إسرائيل ترسل طواقم إنقاذ إلى تركيا... وتستجيب لطلب سوري «رسمي» عبر روسيا

استجابة لطلبين رسميين من القيادتين السورية والتركية، أرسلت إسرائيل طواقم إنقاذ للمساعدة في أعمال الإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر في البلدين، التي تشمل مجموعة من الخبراء في هذه المهمات في الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي التركية، وكميات من المساعدات الإنسانية والطبية إلى سوريا. وفتحت إسرائيل حدودها لقدوم مصابين يحتاجون إلى علاجات سريعة معقدة من الأراضي السورية.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن الطلب السوري وصل من النظام مباشرة، عبر روسيا، وأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وافق على تقديم المساعدة من بعيد؛ أي من دون دخول قوات الإنقاذ إلى الأراضي السورية، لكنه وافق على إرسال أجهزة طبية وخيام وبطانيات ومواد غذائية إلى السوريين، عبر نقاط الحدود السورية مع تركيا أو نقاط الحدود المباشرة في القنيطرة.
وأعلن نتنياهو، الاثنين، أن حكومته تعمل على إرسال مساعدات عاجلة لمساعدة الأتراك والسوريين بعد الزلزال المدمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1600 شخص حتى الآن. وقال، في تصريحات أطلقها خلال جلسة للكتلة البرلمانية لحزبه «الليكود»: «خلال الـ24 ساعة الماضية وقع زلزال عنيف للغاية في تركيا، أثر أيضاً على مناطق أخرى. أمرت بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات طبية، بناءً على طلب الحكومة التركية». وأضاف: «إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال في سوريا أيضاً، وبما أنه تم تسلم طلب لمساعدة المنكوبين السوريين فأوعزت بالقيام بذلك أيضاً».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، عن بدء استعداداته لإخراج بعثة إغاثة إلى تركيا في أعقاب الزلزال. وتم تجنيد عشرات الطواقم في جيش الاحتياط، الذين اعتادوا على القيام بعمليات إغاثة في عدة دول في العالم تنكب بالهزات الأرضية.
وقد انطلقت المجموعة الأولى إلى تركيا، بعد ظهر الاثنين. واتصل وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بنظيره التركي، خلوصي آكار، وتداولا معاً في الاحتياجات. وأكد هو الآخر أن وحدات من قيادة الجبهة الداخلية ستصل إلى المناطق المنكوبة. كما أجرى وزير الخارجية إيلي كوهين اتصالاً مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وقدم له التعازي في أعقاب الهزات الأرضية الشديدة التي ضربت بلاده، واتفق معه على تقديم المساعدات.
المعروف أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها إسرائيل مساعدات إنسانية إلى سوريا. ففي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، كشف المعلق العسكري لموقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه بالتنسيق مع روسيا، أقيمت قناة اتصال تبلغ إسرائيل من خلالها قيادة النظام في دمشق، بمعلومات عن عمليات القصف التي تنفذها غاراتها الجوية على الأراضي السورية، فتوضح هدف الضربة. وفي عام 2021، أبرمت إسرائيل صفقة مع روسيا تم بموجبها إطلاق سراح مواطنة إسرائيلية كانت قد تسللت إلى الأراضي السورية مقابل منح سوريا مليون دولار لشراء لقاح «سبوتنيك» الروسي إلى سوريا.
وكانت إسرائيل قد أقامت مستشفى ميدانياً في المرتفعات السورية، بالقرب من حدود وقف إطلاق النار مع سوريا، إبان الحرب الأهلية هناك، واستقبلت نحو 3 آلاف جريح من ضحايا هذه الحرب.