يونايتد لتعزيز مكانه في المربع الذهبي على حساب ليدز «المترنح» اليوم

في مباراة مؤجلة بينهما بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية

النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
TT

يونايتد لتعزيز مكانه في المربع الذهبي على حساب ليدز «المترنح» اليوم

النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)
النمساوي سابيتزر نجم يونايتد الجديد (يمين) مطالب بسد فراغ كاسيميرو الموقوف 3 مباريات (د.ب.أ)

يستضيف مانشستر يونايتد، الساعي لتعزيز مكانه في المربع الذهبي، منافسه ليدز الذي يعاني أسفل الجدول اليوم في مباراة مؤجلة بينهما بالدوري الممتاز الإنجليزي من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، بسبب وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
ويدخل يونايتد لقاء اليوم وهو في حالة معنوية جيدة بعدما ارتقى للمركز الثالث بجدول الدوري، وتأهل لنهائي كأس الرابطة الإنجليزية، وبات تحت قيادة المدرب الهولندي إريك تن هاغ يسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء جفاف الألقاب في النادي منذ ست سنوات.

ليدز يخوض اللقاء من دون مدربه مارش المقال لسوء النتائج (رويترز)

في المقابل، يدخل ليدز يونايتد المتعثر اللقاء بعد يومين من إقالة المدرب الأميركي جيسي مارش، بعدما تراجع الفريق للمركز 17 متقدماً بمركز واحد على منطقة الهبوط.
وكان مارش تولى تدريب ليدز في فبراير (شباط) من العام الماضي بعد رحيل الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، وقاده لضمان البقاء في الدوري في الجولة الأخيرة، لكن في ظل تراجع النتائج هذا الموسم قرر النادي التخلي عنه، وسيقود الثلاثي المعاون بالجهاز الفني مايكل سكوبالا وباكو غاياردو وكريس آرماس الفريق في مباراة اليوم بملعب «أولد ترافورد».
في المقابل، لم يتعرض يونايتد سوى لخسارة واحدة في آخر 15 مباراة في جميع المسابقات أمام آرسنال المتصدر، لكن قبل بداية تلك السلسلة خسر أمام أستون فيلا في المباراة الأولى لمدربه الجديد حينها الإسباني أوناي إيمري.
قال تن هاغ، الذي قاد يونايتد لاحتلال المركز الثالث مع 42 نقطة متأخراً بفارق 3 نقاط عن جاره اللدود سيتي الثاني: «علينا أن نكون على علم بأن تغيير الأجهزة الفنية للفرق أحياناً يأتي بحماس غير مسبوق، عندما كان جيسي مارش مدرباً، كان من الواضح لنا كيف يلعبون. الآن من الممكن أن يتغيروا، من الممكن أيضاً ألا يحصل ذلك. أعتقد أننا سنكتشف ذلك على أرض الملعب». وستكون مباراة اليوم الأولى من مباراتين في خمسة أيام بين الغريمين التقليديين، حيث يسافر يونايتد إلى ليدز الأحد ضمن منافسات المرحلة 23. وعلق المدرب الهولندي: «هي بالتأكيد مباراة كبيرة في هذا الجزء من إنجلترا وهي مباراة كبيرة بالنسبة لنا أيضاً. هناك منافسون معتادون مثل مانشستر سيتي وليفربول، ولكن بالنسبة لجماهيرنا فهذه المباراة تعني الكثير، كما أن لاعبينا على دراية بذلك وهم يعرفون ماذا يفعلون».
وانتقد تن هاغ، في موسمه الأول في ملعب «أولد ترافورد»، قرار إقالة مارش بعد عام واحد فقط من تسلمه مهامه الفنية، قائلاً: «من المحزن دائماً أن تتم إقالة مدرب زميل لك. بشكل عام، لا أؤمن أنه إذا طردت المدرب فستحصل على نتائج أفضل...». لكنه استطرد: «من الواضح أن الضغوطات مرتفعة مع صانعي القرار في أندية كرة القدم. ولكن، إذا رأيت الحقائق والإحصائيات، في معظم الأوقات لا تنجح الأمور بهذا الشكل».
وأشار تن هاغ إلى أنه لن يقدم أي أعذار بسبب الغيابات العديدة التي يعاني منها فريقه حال الفشل في هزيمة ليدز اليوم، حيث سيفتقد يونايتد جهود لاعب الوسط البرازيلي المحوري كاسيميرو في المباريات الثلاث المقبلة للإيقاف بعد طرده في الفوز 2 - 1 على كريستال بالاس، بينما يغيب لاعب الوسط سكوت مكتوميناي والمهاجمان (الفرنسي) أنطوني مارسيال و(البرازيلي) أنتوني للإصابة. كما يغيب لاعبا الوسط الدنماركي كريستيان إريكسن والهولندي دوني فان دي بيك عن الملاعب لفترة طويلة للإصابة.
وعلق تن هاغ: «لدينا تشكيلة، والكثير من اللاعبين الجيدين المتاحين في هذا الفريق لا يشاركون في التشكيلة الأساسية دائماً. لذلك سيحصل آخرون على فرصة». وقال: «لا يمكنني الحديث عن كاسيميرو أو أنطوني مارسيال، يجب علينا الفوز. هذا الفريق وكل اللاعبين الآخرين يمثلون مانشستر يونايتد، لذا عليهم تقديم أداء قوي وانتزاع الفوز».
وأكد المدرب الهولندي أن يونايتد لا ينوي تقديم استئناف على طرد كاسيميرو، قائلاً إن النادي لا يعتقد أن الاستئناف ضد العقوبة سيكون ناجحاً.
وسيكون بإمكان تن هاغ الاعتماد على النمساوي مارسيل سابيتزر، الوافد الجديد من بايرن ميونيخ، لسد الفراغ الذي سيتركه كاسيميرو. وعن ذلك قال الإسباني ديفيد دي خيا حارس يونايتد: «إيقاف كاسيميرو لثلاث مباريات سيكون صعباً على مانشستر يونايتد لكننا نثق في قدرة مارسيل سابيتزر على تعويضه، يمكن أن يكون بديلاً مثالياً». وأضاف: «فقدنا بالفعل كريستيان والآن كاسيميرو، لكن الفريق يضم مجموعة من اللاعبين الكبار وكلهم جاهزون للعب، أظهر سابيتزر بالفعل خلال الدقائق التي شارك فيها أمام كريستال بالاس أنه يملك إمكانات كبيرة في الوسط، قام ببعض التدخلات الجيدة، وتعامل مع الكرة بشكل متميز، أراه جاهزاً لخوض لقاء ليدز من البداية».
سابيتزر، البالغ من العمر 28 عاماً، الذي لعب سابقاً أيضاً مع رد بول سالزبورغ النمساوي ولايبزيغ الألماني، لديه خبرة كبيرة في دوري أبطال أوروبا وخاض 68 مباراة مع منتخب بلاده، وحول ذلك علق دي خيا: «إنه رجل متمرس، لعب الكثير من المباريات في الدوري الألماني، وهو رجل لطيف في غرفة الملابس. أظهر روحاً طيبة، وسوف يساعد الفريق كثيراً».
وبالعبارات نفسها أعرب تن هاغ والمدافع الأيسر لوك شو عن ارتياحهما لانضمام سابيتزر إلى أولد ترافورد في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية، على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي. وقال مدرب الشياطين الحمر: «منذ الدقائق الأولى معنا انسجم بسرعة، إنه يفهم كرة القدم، يملك رؤية جيدة للملعب». وأضاف: «خاض 20 دقيقة مهمة أمام كريستال بالاس، ونحن نعاني النقص لطرد كاسيميرو وأدى بشكل رائع، إنه هادئ في التعامل مع الكرة ويعرف كيفية الدفاع، نحن في حاجة إلى لاعب يفهم كرة القدم ويجلب معه الروح المناسبة».
كما أثنى شو على المستوى الذي ظهر به النجم النمساوي، وقال: «إنه يوجد هنا منذ أيام قليلة وقد أظهر إمكاناته في التدريبات بسرعة، سيكون إضافة قوية لنا».
ويعتقد أن بجانب النمساوي سيمنح المدرب تن هاغ الفرصة لمهاجمه الشاب الواعد أليخاندرو غارناتشو، حيث أبان اللاعب الأرجنتيني، البالغ من العمر 18 عاماً، عن إمكانات فنية هائلة، وكان حاسماً في معظم المباريات التي دخل فيها كبديل. وكان تن هاغ، قد زج به بعد بداية الشوط الثاني أمام كريستال بالاس إلا أن المدرب سحبه في الربع ساعة الأخير لتغيير خططه مضطراً إثر طرد كاسيميرو. ويمثل وجود غارناتشو في الجناح الأيسر عاملاً إيجابياً وداعماً لزميله ماركوس راشفورد حال تحول الأخير لرأس حربة الفريق. ورغم صغر سن غارناتشو، فإنه يمتلك عقلاً ناضجاً للغاية، كما يتميز بسرعة فائقة تجعل لاعبي الفرق المنافسة يبدون مثل التماثيل الثابتة في مكانها بمراوغاته المفاجئة، وهو الأمر الذي عبر عنه بجدارة أمام مانشستر سيتي الشهر الماضي عندما صنع هدف الفوز لراشفورد بعرضية مثالية (2 - 1).
في المقابل، يخوض ليدز اللقاء بالجهاز المعاون في انتظار البحث عن مدير فني جديد، حيث تم ترشيح مدرب وست بروميتش، كارلوس كوربران، والإسباني أندري إيراولا مدرب رايو فاليكانو، فيما هناك أصوات تطالب بإعادة الأرجنتيني مارسيلو بيلسا للمنصب ويبدو كوربران، المدرب المساعد السابق لبيلسا في فترة الأخير مع ليدز الأقرب للمنصب، بينما يرى آخرون أن خبرة إيراولا تناسب الفريق في هذه الفترة الحساسة.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.