تقارير عن استعدادات لبناء مصنع مسيّرات إيرانية في روسيا

بهدف إنتاج 6 آلاف منها لمضاعفة التحدي أمام الدفاعات في أوكرانيا

طائرة مسيّرة تحلق في سماء باخموت في الأول من فبراير (أ.ف.ب)
طائرة مسيّرة تحلق في سماء باخموت في الأول من فبراير (أ.ف.ب)
TT

تقارير عن استعدادات لبناء مصنع مسيّرات إيرانية في روسيا

طائرة مسيّرة تحلق في سماء باخموت في الأول من فبراير (أ.ف.ب)
طائرة مسيّرة تحلق في سماء باخموت في الأول من فبراير (أ.ف.ب)

كشف مسؤولون في دولة متحالفة مع الولايات المتحدة أن موسكو وطهران تمضيان في خططهما لبناء مصنع جديد في روسيا يمكنه صنع ما لا يقل عن ستة آلاف من الطائرات المسيّرة إيرانية التصميم، ويجري استخدامها على نطاق واسع في أوكرانيا، ما يعد أحدث مؤشر إلى تعميق التعاون بين البلدين.
وأوضح المسؤولون أنه في إطار التعاون العسكري بين موسكو وطهران، توجه وفد إيراني رفيع بقيادة رئيس منظمة الجهاد لأبحاث القوة الجوية والفضائية التابعة لـ«الحرس الثوري» اللواء عبد الله محرابي والرئيس التنفيذي لـ«صناعة طيران القدس» قاسم دماوانديان، إلى روسيا في 5 يناير (كانون الثاني) الماضي لتفقد الموقع المقرر للمصنع، ولمناقشة تفاصيل البدء في المشروع وتشغيله. ويقع المكان المخطط للمصنع في بلدة ييلابوغا الروسية، على مسافة نحو 600 ميل (960 كيلومتراً) شرق موسكو. ولفتوا إلى أن البلدين يسعيان إلى إنتاج مسيّرات أسرع يمكن أن تشكل تحدياً جديداً للدفاعات الجوية الأوكرانية. وأكدوا أن المحادثات الروسية - الإيرانية انتقلت إلى خطط ملموسة مع الزيارة التي قام بها المسؤولون الإيرانيون الذين جالوا في الموقع الفارغ، حيث يخطط زعماء البلدين لبناء مصنع جديد يمكنه إنتاج ما لا يقل عن ستة آلاف طائرة مسيّرة في السنوات المقبلة.
وكان البيت الأبيض قد حذر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من أن موسكو وطهران تدرسان بناء خط إنتاج مشترك للطائرات المسيّرة في روسيا، علماً بأن طهران زودت موسكو بالفعل بمئات المسيّرات التي استخدمتها القوات الروسية لضرب أهداف عسكرية ومدنية في أوكرانيا، في ظل تحذيرات إدارة الرئيس جو بايدن من أن روسيا وإيران تطوران «شراكة دفاعية كاملة»، علماً بأن موسكو تدرب الطيارين الإيرانيين على طائرات حربية روسية يمكن إرسالها إلى طهران بحلول نهاية العام الجاري.
وحتى الآن، زودت إيران روسيا في الغالب بما يسمى «المسيّرات الانتحارية» المعروفة رسمياً باسم «شاهد 136»، التي تحتوي على كمية متواضعة من المتفجرات التي تنفجر عندما تصطدم بأهدافها.
واستخدمت روسيا هذه المسيّرات لاستهداف شبكة الكهرباء الأوكرانية في محاولة لتعطيل إمدادات الكهرباء في البلاد خلال فصل الشتاء البارد، وتقويض الروح المعنوية للأوكرانيين. وبمضي الوقت، نجحت الدفاعات الأوكرانية في تحييد تهديد هذه المسيّرات إلى حد كبير. و«شاهد 136» مسيّرة بطيئة الحركة وصاخبة مزودة بمحركات دافعة، ما يجعل من السهل نسبياً تحديد موقعها وإسقاطها. وبالفعل أسقطت أوكرانيا أكثر من 540 مسيّرة منذ أن بدأت في الظهور فوق سماء البلاد في الخريف الماضي.
وقال المسؤولون إن إيران تعمل الآن مع روسيا لتطوير نموذج جديد يتوقع أن يتضمن محركاً جديداً لجعله يطير بشكل أسرع ولمسافة أبعد. وسينتج المصنع الجديد هذه المسيّرة المتقدمة. ويمكن أن يشكل ذلك تحديات جديدة لأوكرانيا والدول الأخرى التي يمكن أن تكون أهدافاً. وأوضحوا أن المصنع جزء من صفقة قيمتها مليار دولار بين روسيا وإيران، لافتين إلى أن روسيا زودت إيران بأسلحة جرى الاستيلاء عليها في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وحذرت الولايات المتحدة من أن إيران وافقت على تزويد روسيا بصواريخ باليستية، علماً بأنه لا توجد حتى الآن مؤشرات إلى أن ذلك حدث بالفعل.
وفي مصادفة واضحة، في 6 يناير، بعد يوم واحد من سفر المسؤولين الإيرانيين إلى روسيا، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على دماوانديان، الذي تتهمه واشنطن بالإشراف على إمداد روسيا بالمسيّرات الإيرانية. كما فرضت عقوبات على اللواء محرابي عام 2021 بتهمة بناء وشراء محركات للمسيّرات الإيرانية.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.