الربيعة لـ {الشرق الأوسط}: ننسق مع الحكومة اليمنية لإيصال المساعدات لكل المحافظات

المشرف العام على مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية أكد أن عاملي الحاجة والأولوية يحددان أعداد الطائرات

ثاني طائرة إغاثة سعودية عقب وصولها الى مطار عدن أمس ({الشرق الأوسط})
ثاني طائرة إغاثة سعودية عقب وصولها الى مطار عدن أمس ({الشرق الأوسط})
TT

الربيعة لـ {الشرق الأوسط}: ننسق مع الحكومة اليمنية لإيصال المساعدات لكل المحافظات

ثاني طائرة إغاثة سعودية عقب وصولها الى مطار عدن أمس ({الشرق الأوسط})
ثاني طائرة إغاثة سعودية عقب وصولها الى مطار عدن أمس ({الشرق الأوسط})

مع وصول الطائرة الثانية السعودية التي تحمل المواد الإغاثية، كشف الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية والإنسانية، عن تنسيق يجري مع الحكومة الشرعية لليمن لإيصال المساعدات للمستفيدين، وذلك استنادًا لعاملين رئيسيين هما الحاجة والأولوية.
وقال الربيعة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية والإنسانية «يدرس الاحتياجات مع الحكومة الشرعية في اليمن، ويتم أخذ المعلومات منها، كما يتم التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني اليمنية، ويتم دراستها بالكامل عبر لجان إغاثية متخصصة بالمركز». ولفت الربيعة إلى أن منظمات وممثليات الأمم المتحدة تشارك مع مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية والإنسانية في تحديد أولويات العمل الإغاثي داخل اليمن، ويتم تقديم تلك المساعدات بناء على تلك المعلومات.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن الطائرات التي تصل إلى عدن هي عبارة عن مواد اغاثية تشمل المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى المستلزمات المعيشية والتي من بينها الخيام».
يأتي ذلك، مع وصول الدفعة الثالثة من المعونة الطبية الإغاثية الثانية إلى مدينة سيئون على متن 3 قاطرات قادمة من السعودية عبر منفذ الوديعة البري مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وتحتوي الدفعة الثالثة التي تمثل 70 طنًا من المحاليل الوريدية وأدوية منوعة للمستشفيات والمراكز والوحدات الصحية بإقليم حضرموت الذي يشمل محافظات حضرموت الوادي والساحل وشبوة والمهرة، لتخفيف معاناة الإخوة اليمنيين المرضى من النازحين والجرحى ومواطني المحافظات.
وستشمل المواد الإغاثية جميع المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية عبر لجنة الطوارئ الطبية بالوادي والصحراء بحضرموت وفقا للآلية المتفق عليها مع جهات الاختصاص.
وبالعودة إلى تصريحات الدكتور عبد الله الربيعة، فقد أشار أن الجسر الجوي للمساعدات الإغاثية مستمر في الوصول إلى مطار عدن، وأن عامل الحاجة هو من يقف خلف تحديد أعداد الطائرات التي تصل هناك.
وذكر الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية والإنسانية أن «المساعدات الإغاثية ليست مخصصة فقط لمحافظة عدن، بل تشمل كل المحافظات اليمنية، ويمثل مطار عدن المدخل الرئيسي لإيصال المساعدات لمختلف المحافظات اليمنية، ويتم استنادًا لعاملين رئيسيين هما الحاجة والأولوية». وإنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتقديم المساعدات العاجلة لليمن، أمر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بتأمين طائرات شحن تابعة لقيادة القوات الجوية الملكية السعودية لتسيير جسر جوي لنقل المساعدات من مستودعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمحافظة شرورة إلى محافظة عدن في اليمن، ووصلت أمس ثاني طائرة إلى مطار عدن الدولي بعد تحريره من ميليشيات الحوثيين والنظام المخلوع، تحمل على متنها أكثر من 10 أطنان من المواد الغذائية.
وهنا أشار رأفت الصباغ المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للأعمال الاغاثية والإنسانية، خلال تصريحات صحافية، إلى أن الدكتور صلاح المزروع مدير الإمداد والتموين بالمركز سيرأس الفريق الإغاثي، مفيدًا أن هذه الرحلة تأتي بإشراف مباشر من المشرف العام على المركز، مؤكدا استمرار المركز في تنفيذ برنامج خصص لهذا الغرض وفق رحلات متتالية بفريق عمل متكامل متخصص لضمان سير العملية الإغاثية على أكمل وجه لتصل إلى مستحقيها. وأبان الصباغ أن وصول الطائرة يأتي ضمن برنامج خصصه المركز بتقديم مواد إغاثية وغذائية ودوائية متنوعة عبر البحر والبر والجو، لافتًا الانتباه إلى أن هنالك طائرات ستصل وفق برنامج زمني محدد بإشراف من المركز وتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية وخلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.