تقرير: بريطانيا لا تملك أموالاً للشؤون الدفاعية وسط استمرار حرب أوكرانيا

عناصر من الجيش البريطاني (رويترز)
عناصر من الجيش البريطاني (رويترز)
TT

تقرير: بريطانيا لا تملك أموالاً للشؤون الدفاعية وسط استمرار حرب أوكرانيا

عناصر من الجيش البريطاني (رويترز)
عناصر من الجيش البريطاني (رويترز)

قالت مصادر دفاعية إن وزارة الخزانة البريطانية أشارت إلى عدم وجود أموال للشؤون الدفاعية، رغم إدراكها للحاجة الملحة لإعادة التسلح مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.
ونقلت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية عن المصادر قولها إن بريطانيا لن تكون قادرة على تقديم عدد كبير من القوات، مثلما كان يتوقع أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) لهيكل قوة رئيسي جديد يتم تشكيله من قبل الحلف لتعزيز دفاعاته رداً على الحرب في أوكرانيا.
وقالوا إن هذه الأمور لن تتغير إلا إذا سرّع رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الخطط لإصلاح تدهور الجيش.
وأكد مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع أن المملكة المتحدة «تعاني من نقص في التسليم فيما يخص الأسلحة».

ومن جهته، قال اللورد جورج روبرتسون، آخر أمين عام بريطاني لحلف الناتو، إنه قلق من أن «الحكومة لا تقدر بشكل جيد التهديد الذي تمثله موسكو لها»، وحث سوناك على التصرف «كرئيس وزراء في زمن الحرب».
وأضاف روبرتسون: «على رئيس الوزراء أن يستيقظ ويدرك حقيقة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن الحرب على الغرب وأننا القوة العسكرية الثانية في الغرب وعلينا أن نرتقي الآن إلى التحدي الذي نواجهه».
وتابع: «وهذا يعني أخذ قضايا الدفاع والأمن على محمل الجد أكثر مما نفعل في الوقت الحاضر والاستثمار في النوع المناسب من المعدات من أجل الحفاظ على أمن البلد».
يأتي ذلك بعد أن أكدت بريطانيا والولايات المتحدة في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، عزمهما على مواصلة تزويد أوكرانيا «بكل ما تحتاجه من أسلحة، لمواجهة روسيا».
ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في مقال نُشر أمس (الأحد) إن المساعدة في تسليح أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد روسيا هي أسرع طريق لتحقيق السلام.
وقبل أيام، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن الجيش البريطاني «تخلف عن نظرائه» وإنه «بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».