايتد سوى لخسارة واحدة في آخر 15 مباراة في جميع المسابقات أمام آرسنال المتصدر، لكن قبل بداية تلك السلسلة خسر أمام أستون فيلا في المباراة الأولى لمدربه الجديد حينها الإسباني أوناي إيمري.
قال تن هاغ، الذي قاد يونايتد لاحتلال المركز الثالث مع 42 نقطة متأخراً بفارق 3 نقاط عن جاره اللدود سيتي الثاني: «علينا أن نكون على علم بأن تغيير الأجهزة الفنية للفرق أحياناً يأتي بحماس غير مسبوق، عندما كان جيسي مارش مدرباً، كان من الواضح لنا كيف يلعبون. الآن من الممكن أن يتغيروا، من الممكن أيضاً ألا يحصل ذلك. أعتقد أننا سنكتشف ذلك على أرض الملعب». وستكون مباراة اليوم الأولى من مباراتين في خمسة أيام بين الغريمين التقليديين، حيث يسافر يونايتد إلى ليدز الأحد ضمن منافسات المرحلة 23. وعلق المدرب الهولندي: «هي بالتأكيد مباراة كبيرة في هذا الجزء من إنجلترا وهي مباراة كبيرة بالنسبة لنا أيضاً. هناك منافسون معتادون مثل مانشستر سيتي وليفربول، ولكن بالنسبة لجماهيرنا فهذه المباراة تعني الكثير، كما أن لاعبينا على دراية بذلك وهم يعرفون ماذا يفعلون».
وانتقد تن هاغ، في موسمه الأول في ملعب «أولد ترافورد»، قرار إقالة مارش بعد عام واحد فقط من تسلمه مهامه الفنية، قائلاً: «من المحزن دائماً أن تتم إقالة مدرب زميل لك. بشكل عام، لا أؤمن أنه إذا طردت المدرب فستحصل على نتائج أفضل...». لكنه استطرد: «من الواضح أن الضغوطات مرتفعة مع صانعي القرار في أندية كرة القدم. ولكن، إذا رأيت الحقائق والإحصائيات، في معظم الأوقات لا تنجح الأمور بهذا الشكل».
وأشار تن هاغ إلى أنه لن يقدم أي أعذار بسبب الغيابات العديدة التي يعاني منها فريقه حال الفشل في هزيمة ليدز اليوم، حيث سيفتقد يونايتد جهود لاعب الوسط البرازيلي المحوري كاسيميرو في المباريات الثلاث المقبلة للإيقاف بعد طرده في الفوز 2 - 1 على كريستال بالاس، بينما يغيب لاعب الوسط سكوت مكتوميناي والمهاجمان (الفرنسي) أنطوني مارسيال و(البرازيلي) أنتوني للإصابة. كما يغيب لاعبا الوسط الدنماركي كريستيان إريكسن والهولندي دوني فان دي بيك عن الملاعب لفترة طويلة للإصابة.
وعلق تن هاغ: «لدينا تشكيلة، والكثير من اللاعبين الجيدين المتاحين في هذا الفريق لا يشاركون في التشكيلة الأساسية دائماً. لذلك سيحصل آخرون على فرصة». وقال: «لا يمكنني الحديث عن كاسيميرو أو أنطوني مارسيال، يجب علينا الفوز. هذا الفريق وكل اللاعبين الآخرين يمثلون مانشستر يونايتد، لذا عليهم تقديم أداء قوي وانتزاع الفوز».
وأكد المدرب الهولندي أن يونايتد لا ينوي تقديم استئناف على طرد كاسيميرو، قائلاً إن النادي لا يعتقد أن الاستئناف ضد العقوبة سيكون ناجحاً.
وسيكون بإمكان تن هاغ الاعتماد على النمساوي مارسيل سابيتزر، الوافد الجديد من بايرن ميونيخ، لسد الفراغ الذي سيتركه كاسيميرو. وعن ذلك قال الإسباني ديفيد دي خيا حارس يونايتد: «إيقاف كاسيميرو لثلاث مباريات سيكون صعباً على مانشستر يونايتد لكننا نثق في قدرة مارسيل سابيتزر على تعويضه، يمكن أن يكون بديلاً مثالياً». وأضاف: «فقدنا بالفعل كريستيان والآن كاسيميرو، لكن الفريق يضم مجموعة من اللاعبين الكبار وكلهم جاهزون للعب، أظهر سابيتزر بالفعل خلال الدقائق التي شارك فيها أمام كريستال بالاس أنه يملك إمكانات كبيرة في الوسط، قام ببعض التدخلات الجيدة، وتعامل مع الكرة بشكل متميز، أراه جاهزاً لخوض لقاء ليدز من البداية».
سابيتزر، البالغ من العمر 28 عاماً، الذي لعب سابقاً أيضاً مع رد بول سالزبورغ النمساوي ولايبزيغ الألماني، لديه خبرة كبيرة في دوري أبطال أوروبا وخاض 68 مباراة مع منتخب بلاده، وحول ذلك علق دي خيا: «إنه رجل متمرس، لعب الكثير من المباريات في الدوري الألماني، وهو رجل لطيف في غرفة الملابس. أظهر روحاً طيبة، وسوف يساعد الفريق كثيراً».
وبالعبارات نفسها أعرب تن هاغ والمدافع الأيسر لوك شو عن ارتياحهما لانضمام سابيتزر إلى أولد ترافورد في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية، على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي. وقال مدرب الشياطين الحمر: «منذ الدقائق الأولى معنا انسجم بسرعة، إنه يفهم كرة القدم، يملك رؤية جيدة للملعب». وأضاف: «خاض 20 دقيقة مهمة أمام كريستال بالاس، ونحن نعاني النقص لطرد كاسيميرو وأدى بشكل رائع، إنه هادئ في التعامل مع الكرة ويعرف كيفية الدفاع، نحن في حاجة إلى لاعب يفهم كرة القدم ويجلب معه الروح المناسبة».
كما أثنى شو على المستوى الذي ظهر به النجم النمساوي، وقال: «إنه يوجد هنا منذ أيام قليلة وقد أظهر إمكاناته في التدريبات بسرعة، سيكون إضافة قوية لنا».
ويعتقد أن بجانب النمساوي سيمنح المدرب تن هاغ الفرصة لمهاجمه الشاب الواعد أليخاندرو غارناتشو، حيث أبان اللاعب الأرجنتيني، البالغ من العمر 18 عاماً، عن إمكانات فنية هائلة، وكان حاسماً في معظم المباريات التي دخل فيها كبديل. وكان تن هاغ، قد زج به بعد بداية الشوط الثاني أمام كريستال بالاس إلا أن المدرب سحبه في الربع ساعة الأخير لتغيير خططه مضطراً إثر طرد كاسيميرو. ويمثل وجود غارناتشو في الجناح الأيسر عاملاً إيجابياً وداعماً لزميله ماركوس راشفورد حال تحول الأخير لرأس حربة الفريق. ورغم صغر سن غارناتشو، فإنه يمتلك عقلاً ناضجاً للغاية، كما يتميز بسرعة فائقة تجعل لاعبي الفرق المنافسة يبدون مثل التماثيل الثابتة في مكانها بمراوغاته المفاجئة، وهو الأمر الذي عبر عنه بجدارة أمام مانشستر سيتي الشهر الماضي عندما صنع هدف الفوز لراشفورد بعرضية مثالية (2 - 1).
في المقابل، يخوض ليدز اللقاء بالجهاز المعاون في انتظار البحث عن مدير فني جديد، حيث تم ترشيح مدرب وست بروميتش، كارلوس كوربران، والإسباني أندري إيراولا مدرب رايو فاليكانو، فيما هناك أصوات تطالب بإعادة الأرجنتيني مارسيلو بيلسا للمنصب ويبدو كوربران، المدرب المساعد السابق لبيلسا في فترة الأخير مع ليدز الأقرب للمنصب، بينما يرى آخرون أن خبرة إيراولا تناسب الفريق في هذه الفترة الحساسة.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
TT

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

قبل 16 عاماً، فقد عثمان الكناني بصره فألمّ به خوف من فقدان صلته بكرة القدم التي يهواها منذ صغره. لكن إصراره على عدم الاستسلام دفعه إلى توظيف شغفه في تأسيس أوّل فريق للمكفوفين في العراق وإدارة شؤونه.

ويقول الرجل الذي يبلغ حالياً 51 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما فقدت بصري، عشت سنة قاسية، نسيت فيها حتى كيفية المشي، وأصبحت أعتمد في كل شيء على السمع».

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

في عام 2008، فقد المدير السابق لمكتبة لبيع الكتب واللوازم المدرسية، البصر نتيجة استعمال خاطئ للأدوية لعلاج حساسية موسمية في العين، ما أدّى إلى إصابته بمرض الغلوكوما (تلف في أنسجة العصب البصري).

ويضيف: «ما زاد من المصاعب كان ابتعادي عن كرة القدم». ودام بُعده عن رياضته المفضّلة 8 أعوام.

شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف (أ.ف.ب)

لكن بدعم «مؤسسة السراج الإنسانية» التي شارك في تأسيسها لرعاية المكفوفين في مدينته كربلاء (وسط) في 2016، شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف، حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف.

وظلّ يلعب مع هذا الفريق حتى شكّل في عام 2018 فريقاً لكرة القدم للمكفوفين وتفرّغ لإدارة شؤونه.

ويتابع: «أصبحت كرة القدم كل حياتي».

واعتمد خصوصاً على ابنته البكر لتأمين المراسلات الخارجية حتى تَواصلَ مع مؤسسة «آي بي إف فاونديشن (IBF Foundation)» المعنيّة بكرة القدم للمكفوفين حول العالم.

يتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً (أ.ف.ب)

وكانت «الفرحة لا توصف» حين منحته المؤسسة في عام 2022 دعماً ومعدات من أقنعة تعتيم للعيون وكُرات خاصة.

ويوضح: «هكذا انطلق الحلم الرائع».

ويؤكّد أن تأسيس الفريق أتاح له «إعادة الاندماج مع الأصدقاء والحياة»، قائلاً: «بعد أن انعزلت، خرجت فجأة من بين الركام».

4 مكفوفين... وحارس مبصر

وانطلق الفريق بشكل رسمي مطلع العام الحالي بعدما تأسّس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين في نهاية 2023، وتشكّل من 20 لاعباً من محافظات كربلاء وديالى، وبغداد.

ويستعد اليوم لأوّل مشاركة خارجية له، وذلك في بطولة ودية في المغرب مقرّرة في نهاية يونيو (حزيران).

ويتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد، مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً. ومن بين اللاعبين 10 يأتون من خارج العاصمة للمشاركة في التمارين.

يصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب (أ.ف.ب)

ومدّة الشوط الواحد 20 دقيقة، وعدد اللاعبين في المباراة 5، منهم 4 مكفوفون بالكامل بينما الحارس مبصر.

وخلال تمارين الإحماء، يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم.

وتتضمّن قواعد لعبة كرة القدم للمكفوفين كرات خاصة، ينبثق منها صوت جرس يتحسّس اللاعب عبره مكان الكرة للحاق بها.

ويقوم كلّ من المدرّب والحارس بتوجيه اللاعبين بصوت عالٍ.

يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً (أ.ف.ب)

بعد ذلك، يأتي دور ما يُعرف بالمرشد أو الموجّه الذي يقف خلف مرمى الخصم، ماسكاً بجسم معدني يضرب به أطراف المرمى، لجلب انتباه اللاعب وتوجيهه حسب اتجاه الكرة.

ويصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب لئلّا يصطدموا ببعضهم.

وحين يمرّ بائع المرطبات في الشارع المحاذي للملعب مع مكبرات للصوت، تتوقف اللعبة لبضع دقائق لاستحالة التواصل سمعياً لمواصلة المباراة.

تمارين الإحماء لأعضاء الفريق (أ.ف.ب)

وبحسب قواعد ومعايير اللعبة، يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً، بينما يبلغ ارتفاع المرمى 2.14 متر، وعرضه 3.66 متر (مقابل ارتفاع 2.44 متر، وعرض 7.32 متر في كرة القدم العادية).

لا تردّد... ولا خوف

وخصّصت اللجنة البارالمبية العراقية لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة راتباً شهرياً للاعب قدره ما يعادل 230 دولاراً، وللمدرب ما يعادل تقريباً 380 دولاراً.

لكن منذ تأسيس الفريق، لم تصل التخصيصات المالية بعد، إذ لا تزال موازنة العام الحالي قيد الدراسة في مجلس النواب العراقي.

ويشيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين طارق الملا (60 عاماً) بالتزام اللاعبين بالحضور إلى التدريبات «على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهونها».

اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي (أ.ف.ب)

ويوضح: «البعض ليست لديه موارد مالية، لكن مع ذلك سيتحمّلون تكاليف تذاكر السفر والإقامة» في المغرب.

ويضيف: «أرى أن اللاعبين لديهم إمكانات خارقة لأنهم يعملون على مراوغة الكرة وتحقيق توافق عضلي عصبي، ويعتمدون على الصوت».

ويأمل الملّا في أن «تشهد اللعبة انتشاراً في بقية مدن البلاد في إطار التشجيع على ممارستها وتأسيس فرق جديدة أخرى».

ودخل الفريق معسكراً تدريبياً في إيران لمدة 10 أيام، إذ إن «المعسكر الداخلي في بغداد غير كافٍ، والفريق يحتاج إلى تهيئة أفضل» للبطولة في المغرب.

وعلى الرغم من صعوبة مهمته، يُظهر المدرّب علي عباس (46 عاماً) المتخصّص بكرة القدم الخماسية قدراً كبيراً من التفاؤل.

خلال تمارين الإحماء يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم (أ.ف.ب)

ويقول: «اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي، وهذا ما يشجعني أيضاً».

ويشير عباس، الذي يكرس سيارته الخاصة لنقل لاعبين معه من كربلاء إلى بغداد، إلى أن أبرز صعوبات تدريب فريق مثل هذا تتمثل في «جعل اللاعبين متمرّسين بالمهارات الأساسية للعبة لأنها صعبة».

وخلال استراحة قصيرة بعد حصّة تدريبية شاقّة وسط أجواء حارّة، يعرب قائد الفريق حيدر البصير (36 عاماً) عن حماسه للمشاركة الخارجية المقبلة.

ويقول: «لطالما حظيت بمساندة أسرتي وزوجتي لتجاوز الصعوبات» أبرزها «حفظ الطريق للوصول من البيت إلى الملعب، وعدم توفر وسيلة نقل للاعبين، والمخاوف من التعرض لإصابات».

ويطالب البصير الذي يحمل شهادة في علم الاجتماع، المؤسّسات الرياضية العراقية الحكومية «بتأمين سيارات تنقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن التدريب للتخفيف من متاعبهم».

ويضيف: «لم تقف الصعوبات التي نمرّ بها حائلاً أمامنا، ولا مكان هنا للتردد، ولا للخوف».