وزير الداخلية المغربي يوجه بالتزام أقصى درجات الحذر لمواجهة الإرهاب

مصالح الأمن فككت أكثر من 12 خلية متطرفة منذ بداية 2015

وزير الداخلية المغربي يوجه بالتزام أقصى درجات الحذر لمواجهة الإرهاب
TT

وزير الداخلية المغربي يوجه بالتزام أقصى درجات الحذر لمواجهة الإرهاب

وزير الداخلية المغربي يوجه بالتزام أقصى درجات الحذر لمواجهة الإرهاب

شدد محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لمكافحة الإرهاب، واعتماد الضربات الاستباقية والوقائية في هذا المجال.
ودعا حصاد في خطاب وجهه أول من أمس إلى رجال السلطة الجدد المتخرجين من المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة (شمال الرباط)، إلى «الرفع من مستوى اليقظة والتزام أقصى درجات الحيطة والحذر، بالنظر لاستمرار بؤر التوتر على المستوى الدولي، وفي المحيط الإقليمي لبلادنا، والتي تزيد من خطر هذه التهديدات»، وحث حصاد رجال السلطة الجدد على «ضرورة الانخراط التام في المقاربة الأمنية الاستشرافية التي جعلت بلادنا تظفر بإشادة منظمة الأمم المتحدة والمنتظم الدولي، لاعتمادها على القراءة الاستباقية للوقائع والأحداث، بما يساعد على تحقيق السرعة في التدخل في مواجهة الإرهاب».
واعتمد المغرب منذ تفجيرات 2003 في الدار البيضاء مقاربة استباقية في مواجهة الإرهاب، مكنته من تفكيك نحو 140 خلية إرهابية معظمها في مرحلة التشكل، وإفشال الكثير من المخططات لإنشاء فروع لمختلف الجماعات المتطرفة الدولية بالمغرب، وإحباط زهاء 300 عملية إرهابية استهدفت مواقع استراتيجية وشخصيات محلية وأجنبية، ومصالح أقليات يهودية ومسيحية.
وعرفت الحرب على الإرهاب في المغرب تصعيدا خلال العامين الأخيرين، مع صعود تنظيم داعش، والارتفاع المقلق لتجنيد مغاربة للالتحاق بمعسكرات التنظيم في سوريا والعراق، إذ أصبح المغرب رابع دولة عربية من حيث عدد المقاتلين في صفوف «داعش». كما شدد المغرب مراقبة الحدود، ورفع من درجة التأهب الأمني عبر إطلاق عملية حذر في يناير (كانون الثاني) الماضي، التي تشارك فيها لأول مرة قوات الجيش والشرطة من أجل استتباب الأمن وحراسة المواقع الاستراتيجية والحيوية داخل مدن البلاد. ومنذ بداية العام الحالي فكك الأمن المغربي 12 خلية، واعتقل زهاء 70 شخصا جلهم يشتبه في ارتباطه بتنظيم داعش.
وبخصوص الانتخابات البلدية المرتقبة في 4 من سبتمبر (أيلول) المقبل، وانتخابات أعضاء غرف التجارة والصناعة والفلاحة والصيد البحري، التي ستجري في 7 من أغسطس (آب) المقبل، أكد وزير الداخلية، أنها ستجري في وقتها، مشيرا إلى أن المناخ السياسي المتميز «بتبني نهج تشاوري قوامه الثقة والمسؤولية المتبادلة والانخراط التام في دعم المسار الديمقراطي»، والذي «تمثل في إشراك مختلف الفاعلين السياسيين، من أحزاب الأغلبية والمعارضة، في إعداد النصوص القانونية المؤطرة للعمليات الانتخابية، ووضع التدابير التنظيمية المرتبطة بها، أفضى إلى المصادقة على جميع النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية».
وأوضح حصاد «إن هذا المناخ السياسي شكل عاملا أساسيا في وفاء وزارة الداخلية بالتزاماتها الانتخابية، وهو ما سيمكن بالتأكيد من إجراء الاستحقاقات الانتخابية في مواعيدها المحددة».
وفي نفس السياق، حث حصاد كافة رجال السلطة، على ضرورة التحلي باليقظة والتتبع المستمر لمختلف أطوار العمليات الانتخابية، وذلك بتنسيق تام مع الجهاز القضائي، مستنيرين في ذلك بالتعليمات الملكية الموجهة للسلطات العمومية «قصد التصدي بالصرامة والفعالية اللازمتين لجميع المحاولات الرامية إلى المساس بسلامة هذه العمليات، ضمانا لشفافية ونزاهة وعدالة الانتخابات، حتى تعبر عن الإرادة الحقيقية للناخبين، وتساهم في دعم المسار الديمقراطي الذي تسير فيه بلادنا».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.