تركيا: تعليق بعض الدول الغربية عمل قنصلياتها «أمر متعمد»

اتّهمت تركيا بعض الدول الغربية بتعمد تعليق عمل قنصلياتها لديها دون التشاور معها، على خلفية «تهديدات إرهابية» مرتبطة بحوادث حرق متطرفين يمينيين نسخاً من القرآن الكريم في عدد من الدول الأوروبية. واستدعت الخارجية التركية 9 سفراء غربيين وأبلغتهم بأن تعليق عمل القنصليات لا يشكل نهجاً معتدلاً وحكيماً، ولا يخدم إلا أجندة التنظيمات الإرهابية الخبيثة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تعليق بعض الدول عمل سفاراتها وقنصلياتها مؤقتاً في تركيا دون التشاور مع سلطات بلاده هو «أمر متعمد». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرجنتيني سنتياغو كافيرو في إسطنبول، الجمعة، أن سفارات بعض الدول الغربية أوقفت جميع الخدمات، بما في ذلك وحداتها القنصلية، أو حتى أغلقت بشكل مؤقت ممثلياتها الدبلوماسية وقنصلياتها بذريعة وجود «تهديد إرهابي». وتابع: «إذا كان هناك تهديد إرهابي ألا يجب على حليفنا أن يبلغنا من أين مصدر هذا التهديد؟ ومن يقف خلفه؟ يقولون لنا إن لدينا معلومات محددة، وهناك تهديد، لذلك نغلقها. إذن من أتى بهذا التهديد؟ ومن أين؟ ومن سيفعله؟ لا معلومات بهذا الخصوص».
وواصل جاويش أوغلو: «يجب عليهم نقل هذه المعلومات الصحيحة إلى قوات أمننا ووحداتنا الاستخبارية، وإذا كان هناك مثل هذا التهديد فيجب القضاء عليه قبل أن يتحول إلى هجوم». وأكد وزير الخارجية التركي عدم وجود أي مشاركة ملموسة للمعلومات مع الجانب التركي، متهماً تلك الدول بـ«التفكير بنفسها فقط»، قائلاً: «نعتقد أن هذه التصريحات والإغلاقات متعمدة، استدعينا السفراء وأبلغناهم ذلك». واستدعت وزارة الخارجية التركية، مساء الخميس، سفراء 9 دول هي: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، سويسرا، السويد، بلجيكا وإيطاليا، بسبب تعليقها عمل ممثلياتها الدبلوماسية والقنصلية في تركيا، بعد تحذير نشرته السفارة الأميركية في أنقرة، الاثنين، من وجود تهديدات بهجمات إرهابية في مناطق بي أوغلو وغلطه وشارع الاستقلال، بمنطقة تقسيم في إسطنبول.
وأبلغت الخارجية التركية السفراء استياءها من تعليق عمل القنصليات، وأكدت أن السلطات التركية تضمن أمن جميع البعثات الدبلوماسية الأجنبية بموجب الاتفاقيات الدولية، كما تم التشديد على أن هذه الأنشطة المتزامنة لا تشكل نهجاً معتدلاً وحكيماً، إنما تخدم فقط أجندة التنظيمات الإرهابية الخبيثة، وأنها تنتظر من الدول الصديقة والحليفة التعاون مع الوحدات الأمنية التركية.
في الإطار ذاته، اعتبر جاويش أوغلو أن عزم هولندا نقل الطلبات التي تلقتها سفارتها في أنقرة إلى إسطنبول، واستكمال شؤون التأشيرة فيها نهاية الأسبوع مؤشر حسن نية، قائلاً إن «إغلاق القنصليات أو السفارات قبل مشاركة التفاصيل معنا، متعمد، وإذا كانوا يريدون إعطاء صورة بأن تركيا غير مستقرة وفيها تهديد إرهابي، فإن ذلك لا يتناسب مع الصداقة والتحالف». وأضاف أن الرسالة التي أكدتها وزارته لسفراء الدول الغربية التسع مفادها أنه «ينبغي لهم ألا يخدموا الأجندة الخبيثة للتنظيمات الإرهابية»، مشيراً إلى أن تركيا تكافح جميع التنظيمات الإرهابية بما فيها «داعش» و«حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية»، وأنها أكثر بلد كافح ضد المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
ولفت إلى أن وزارة الداخلية التركية شددت تدابيرها الأمنية على بعثات بعض الدول عقب حرق نسخ من القرآن الكريم، مبدياً استغرابه؛ لأن بعض البلدان الأوروبية التي لا علاقة لها بتلك الحوادث أغلقت بعثاتها أيضاً.