عقار للمسالك البولية يقضي على الأميبا القاتلة «الآكلة للدماغ»

أفادت مجلة «ساينس» العلمية بأن دواءً قديمًا لعلاج التهابات المسالك البولية قد يعمل أيضًا مع التهابات الأميبا «التي تتغذى على الدماغ»، والتي تقتل الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بها.
فقد تم توضيح الدواء في تقرير حالة حديث نُشر بيناير (كانون الثاني) بمجلة «Emerging Infectious Diseases» الذي يصف رجلاً يبلغ من العمر 54 عامًا تم اختراق دماغه بواسطة أميبا «Balamuthia mandrillaris»؛ حيث يعيش الكائن وحيد الخلية في الغبار والتربة والماء، ويمكن أن يدخل الجسم من خلال الجروح الجلدية أو من خلال الرئتين عند استنشاقه، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). كما يمكن للأميبا بعد ذلك أن تتسلل إلى مجرى الدم وتنتقل إلى الدماغ، مسببة عدوى نادرة جدًا تسمى «التهاب الدماغ الأميبي الحبيبي» الذي يقتل حوالى 90 % من المصابين.
«قد يبدو المرض خفيفًا في البداية ولكن يمكن أن يصبح أكثر حدة خلال أسابيع إلى عدة أشهر»، وفق المركز، وذلك وفق «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وفي هذا الاطار، تلقى الرجل العلاج في البداية بمستشفى شمال كاليفورنيا لنوبة غير مبررة، فيما كشف التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) عن وجود كتلة في الجانب الأيسر من دماغه محاطة بالانتفاخ. وفي هذه المرحلة، تم نقل الرجل إلى المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو (UCSF)، حيث أخذ الأطباء عينات من أنسجة دماغ المريض والسائل الصافي المحيط بالمخ والحبل الشوكي. وقد كشف هذا التحليل عن بكتيريا الماندريلاليس بدماغه.
وبعد استشارة مركز السيطرة على الأمراض، وصف أطباء للمريض نظامًا صارمًا من الأدوية المضادة للطفيليات والبكتيريا والفطريات.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قالت الدكتورة ناتاشا سبوتيسوود عالمة الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو المؤلفة الأولى لتقرير الحالة «هذا ما يوصى به لمرضى الذين نجوا. لكن لسوء الحظ، تسبب العلاج في آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك الفشل الكلوي، ولم يكن المريض خاليًا من الأميبا بعد».
وبحثًا عن حل آخر، وجد علماء عام 2018 خلال بحث نُشر بمجلة «mBio» دليلًا على أن مضادًا حيويًا يسمى النيتروكسولين يمكن أن يقتل B. Mandrillaris. وقد تمت الموافقة على العقار في أوروبا. لكن ليس في الولايات المتحدة، لذلك طلب الفريق الطبي إذنًا من إدارة الغذاء والدواء لاستخدامه؛ فحصلوا على الموافقة، وبدأوا بإعطاء المريض النيتروكولين ولاحظوا تحسنًا سريعًا في غضون أسبوع. وسرعان ما خرج المريض من المستشفى واستمر بتناول النيتروكولين في المنزل إلى جانب الأدوية الأخرى. لذلك يخطط أطباؤه للتوقف في النهاية عن استخدامه للعقاقير.
في غضون ذلك، يشرف أطباء UCSF على حالة مريض ثانٍ مصاب ببكتيريا B. Mandrillaris والذي بدأ بتلقي النيتروكولين. فيما ذكرت المجلة أنه يشهد تحسينات مماثلة.