شاهد... إخراج 3 أطفال سوريين أحياء من تحت الأنقاض بعد الزلزال

مواطنون يحملون طفلة مصابة من تحت أنقاض مبنى منهار في بلدة جندريس بريف مدينة عفرين شمال غربي سوريا (أ.ف.ب)
مواطنون يحملون طفلة مصابة من تحت أنقاض مبنى منهار في بلدة جندريس بريف مدينة عفرين شمال غربي سوريا (أ.ف.ب)
TT

شاهد... إخراج 3 أطفال سوريين أحياء من تحت الأنقاض بعد الزلزال

مواطنون يحملون طفلة مصابة من تحت أنقاض مبنى منهار في بلدة جندريس بريف مدينة عفرين شمال غربي سوريا (أ.ف.ب)
مواطنون يحملون طفلة مصابة من تحت أنقاض مبنى منهار في بلدة جندريس بريف مدينة عفرين شمال غربي سوريا (أ.ف.ب)

تواصل فرق الإنقاذ السورية العمل من أجل انتشال المحاصرين تحت أنقاض المباني في المناطق المنكوبة، جراء الزلزال الذي ضرب أمس (الاثنين) تركيا وسوريا، وراح ضحيته ما يقرب من الخمسة آلاف قتيل، وما لا يقل عن 1062 في شمال سوريا.
وهز الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، تركيا وسوريا، في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين، فأسقط مجمعات سكنية بأكملها ودمر مستشفيات وخلف آلاف المصابين أو المشردين.

ومع قلة الإمكانات والمعدات في سوريا، البلد الذي أنهكته الحرب الأهلية مسبقاً، استخدم رجال الدفاع المدني السوري والمتطوعون، الوسائل البدائية للإنقاذ، وكذلك أيديهم للحفر بين الأنقاض وإنقاذ الأطفال والعائلات من تحت الركام.

وفي مشهد ممتلئ بالقلق والترقب، يحدث رجل الإنقاذ طفلة سورية تحت الأنقاض وهو يقول: «بابا هون (هنا) لا تخافي».
https://twitter.com/SyriaCivilDefe/status/1622862845699321857?s=20&t=tyaKqjjCZA7A4xcuV44vMQ
لتطل الفتاة الصغيرة «نور» من بين أعمدة الخرسانة والتراب تحت ركام منزلها المدمر في قرية جنديرس بريف عفرين شمال حلب. وتخرج الطفلة إلى حضن والدها مجدداً وسط صيحات «الله أكبر» وابتسامة رغم الخوف والرعب اللذين شاهدتها.

مع الهزات الارتدادية المستمرة منذ أمس يزيد احتمال انهيار المباني، بالإضافة إلى حالة الطقس الثلجية التي تضرب شمال غربي سوريا وانخفاض كبير في درجات الحرارة، صعب الأمر أمام جهود الإنقاذ التي قضت ليلة حافلة من المشاهد الإنسانية، لإنقاذ الأرواح وانتشال الجثث والضحايا.
وعلى أضواء الكشافات ليلة أمس، صاح رجل «الخوذة البيضاء»: «ساعدني يا هارون... يالا»، محفزاً الطفل السوري «هارون» على الحركة معه وهو يسحب قدمه ويخرجه بنجاح من تحت أنقاض منزله في قرية جنديرس في ريف حلب الشمالي.
https://twitter.com/SyriaCivilDefe/status/1622886262012010497?s=20&t=nYNKs_akLJoT_AVfxbROxg
وقال الدفاع المدني السوري، عبر حسابه على موقع التواصل «فيسبوك»، اليوم الثلاثاء، إن «استمرار عمليات البحث منذ أكثر 29 ساعة وسط صعوبات كبيرة، واستمرار الهزات الارتدادية». وأوضح أن حصيلة المباني المدمرة بلغت أكثر من 210 بشكل كامل، وأكثر من 520 بشكل جزئي، وآلاف الأبنية والمنازل تصدعت بسبب الزلزال.
وفي سرمدا بريف إدلب الشمالي، كانت هناك لحظة أمل جديدة لأم سورية وطفلها الذي لا يتعدى عمره 4 سنوات، بعد إنقاذهم من تحت الأنقاض بعد أكثر من 20 ساعة من الخوف والرعب تحت الصخور، ويقول رجال الدفاع المدني السوري، إن تلك الأسرة نجت من الموت من قبل، جراء الحرب السورية في حمص، وهاجرت إلى سرمدا، وفقدت العائلة ثلاثة أطفال في الزلزال.
https://twitter.com/SyriaCivilDefe/status/1622847338279497729?s=20&t=tTtubZuCZjAAiOtZvEjNfQ
وتضررت محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس الخاضعة لسيطرة الحكومة من الزلزال، وقُتل ما لا يقل عن 1620 وأصيب نحو 3500، وفقاً لأرقام حكومة دمشق التي نشرتها اليوم (الثلاثاء)، وكذلك نقلاً عن رجال الإنقاذ في المنطقة الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة.
وتناشد منظمة «الخوذ البيضاء» السورية، المنظمات الإنسانية والجهات المانحة الدولية، لتقديم الدعم المادي لمتابعة الاستجابة لهذه الكارثة، وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة في مجال الشؤون الإنسانية في سوريا، إن نقص الوقود والطقس القارس يعرقلان استجابة المنظمة الدولية.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

الولايات المتحدة​ رجل يحمي نفسه من المطر أثناء سيره على طول رصيف شاطئ هنتنغتون (أ.ب)

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

ألغت الولايات المتحدة التحذير من خطر حدوث تسونامي، الذي أصدرته في وقت سابق الخميس في كاليفورنيا، بعدما ضرب زلزال بقوة 7 درجات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس )
شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كاشمر في شمال شرقي إيران يونيو الماضي (أرشيفية - إيسنا)

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب غرب إيران

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة ضرب غرب إيران، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا عمارات على النيل في وسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

هزة أرضية بقوة 4.8 درجة تضرب شمال مصر

سجلت مصر اليوم هزة أرضية بقوة 4.8 درجة على بعد 502 كيلومتر شمالي دمياط في شمال شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

يعكف علماء على مراقبة سلوك الحيوانات باستخدام أجهزة تعقب متطورة تُثبّت على أجسادها، وترتبط بقمر اصطناعي جديد يُطلق العام المقبل

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.