لماذا تزيد وفيات الرجال بـ«كورونا» مقارنة بالإناث؟

دراسة تناولت دور الأنسجة الدهنية

الرجال أكثر عرضة للمرض الحاد بسبب «كوفيد - 19» من النساء (غيتي)
الرجال أكثر عرضة للمرض الحاد بسبب «كوفيد - 19» من النساء (غيتي)
TT

لماذا تزيد وفيات الرجال بـ«كورونا» مقارنة بالإناث؟

الرجال أكثر عرضة للمرض الحاد بسبب «كوفيد - 19» من النساء (غيتي)
الرجال أكثر عرضة للمرض الحاد بسبب «كوفيد - 19» من النساء (غيتي)

منذ الأشهر الأولى لوباء «كوفيد – 19»، لاحظ الباحثون أن «الرجال أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى الشديدة من فيروس (كورونا المستجد)، مع زيادة معدلات الوفيات». وتوصل جيوثي ناجاجيوثي، أحد العلماء في مركز «هاكنساك ميريديان هيلث» في نيوجيرسي بأميركا، إلى نتائج جديدة قد تجيب عن السبب.
وناجاجيوثي يبحث في الأمراض المعدية المتعلقة بالدهون في الجسم، بما في ذلك «كوفيد -19»، ويشير بحثه الجديد في العدد الأخير من «المجلة الدولية للعلوم الجزيئية» إلى أن «أداء الذكور أسوأ من الإناث المصابات بالمرض، لأن الفيروس يهاجم أنسجة الرئة عند الذكور، بينما يهاجم الأنسجة الدهنية للإناث».
ويقول في تقرير نشره (الجمعة) الموقع الإلكتروني لمركز «هاكنساك ميريديان هيلث»، «تشير بياناتنا في تجارب الفئران إلى أن الأنسجة الدهنية في الإناث قد تكون بمثابة خزان للفيروس، وبالتالي تحمي الرئتين من حمولة فيروسية أكبر، مما يمنع تلف الرئة بسبب الخلايا المناعية المتسللة والسيتوكينات النشطة المؤدية للالتهابات».
وأظهرت نماذج الفئران في مختبر ناجاجيوثي، التي تحاكي جهاز المناعة البشري، أن الإناث يفقدن مزيدا من الدهون، مقارنة بالذكور عند الإصابة بـ«كوفيد - 19»، وكان لدى الذكور مزيد من الفيروسات في الرئة، بينما أظهرت الإناث المزيد من الفيروسات في أنسجتها الدهنية، والنظرية هي أن الأنسجة الدهنية في الإناث قد تكون بمثابة «حوض» أو «خزان» للفيروس.
وتأتي الورقة البحثية الأخيرة عقب دراسة نشرت العام الماضي في مجلة «فونتيرز أن كارديو فاسكلر ميدسين»، أظهر فيها ناجاجيوثي وزملاؤه، أن «الفيروس تسلل إلى (رئتي) الذكور بسهولة أكبر بكثير مما فعل عند الإناث».
وتذهب الورقة الأخيرة إلى أبعد من ذلك، حيث تظهر وجود علاقة عكسية بين الأحمال الفيروسية في الرئتين والأنسجة الدهنية، وتختلف بين الذكور والإناث. ووجدوا أن عدوى الفيروس تغير الإشارات المناعية وموت الخلايا بشكل مختلف في الفئران الذكور والإناث المصابة بالفيروس. وخلصوا إلى أن «هذه البيانات قد تساعد في تفسير زيادة قابلية الإصابة بـ(كوفيد - 19) لدى الذكور مقارنة بالإناث».
من جانبه، يعلق خالد عبد الرحمن، مدرس الفيروسات بجامعة المنصورة المصرية، على هذه الدراسة، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، «من الجيد أن النساء يحملن هذه الميزة التي تساعد على تقليل الإصابة بالعدوى الشديدة، لأن ذلك ساعد بشكل كبير على تخفيض عدد الوفيات والحاجة لدخول المستشفيات، لأنهن الأكثر إصابة بالفيروس». ويضيف أنه «وفقا لدراسات أجريت في بدايات الوباء، كان من الملاحظ أن النساء أكثر إصابة بالفيروس، وتم تقديم بعض الأسباب لذلك، منها أنهن يشكلن غالبية القوى العاملة في الرعاية الصحية ورعاية المسنين، وهذا يعني أنهن يخضعن للفحوص اللازمة لاكتشاف الفيروس أكثر من الرجال، كما أن النساء يعملن أكثر من الرجال في وظائف معينة تتميز بالاتصال المباشر بالناس، مثل رعاية الأطفال والمبيعات».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».