وطن البطولات

أعتقد أن اللسان بدأ يعجز عن وصف التحولات الكبيرة والتطورات اليومية التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل (رؤية 2030) وطموح الأمير الشاب محمد بن سلمان كي تكون بلاده في القمة في كل شيء، وبالتزامن والتساوي في كل القطاعات بسرعة قياسية ومدروسة، وهذه العوامل كلها صعب أن تجتمع مع بعضها، لكنها اجتمعت في السعودية التي نبارك لها رسمياً استضافة نهائيات كأس أمم آسيا 2027، وقد لا يعرف البعض أنها كانت قوة رياضية عظمى في القارة، لكنها سابقاً لم تتصدر المشهد ولم تستضف أي بطولة كروية كبيرة باستثناء كأس العالم للشباب عام 1989 في الفترة ما بين 16 فبراير (شباط) حتى 3 مارس (آذار)، وتوجت البرتغال وقتها باللقب بعد فوزها على نيجيريا، وكان أفضل لاعب في البطولة البرازيلي بيسمارك، وهدافها هو السوفياتي سالينكو بخمسة أهداف وبطولة كأس القارات التي انطلقت بفكرة سعودية حتى تبنتها الفيفا.
الآن السعودية تتصدر المشهد في كل القطاعات من سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية وسياحية وترفيهية ورياضية، وآن لها أن تستضيف بطولة كبرى مثل أمم آسيا تمهيداً لاستضافة البطولة الكبرى وهي كأس العالم، وقبلها بعام ستستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية (نعم الشتوية) وما بينها سباقات الفورمولا وان ورالي داكار والفورمولا إي، إضافة للسوبر الإسباني والإيطالي، وأنا أتحدث عن البطولات الكبرى حصراً، وربما سيكون الحدث الرياضي الأبرز في العالم وهو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية هو درة الاستضافات السعودية بعدما شاهدنا دورة الألعاب السعودية التي تأتي تمهيداً لخلق جيل رياضي سعودي منافس في معظم الألعاب.
وحتماً عندما تستضيف المملكة كأس آسيا فهي مطالبة بتحقيق اللقب الذي سبق أن حققته ثلاث مرات أعوام 1984، و1988، و1996 والوصافة ثلاث مرات أعوام 1992، و2000، و2007 أي أن المنتخب وصل للنهائي ست مرات، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون مطالباً باللقب وهو من هزم الأرجنتين في كأس العالم، ومن تصدر مجموعته في الطريق إليها قبل اليابان وأستراليا وعمان والصين وفيتنام.
أعتقد أن بناء الجيل الذي سيلعب في البطولة يبدأ من اليوم، ومواهب المملكة كبيرة ومنتشرة في كل مكان، ويبقى أن تجدها العين الخبيرة وتصقلها وتضعها في ساحة المنافسات.
أخيراً مبارك للمملكة عضوية المكتب التنفيذي للفيفا عن طريق رئيس اتحادها ياسر المسحل.