كيف بات نابولي يغرد في القمة منفرداً بينما منافسوه يتساقطون؟

نابولي يحقق فوزاً غالياً على روما ويحصل على ثلاث نقاط ثمينة عززت صدارته للدوري الإيطالي (إ.ب.ا)
نابولي يحقق فوزاً غالياً على روما ويحصل على ثلاث نقاط ثمينة عززت صدارته للدوري الإيطالي (إ.ب.ا)
TT

كيف بات نابولي يغرد في القمة منفرداً بينما منافسوه يتساقطون؟

نابولي يحقق فوزاً غالياً على روما ويحصل على ثلاث نقاط ثمينة عززت صدارته للدوري الإيطالي (إ.ب.ا)
نابولي يحقق فوزاً غالياً على روما ويحصل على ثلاث نقاط ثمينة عززت صدارته للدوري الإيطالي (إ.ب.ا)

بدت المباراة التي جمعت نابولي وروما في الدوري الإيطالي الممتاز وكأنها مباراة في الكأس، حيث كان كل فريق من الفريقين يلعب وكأنه يتعين عليه إنهاء كل شيء في هذا اللقاء؛ ففي إحدى اللحظات، كان حارس مرمى روما، روي باتريسيو، يتصدى لإحدى الكرات على القائم القريب لمرماه، ثم انطلق في اللحظة التالية نحو مرمى نابولي، لينضم إلى زملائه في تنفيذ ركلة ركنية. وعندما فشلت المحاولة الأخيرة لزميله جيانلوكا مانشيني، انطلق لاعبو نابولي فرحاً وهم يصرخون ويحتضن بعضهم بعضاً، بعدما حققوا فوزاً غالياً، بهدفين مقابل هدف وحيد، وحصلوا على ثلاث نقاط ثمينة عززت صدارتهم لجدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز.
فلماذا كانت هذه المباراة تحظى بهذه الأهمية الكبيرة؟ كان المدير الفني لروما، جوزيه مورينيو، قد أخبرنا، يوم السبت، بأن السباق على لقب الدوري الإيطالي الممتاز قد حُسم بالفعل، وقدم تهانيه لنابولي، قائلاً: «لا أريد أن يُساء فهمي، لكن نابولي فاز باللقب بالفعل عن جدارة واستحقاق. إنه أقوى فريق في المسابقة». اشتهر المدير الفني البرتغالي بحيله وألاعيبه الذهنية، لكنه يبدو محقاً تماماً هذه المرة؛ فنابولي ليس فريقاً رائعاً فحسب، ولكن ليس هناك مَن ينافسه بشكل حقيقي على اللقب هذا الموسم. وحتى ميلان، الذي كان يحتل المركز الثاني خلف نابولي بفارق 12 نقطة، خسر على ملعبه أمام ساسولو بخمسة أهداف مقابل هدفين يوم الأحد.
فما الذي يحدث لحامل لقب الدوري الإيطالي الممتاز؟ لقد جاءت الخسارة أمام ساسولو في أعقاب الهزيمة أمام لاتسيو برباعية نظيفة، وبالتالي فهذه المرة الأولى التي تهتز فيها شباك ميلان بأربعة أهداف في مباراتين متتاليتين في الدوري الإيطالي الممتاز.
وقبل ذلك، خسر ميلان أمام إنتر بثلاثية نظيفة في كأس السوبر، ولم يحقق الفريق أي فوز في آخر ست مباريات في جميع المسابقات. في الحقيقة، يمكن القول إن ساسولو كان يمثل عُقدة حقيقية لميلان منذ صعوده للدوري الإيطالي الممتاز قبل عقد من الزمن، حيث كانت المباراة الأخيرة هي المرة الخامسة، منذ ذلك الحين، التي يسجل فيها ساسولو ثلاثة أهداف على الأقل في مرمى ميلان، كما أن ساسولو هو الذي تسبب في إقالة ماسيميليانو أليغري من منصبه في عام 2014، بعد الفوز على ميلان بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
وقد دخل ساسولو المباراة الأخيرة أمام ميلان وهو في حالة غير جيدة، حيث لم يحقق أي فوز منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكنه تعملق أمام ميلان، وأحرز في مرماه أهدافاً أكثر من إجمالي عدد الأهداف التي سجلها في مبارياته الثماني الأخيرة! وكان دومينيكو بيراردي في أفضل حالاته على الإطلاق، حيث تلاعب بمدافعي ميلان، وصنع أول هدفين لفريقه، قبل أن يسجل الهدف الثالث من ركلة ركنية، ثم عاد ليصنع الهدف الخامس لساسولو أيضاً، بعدما سجل أرماند لورينتي الهدف الرابع من ركلة جزاء.
وأُلغي هدف لأوليفييه جيرو بينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي، ليكون ميلان أول ضحية لنظام التسلل شبه الأوتوماتيكي الذي اعتمده الدوري الإيطالي الممتاز مؤخراً، لكن بعد ذلك لم يكن ميلان موجوداً تقريباً في المباراة، وتأخر بهدفين دون رد، ثم بثلاثة أهداف مقابل هدف، ثم بخمسة أهداف مقابل هدف في الشوط الثاني، قبل أن يحرز ديفوك أوريغي هدفاً رائعاً.
فكيف وصلت الأمور إلى هذه الدرجة؟ لقد بدا المدير الفني لميلان، ستيفانو بيولي، في حيرة من أمره، مثل أي شخص آخر يسعى لمعرفة ما الذي يحدث للفريق، حيث قال: «كل الأشياء التي نجحنا في القيام بها خلال العامين الماضيين توقفت عن العمل خلال الشهر الماضي!». افتقد ميلان خدمات فيكايو توموري، وجاء قرار الاعتماد على ماتيو غابيا بدلاً منه بنتيجة عكسية، حيث بدا اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً متوتراً ومذعوراً في مواجهة بيراردي، وارتكب أخطاء كلفت الفريق معظم الأهداف؛ فهل كانت الأمور ستسير بشكل مختلف لو دفع بيولي باللاعب المخضرم سيمون كيير بدلاً من غابيا؟ أعتقد أن الأمر لم يكن ليختلف كثيراً، حيث كان كيير على أرض الملعب في الوقت الذي اهتزت فيه شباك ميلان بثلاثة أهداف من الأهداف الأربعة أمام لاتسيو، بينما كان توموري موجوداً خلال استقبال فريقه للهدف الرابع.
حاول بيولي أن يُحدث تغييراً مختلفاً، ويعطي فريقه دفعة كبيرة؛ فلم يدفع برافائيل لياو في التشكيلة الأساسية، واعتمد على تشارلز دي كيتليري في أول مشاركة أساسية له مع الفريق، منذ ما يقرب من أربعة أشهر، لكن اللاعب المنضم لميلان في الصيف الماضي، مقابل 35 مليون يورو، فشل مرة أخرى في ترك بصمة واضحة على أداء الفريق. من السابق لأوانه أن نَصِف اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً بأنه صفقة فاشلة، لكن يمكن بالتأكيد اتهام مسؤولي ميلان بأنهم وضعوا كثيراً من البيض في سلة واحدة!
لم يكن هناك أدنى شك في أن ميلان قد تجاوز كل التوقعات، عندما فاز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز، الموسم الماضي، حيث نجح بيولي في مساعدة مجموعة من اللاعبين الشباب على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر، لكنه كان محظوظاً للغاية لأنه لم يفقد أياً من عناصره الأساسية بسبب الإصابة أو الإيقاف. لكن رحيل فرانك كيسي وإصابة مايك ميغنان تركا ثغرات واضحة للغاية في صفوف الفريق هذا الموسم. واعترف بيولي، يوم الأحد الماضي، بأنه فقد الأمل تماماً في الدفاع عن لقب الدوري، قائلاً: «ستكون مهمتنا الآن في الدوري الإيطالي الممتاز احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا».
ورغم ذلك، يُعدّ ميلان أفضل حالاً من بعض الأندية الأخرى التي كان يُفترض أنها ستنافس نابولي على صدارة جدول الترتيب، مثل يوفنتوس الذي خسر أمام مونزا بهدفين دون رد، يوم الأحد الماضي، وهي الخسارة التي جعلت أليغري يقول إن فريقه بحاجة لمواجهة الحقيقة المتمثلة في أنه لم يعد في مأمن من الهبوط.
ويمر يوفنتوس بوضع فريد من نوعه، بعدما قرر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم خصم 15 نقطة من رصيده. لكن يوفنتوس على أي حال لم يكن قادراً على المنافسة على اللقب، حيث خسر أمام مونزا الصاعد حديثاً للدوري الإيطالي الممتاز للمرة الثانية. لقد قدم مونزا أداءً ممتازاً، وسجّل باتريك سيوريا وداني موتا هدفي اللقاء قبل نهاية الشوط الأول، في حين أُلغي هدف آخر لجيانلوكا كابراري بداعي التسلل. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن أربعة فرق فقط نجحت في حصد نقاط أكثر من مونزا، منذ تصعيد رافاييل بالادينو من منصب المدير الفني لأكاديمية الناشئين لتولي القيادة الفنية للفريق الأول، في سبتمبر (أيلول) الماضي. ومع ذلك، كانت هذه لحظة تراجع أخرى ليوفنتوس في شهر مليء بالإحباطات والانتكاسات. وتشير الإحصاءات إلى أن الفريق الوحيد السابق الذي فاز بأول مواجهتين له أمام يوفنتوس في الدوري الإيطالي الممتاز هو إنتر ميلان في عام 1930!
وبعيداً عن ميلان أو يوفنتوس، هل هناك نادٍ آخر قادر على أن ينافس نابولي على اللقب؟ بدا إنتر ميلان منافساً محتملاً، عندما فاز على نابولي في بداية العام، لكنه بعد ذلك تعادل مع مونزا، وخسر أمام إمبولي، ليرتفع فارق النقاط بينه وبين المتصدر (نابولي) إلى 13 نقطة كاملة. وكان هذا هو فارق النقاط ذاته بين روما ونابولي، قبل بداية المباراة الأخيرة بينهما. ورغم اعتراف مورينيو بأن نابولي قد حسم تماماً معركة الحصول على لقب الدوري الإيطالي الممتاز، هذا الموسم، فإن هذا لم يمنع روما من التعامل مع المباراة على أنها مباراة بست نقاط، لا ثلاث. إن انهيار ميلان وخصم 15 نقطة من يوفنتوس قد فتحا الطريق أمام روما للتأهل لدوري أبطال أوروبا، وربما للقتال من أجل احتلال المركز الثاني.
لقد تقدم نابولي بهدف رائع (من فيكتور أوسيمين) سينافس بقوة للحصول على لقب أفضل هدف في الموسم، حيث استقبل المهاجم النيجيري الكرة العرضية من زميله، خفيشا كفاراتسخيليا، على صدره، ثم أنزلها على فخذه، ومنها إلى حذائه، ليسددها بقوة في سقف المرمى، دون أن تلمس الأرض. لم يستسلم روما، وقاتل بشكل مثير للإعجاب، وتعادل بهدف لستيفان الشعراوي في الدقيقة 75، لكن جيوفاني سيميوني حسم الأمور تماماً بهدف في الدقيقة 86، ليحصل نابولي على ثلاث نقاط ثمينة للغاية جعلته يغرد منفرداً تماماً في صدارة جدول الترتيب!


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».