أكثر من 4300 قتيل في تركيا وسوريا جراء الزلزال

إردوغان أعلن حدادا وطنياً لمدة 7 أيام... واجتماع طارئ للحكومية السورية

فرق الإنقاذ أمام مبنى دمره الزلزال في ديار بكر بتركيا (رويترز)
فرق الإنقاذ أمام مبنى دمره الزلزال في ديار بكر بتركيا (رويترز)
TT

أكثر من 4300 قتيل في تركيا وسوريا جراء الزلزال

فرق الإنقاذ أمام مبنى دمره الزلزال في ديار بكر بتركيا (رويترز)
فرق الإنقاذ أمام مبنى دمره الزلزال في ديار بكر بتركيا (رويترز)

ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، يوم الاثنين، إلى أكثر من 4300 قتيل، علما أنه أحد الزلازل الأكثر عنفا منذ نحو قرن، إذ بلغت قوته 7.8 درجة ليسوي بنايات سكنية بالأرض ويشيع المزيد من الدمار في مدن سورية مزقتها سنوات الحرب.
وكان الزلزال الذي وقع قبل طلوع شمس يوم الاثنين هو الأسوأ الذي تشهده تركيا خلال القرن الجاري، وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة.
وقال السوري عبد السلام المحمود من بلدة الأتارب في حلب إنه شعر وكأنها «نهاية العالم».
وقالت امرأة أصيبت بكسر في الذراع وجروح في وجهها وهي في سيارة إسعاف قرب حطام بناية مؤلفة من سبعة طوابق كانت تعيش فيها في ديار بكر في جنوب شرق تركيا «كنا نهتز كما يهتز مهد طفل رضيع. كان هناك تسعة منا في المنزل، اثنان من أولادي لا يزالان تحت الأنقاض... أنا في انتظارهما».

زلازل تركيا... تاريخ طويل وذكريات أليمة

وقالت هيئة إدارة الكوارث التركية إن عدد القتلى في البلاد بلغ 2921  قتيلًا في حين بلغ عدد المصابين 15834. وقُتل ما لا يقل عن 1440 شخص في سوريا، وفقا لأرقام حكومة دمشق وعمال الإنقاذ في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليها المعارضة.
وأعاق ضعف شبكة الإنترنت وتضرر الطرق التي تربط بين بعض المدن الأكثر نكبة بالزلزال في جنوب تركيا الذي يقطنه الملايين، جهود تقييم حجم الخسائر.

عمال إنقاذ يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى مدمر في ديار بكر التركية (رويترز)

ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما يقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما يؤدي إلى تدهور ظروف المحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى. وكانت الأمطار تسقط اليوم الاثنين بعد أن اجتاحت العواصف الثلجية البلاد في مطلع الأسبوع.

«كارثة تاريخية» وحداد في تركيا

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يستعد لانتخابات صعبة في مايو (أيار)، إن ما حدث كارثة تاريخية وأسوأ زلزال يضرب تركيا منذ عام 1939، لكنه قال إن السلطات تبذل كل ما في وسعها.
وأضاف «قلوبنا وأرواحنا جميعا مع الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب الأمور». وأعلن في وقت لاحق حدادا وطنيا لسبعة أيام في البلاد، وبحسب مرسوم أصدرته الحكومة، تنكّس الأعلام حتى مساء الأحد 12 فبراير (شباط).
وأظهرت لقطات حية بثتها محطة تي.آر.تي التركية الرسمية مبنى وهو ينهار في إقليم أضنة جنوب البلاد بعد الزلزال الثاني ولم يتضح بعد إن كان قد تم إخلاؤه قبلها.

رجل يبكي بينما تتواصل جهود البحث عن ناجين في مدينة عثمانية التركية (رويترز)

وفي سوريا، التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد على 11 عاما، ذكرت وزارة الصحة أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 1440 قتيلاً وأكثر من 3500 مصاب.
وشاهد صحافيون من «رويترز» العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلا من الحطام بحثا عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلبا للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة. وحمل رجال فتاة ملفوفة في بطاطين من بناية منهارة في المدينة.

ماذا يعني وقوع زلزال بقوة 7.8 درجة؟

وفي أزمير أظهرت لقطات لطائرات مسيرة عمال إنقاذ يقفون أعلى كومة من الأنقاض حيث كان أحد المباني قائما في يوم من الأيام‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ويرفعون كتل الأنقاض. وأظهرت لقطات جرى تداولها على تويتر بنايتين متجاورتين تنهاران واحدة تلو الأخرى في حلب السورية مما ملأ الشارع بالغبار والأتربة.
وقال اثنان من السكان في المدينة، التي مزقتها الحرب، إن البنايتين انهارتا في الساعات التالية للزلزال، الذي شعر به أيضا السكان في قبرص ولبنان.

عمال إغاثة ومدنيون يقومون بعمليات البحث في موقع مبنى مدمر جراء الزلزال في مدينة حارم السورية (د.ب.أ)
    

«لم يخرج أي منهم»

في مدينة جنديرس الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة حلب السورية، تحولت بناية متعددة الطوابق إلى كومة من الخرسانة وقضبان الحديد والملابس المتناثرة في كل مكان. وقال شاب نحيل عيناه شاخصتان من الصدمة ويده مربوطة بضمادة «كانت هناك 12 أسرة تحتها. لم يخرج أي منهم.. ولا واحد».
ووصف رائد الصالح مدير منظمة الخوذ البيضاء السورية جهودهم بأنها «سباق مع الزمن لإنقاذ أرواح المحاصرين تحت الأنقاض». والخوذ البيضاء هي منظمة إغاثة في مناطق تسيطر عليها المعارضة وعُرف عن أفرادها إنقاذ من يعلقون تحت أنقاض البنايات التي تنهار في ضربات جوية.

أبرزها قلعة حلب... أضرار تطال مواقع أثرية سورية جراء الزلزال

وأفادت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شمال غرب سوريا أنه من المتوقع زيادة عدد القتلى في المنطقة.
وقالت المتحدثة ماديفي سون سوون «تعاملنا مع ظواهر جوية وعواصف ثلجية لكن لا شيء بحجم زلزال بهذه القوة. ما هو إلا إضافة إلى كل أشكال المعاناة».

وفي مدينة حماة التي تسيطر عليها الحكومة السورية، رأى صحفي من «رويترز» طفلا يبدو أنه قد فارق الحياة يتم انتشاله من بين أنقاض أحد المباني.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لفرق الإنقاذ وهي تبحث عن ناجين تحت الأمطار الغزيرة والصقيع. وقالت الرئاسة السورية إن الرئيس بشار الأسد عقد اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء للاطلاع على حجم الأضرار ومناقشة الخطوات المقبلة.

دمشق تناشد المجتمع الدولي «مد يد العون» لدعمها في مواجهة الزلزال

وقال شهود إن سكان دمشق ومدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين ركضوا إلى الشارع واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن المباني خوفا من الانهيار.
وقال إردوغان إن 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.
وأذاعت إدارة الكوارث والطوارئ التركية لقطات تظهر أحد رجال الإنقاذ وهو يزحف داخل مبنى منهار في مدينة ملاطية في محاولة لرصد مكان أحد الناجين المحاصرين تحت الأنقاض.
وسُمع رجل الإنقاذ وهو يقول «ما هو اللون الذي ترتديه؟ هل ترتدي اللون الوردي؟ من فضلك اعتني بنفسك في الوقت الحالي، لا أستطيع رؤية أي شيء آخر».

اقرأ أيضا: زلزال تركيا... «قدر الجغرافيا» يهز الأرض من جديد


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 6.7 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين

آسيا صورة عامة للعاصمة مانيلا (أرشيفية - رويترز)

زلزال بقوة 6.7 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين

ذكر المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض أن زلزالاً بقوة 6.7 درجة ضرب مينداناو بالفلبين اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
علوم كوكب الأرض كما يظهر من سطح القمر (ناسا - أ.ب)

هل يصبح يومنا أقصر بسبب دوران لُب الأرض؟

داخل كوكب الأرض كرة من الحديد، تدور بشكل مستقل عن دوران كوكبنا حول نفسه، هذه الكرة لطالما شغلت الباحثين.

شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام، بعد الزلزال الذي ضرب مدینة كاشمر في شمال شرق إيران (إيسنا)

قتلى وعشرات الجرحى في زلزال هزّ شمال شرق إيران

زلزال بقوة 4.9 درجات يضرب مدينة كاشمر في مقاطعة رضوي خراسان شمال شرقي إيران؛ ما أسفر عن سقوط 4 قتلى وعشرات المصابين

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا رسم بياني لزلزال (رويترز - أرشيفية)

زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب وسط اليابان

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 5.9 درجات وسط اليابان، صباح اليوم (الاثنين)، من دون أن يتسبب في إطلاق تحذير من تسونامي، حسبما ذكرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
أوروبا مواطنون يتجمعون في منطقة آمنة بالشارع على الواجهة البحرية بين نابولي وبوزولي بعد وقوع زلزال (د.ب.أ)

لم تحدث منذ 40 عاماً... هزات أرضية تثير الذعر جنوب إيطاليا

سجّلت عشرات الهزات الأرضية بدرجات غير مسبوقة منذ 40 عاماً في كامبي فليغري قرب نابولي بجنوب إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (روما)

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
TT

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)

اتفقت دول مجموعة العشرين على العمل معاً لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء، لكن دون التوصل لاتفاق حول نظام ضريبي عالمي، وذلك وفقاً لإعلان تمّ تبنيه بعد اجتماع وزراء مالية دول المجموعة في ريو دي جانيرو.

وقال الإعلان الصادر عن البرازيل التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة إنه «مع الاحترام الكامل للسيادة الضريبية، سنسعى إلى المشاركة متعاونين لضمان فرض ضرائب فعالة على صافي الثروات العالية للأفراد»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف الوزراء في إعلانهم أنّ «عدم المساواة في الثروة والدخل يقوّض النمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي ويؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف الاجتماعية». ودعا الإعلان إلى «سياسات ضريبية فعّالة وعادلة وتصاعدية».

وقال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد إنّه «من المهمّ، من وجهة نظر أخلاقية، أن ترى أغنى عشرين دولة أنّ لدينا مشكلة تتمثّل في فرض ضرائب تصاعدية على الفقراء وليس على الأثرياء».

ورحّبت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، الجمعة، بالإعلان الصادر عن مجموعة العشرين والمؤيّد «للعدالة المالية»، معتبرةً أنّه «جاء في الوقت المناسب ومرحّب به».

وقالت غورغييفا في بيان إنّ «الرؤية المشتركة لوزراء مجموعة العشرين بشأن الضرائب التصاعدية تأتي في الوقت المناسب وهي موضع ترحيب، لأنّ الحاجة إلى تجديد الاحتياطيات المالية مع تلبية الاحتياجات الاجتماعية والتنموية تنطوي على قرارات صعبة في العديد من البلدان». وأضافت أنّ «تعزيز العدالة الضريبية يساهم في القبول الاجتماعي لهذه القرارات».